تفصيل
- الصفحات : 356 صفحة،
- سنة الطباعة : 2018،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الاولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-484-87-5.
إن أهمية العلاقات العامة لم تعد في حاجة إلى تأكيد، حيث أصبحت في عصرنا الحالي جزءًا لا يتجزأ من نشاط المؤسسات على اختلاف أنواعها وأشكالها، بل أصبح نجاح الكثير من المؤسسات مرهونا إلى حد كبير بقوة إدارة العلاقات العامة فيها، ومدى تنظيمها وفعاليتها.
ويمكن وصف العلاقات العامة بأنها فن معاملة جمهور المؤسسة، سواء الجمهور الداخلي أو الخارجي، لإيجاد علاقات قوية معه، ولكسب ثقته وتأييده، وذلك من خلال الاعتماد على برامج مخططة ومدروسة، وتوظيف جميع وسائل الاتصال المتاحة، ومختلف الأساليب المناسبة لتحقيق التعاون الإيجابي المبني على الشرح والتفسير والإقناع.
هذا وقد استخدمت العلاقات العامة بمعناها الحديث مع بداية القرن العشرين، من خلال استخدامها في محيط الأعمال التجارية والصناعية، لتستخدم فيما بعد في جميع المؤسسات والمنظمات الأخرى، على اختلاف نشاطها ومجالها، ومن بين هذه المؤسسات نجد المؤسسة الجامعية، التي أخذت في مختلف دول العالم الاعتماد على العلاقات العامة كجهة مختصة بالاتصال الداخلي والخارجي، حيث تركز هذه الجهة على تفعيل الاتصال الداخلي بين أعضاء الأسرة الجامعية(طلبة، أساتذة، موظفين)، وتركز أيضا على تفعيل الاتصال الخارجي مع مختلف مكونات الجمهور الخارجي للجامعة ( طلبة متخرجين، أولياء الطلبة، وسائل الإعلام،…إلخ).
إن هذه المؤسسة (الجامعة) تحظى منذ زمن بعيد باهتمام، خاصة وأنها تشكل قطبا للإشعاع الفكري والمعرفي ومنبعا للوعي الإنمائي، كما أنها قائدة لخطى التنمية من خلال الوظائف الثلاث التي تضطلع بها في هذا المجال والمتمثلة في: تنمية الموارد البشرية، والتي تكون مرتبطة بمتطلبات الشغل في شتى الميادين، والوظيفة الثانية المتمثلة في البحث العلمي، الذي هو السبيل الوحيد لاكتشاف المعارف والعلوم الجديدة، وتقديم الحلول لمختلف المشاكل المطروحة، أما الوظيفة الأخيرة فهي خدمة المجتمع، والتي من خلالها تتوطد علاقة الجامعة بمحيطها من أجل خدمته وتنميته.
في ظل هذه الوظائف، ومع تزايد اعتماد المجتمعات على الجامعة في تحقيق نهضتها الشاملة، زاد ارتباط الجامعة بمختلف الفئات والجماهير، ليس داخل الجامعة فقط بل حتى خارجها، حيث أصبحت عزلة الجامعة عن بيئتها ومحيطها الاجتماعي تشكل خطرا يهدد الحرم الأكاديمي عامة، فلا ينبغي أن تركز الجامعة على علاقاتها الداخلية مع أعضاء الأسرة الجامعية فقط، بل ينبغي أن يمتد نشاطها ليشمل البيئة التي توجد وسطها سواء محلية، وطنية، وحتى دولية، خاصة وأن حقيقة العلاقة مبنية على التأثير والتأثر.
لقد أدركت العديد من الجامعات أن نجاحها ليس مرهونا فقط بنجاح نشاطاتها البيداغوجية والبحثية، بل حتى بقدراتها الاتصالية مع جماهيرها، خاصة وأن الجماهير التي تتعامل معها الجامعة متعددة الفئات، متنوعة الثقافات والحاجات، وهو الأمر الذي دفع بالجامعات، خاصة في الدول المتقدمة إلى تبني استراتيجية اتصالية عبر استحداثها ضمن تنظيمها الهيكلي إدارة للعلاقات العامة، تكون حلقة وصل بين الجامعة وجماهيرها، وتكون مرجعا مهما في معرفة هذه الجماهير، وفي معرفة آرائها قبل اتخاذ القرارات، وعند وضع الخطط والسياسات، وهذا من خلال اعتماد هذه الإدارة على رؤية إستراتيجية مرتكزة على عمليات أساسية هي: البحث والتخطيط والاتصال والتقويم.
من هذا المنطلق جعلت عدة جامعات من الاتصال عموما، والعلاقات العامة خصوصا بمثابة قاطرة لتطوير أدائها وخدماتها، فالجانب أو البعد الاتصالي غدا المعيار الذي يعطي حياة ومعنى ووجودًا لهذه المؤسسة، من خلال إسهامه الكبير في تحقيق الاستقرار الداخلي للجامعة، ومساعدته في إدارة العديد من الأزمات التي تواجهها، هذا الاستقرار الذي يسمح بالتطلع لخدمة المجتمع والبيئة المحيطة، ويسمح بالترويج والتسويق لخدمات الجامعة المقدمة، وإيجاد صورة إيجابية لها في المحيط الذي تتواجد فيه.