تفصيل
- الصفحات : 393 صفحة،
- سنة الطباعة : 2018،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الاولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-484-68-4.
يرى كثير من الاقتصاديون أن تطوير المشاريع الصغيرة المتوسطة وتشجيع إقامتها، وكذلك المشاريع المتوسطة من أهم روافد عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول بشكل عام، والدول النامية بشكل خاص، وذلك باعتبارها منطلقاً أساسياً لزيادة الطاقة الإنتاجية من ناحية، والمساهمة في معالجة مشكلتي الفقر والبطالة من ناحية أخرى. ولذلك أولت دول كثيرة هذه المشاريع اهتماماً متزايداً، وقدمت لها العون والمساعدة بمختلف السبل ووفقاً للإمكانيات المتاحة.
ونظراً لأهمية هذه المشروعات أخذت معظم الدول النامية تركز الجهود عليها، حيث أصبحت تشجع إقامة الصناعات الصغيرة والمتوسطة وخاصة بعد أن أثبتت قدرتها وكفاءتها في معالجة المشكلات الرئيسية التي تواجه الاقتصاديات
المختلفة، وبدرجة أكبر من الصناعات الكبيرة . ويأتي الاهتمام المتزايد – على الصعيدين الرسمي والأهلي – بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، لأنها بالإضافة إلى قدرتها الاستيعابية الكبيرة للأيدي العاملة ، يقل حجم الاستثمار فيها كثيراً بالمقارنة مع المشروعات الكبيرة ، كما أنها تشكل ميداناً لتطوير المهارات الإدارية والفنية والإنتاجية والتسويقية، وتفتح مجالاً واسعاً أمام المبادرات الفردية والتوظيف الذاتي، مما يخفف الضغط على القطاع العام في توفير فرص العمل.
كما أن لهذه المشروعات دوراً كبيراً في دعم الصناعة، حيث تشكل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ما نسبته ٩٠% تقريباً من المنشآت في العالم وتوظف من50-60% من القوى العاملة في العالم.
أين يعد قطاع الخدمات القطاع الذي تعتمد عليه الكثير من الدول لما له من أهمية سواء للمجتمع أو للاقتصاد ككل، حيث تعد السياحة من الأنشطة المدرجة ضمن قطاع الخدمات و الذي تولي له الاهتمام العديد من دول العالم وذلك بوصف السياحة بالظاهرة الاجتماعية و الثقافية، هدفها العام المعرفة، المتعة، الراحة، الاستجمام و التضامن الدولي، و لم تعد مجرد ظاهرة اجتماعية و إنسانية كما كانت في الماضي بل أصبحت صناعة مركبة من الصناعات الهامة التي تعتمد على مشاريع التنمية و تطوير الموارد الاقتصادية بهدف تحقيق الاستقرار و النمو الاقتصادي والاجتماعي المتوازن، حيث أن الكثير من الدول المتقدمة تعتمد في تحصيل إيراداتها على القطاع السياحي منها “فرنسا التي احتلت المرتبة الأولى عالميا سنة 2004”.
لم تقتصر السياحة على الدول المتقدمة فحسب بل شملت دول العالم الثالث التي تعد قبلة للسياحة لما لها من معالم أثرية، تاريخية و دينية إضافة إلى المؤسسات السياحية، حيث يساهم هذا القطاع في المداخيل الوطنية مثل “مصر، تونس، المغرب” ..الخ.
غير أن نمو و تطوير القطاع السياحي لا يكون بمعزل عن القطاعات الأخرى لما لها من ارتباط بالمؤسسات الصناعية، الزراعية و كذا الخدمات الأخرى، فمن جملة المؤسسات التي تمارس هذا النشاط نجد المؤسسات الصغيرة و المتوسطة التي تأخذ عدة أشكال منها الفنادق، المطاعم، وكالات السياحة و السفر و غيرها.
وخلص الباحثون في نهاية الأمر إلى أن أكثر الاقتصاديات نجاحاً هي تلك الاقتصاديات القادرة على خلق مزيج من رواد الأعمال المبتكرين والمؤسسات الكبيرة الراسخة التي صقلت مبتكراتها ومكنتها تلك الخبرة من أن تنتج بكميات كبيرة، تلك الابتكارات والأفكار والأساليب والوسائل التي أوجدها ابتداء رواد الأعمال.
وانطلاقا من ذلك ولما للريادة من دور هام وبارز في تطوير أفكار هذه المشاريع وقدراتها بحيث تصبح مشاريع أعمال ناجحة وتأخذ أبعاد وقدرات بحيث يكون لها الاستمرارية والديمومة والتطور وكذلك نواة لمشاريع كبيرة بما يتناسب مع متطلبات السوق المحلي،ولهذا فقد جاءت هذه الدراسة ضمن أحد عشر فصلاً كما هو مبين في فهرس الكتاب .
والله ولي التوفيق
د. مصطفى يوسف كافي