اِستهوتنا الدّراسات اللغوية الحديثة بكل ما تحمل انطلاًقا مما هو قديم،
والمجال اّلذي آثرنا الغوص فيه وكشف النقاب عنه هو مجال الصوتيات موجّهين
عدساته للإيقاع، فممّا يلحظ على مستوى الصّوت والإيقاع هو تهافت النقاد
والباحثين على دراستهما ومحاولة إضفاء مسحة جديدة عليهما، إذ تعدّدت القراءات
في كليهما، وكان المرتكز حينئذ جسد النصّ كونه بؤرة كلّ قارئ. فممّا لا يستهان
به أنّ هذه الدّراسات حاولت إخراج كلّ من الصّوت والإيقاع من مفهوميهما القديم،
خاصّة الصّوت لما أولي له من اهتمام منقطع النظير قديمًا وحديًثا.
وما قد ننوّه إليه ها هنا هو العوامل المحفزة للصّوت الّلغوي عامّة ومدى
تأثيرها بعد إسقاطها على جسد النصّ، فلا أحد يستطيع أن ينكر أنّ الدّراسة
الصوتية تنحو منحى جديدا من خلال الّتغيرات التي طرأت عليها في كثير من
المستويات والصّعد (تنظيرًا أو تطبيًقا)، فإزاء وضعية كهذه لم يكن لدينا من سبيل
سوى أن نطرق موضوعنا هذا محملين بإشكاليات ساقت نفسها إلينا، وفرضت
علينا تداعيات الموضوع تناولها، وذلك لما في الدّرس الصوتي من إثارة وحيوية
بين قديم يظلّ البّنية الأولى وجديد يتأّلق لما نهل ممّا سبقه، ومن هنا راودتنا فكرة
معاينة هذا الموضوع كظاهرة معرفية نحاول من خلالها الكشف عن العوامل
والأسس القائم عليها الدّرس الصوتي ومدى تأثيره على المادّة المسّلط عليها وهي
“النصّ”.فهو الّنهر اّلذي يسبح فيه الصّوت، وكانت هذه دعامتنا لنبدأ مشوارنا
المعرفي بكشف النقاب عن العلاقة القائمة بين الصّوت والإيقاع، هذه العلاقة
المغناطيسية المعتملة بينهما وفق قانون المجاذبة.
إنّ إزالة الّلثام عن مسألة كهذه يفضي إلى مسائل أخرى تزيد البحث تعقيدًا
مستهوية الباحث لبذل الكثير من الجهد والعناء، والرّاصد لهذا الموضوع عبر
أطواره المختلفة – بين الجديد والقديم – لا يسلم من الوقوع في مطبّات. وهذا من
أجل نيل المرام، لأنّ البحث يؤخذ غلابا.
تقديم: (وقفة بين الصوت والإيقاع)
المقدمة
الصوت وعلاقته بعلم الإيقاع
المبحث الأول: عموميات حول تاريخي الصوت والإيقاع
-1 الصّوت لغة واصطلاحا
-2 الإيقاع لغة واصطلاحًا
أقسام الإيقاع
المبحث الثاني: الدراسة الصوتية بين القديم والحديث
-1 الدراسة الصوتيّة لدى الّلغويين والنقاد العرب القدامى
-2 الدراسة الصوتيّة لدى الّلغويين والنقاد الأوربيين المحدثين
-3 الدراسة الصوتيّة لدى الّلغويين والنقاد العرب المحدثين
المبحث الثالث: أسرار علم الإيقاع والوزن في الّتراث النقدي
-1 نظرة النقاد المحدثين للوزن والإيقاع
-2 جمال اللغة و لغة الجمال البلاغي والايقاعي (التساوق)
-3 الظواهر الصوتية المتنوعة المتخللة للنص الشعري
-4 جوهر الدراسة الصوتيّة ومزاياها
التأثير الصوتي في علم الإيقاع
المبحث الأول: القيمة التعبيرية للصوت داخل الّلفظ الذي يرد فيه
-1 تأثير الأداء الصوتي على الدّلالات والمعاني
-2 الهندسة الصوتيّة وتوقيعاتها (فيزيائية الصوت)
-3 البعد السّميائي للصوت
المبحث الثاني: اِشتغال المؤّثرات الصوتيّة وجوانبها الإيقاعية السحريّة
-1 الجهر والهمس
-2 الأصوات الانفجارية والاحتكاكية
-3 المقطع الصّوتي
-4 الّنبر
-5 الّتنغيم
-6 المفصل
-7 الموسيقى الشعريّة
المبحث الثالث: علاقة القافية بالصّوت والإيقاع
-1 موسيقى القافية (ترانيم القافية وإيقاعاتها)
-2 بين القافية والتنغيم
-3 الصوت واللون
-4 القراءة الإنشادية وفاعليّتها في إبراز العناصر الفونيمية
الإيقاعية
تتويج المؤثرات الصوتية لإيقاعية التائية
المبحث الأول: ال ّ شنفرى وتائيّته
-1 توطئة (كتابة القصيدة والتعليق عنها)
-2 الشنفرى: *نسبه *الحدس بمولده *استرقاقه *وفاته *شعره
-3 تلخيص مضمون القصيدة وتحديد مناسبتها
المبحث الثاني: إحصائيّة الحروف والأصوات
-1 جدول إحصائيّة الحروف المكرورة في التائية (الصفات
والمخارج أفقيا)
-2 جدول تحديد صفات الحروف المكرورة ضمن كل بيت
(عموديا)
-3 دراسة الأصوات وصفاتها السمعية ودلالاتها
أ- الأصوات المهموسة
ب- الأصوات المجهورة
ج- الأصوات الانطلاقية
-4 منحنيات قياس درجة حضور أصوات الحروف والكتابة
الطيفية
المبحث الثالث: المؤثرات المتوجة للتائية
-1 الكتابة العروضية (تحديد مستويات المقاطع والتعليق عنها)
-2 الموسيقى الداخلية
-3 الوقف (السّكتة-المفصل)
* الّتأثير الدّلالي للوقف
* الّتأثير الإيقاعي للوقف
-4 الّنبر
-5 الّتنغيم
الخاتمة
الملاحق
قائمة المصادر والمراجع