شهد عصر ما بعد الثورة الصناعية ظهور أهمية وقوة رأس المال المادي، وقد امتدت سيطرة رأس المال المادي على المفهوم السائد لرأس المال خلال الفترة من بعد الثورة الصناعية وحتى منتصف القرن الماضي تقريبا. ومع بداية ثورة تكنولوجيا المعلومات وتصاعد أهمية المعلومات كوحدة فنية للثروة المرتكزة على تكنولوجيا المعلومات، وتعاظم دور المعرفة كوحدة إنسانية للثروة القائمة على القدرات الإبداعية والخبرات والمهارات وقدرات الأفراد على توليد المعارف الجديدة، تم التحول من الاقتصاد المادي إلى اقتصاد المعرفة الأمر الذي أدى إلى تغير المفاهيم التقليدية المتعلقة بالإدارة، وأصبحت بذلك المعرفة عنصرا مهما من عناصر الإنتاج وتعاظم دورها كأصل حقيقي من أصول المؤسسة الذي اصطلح على تسميته ” رأس المال الفكري ” الذى يرتكز على الطاقات الابتكارية والإبداعية الموجودة لدى العاملين في المؤسسة، وكيفية اكتشافها واستثمارها والمحافظة عليها على اعتبار أن المؤسسات المعاصرة تنظر إلى مواردها البشرية على أنها أغلى الموارد وأكثر الأصول قيمة.
وقد أصبح لرأس المال الفكري أهمية كبيرة في العمليات الخاصة بالمؤسسات، التي أدركت أن هناك حاجة ماسة لمواكبة التطور الذى حدث في الاقتصاد، فهو المورد الذي لا ينضب بل يزداد وذلك من خلال زيادة مهارات ومعلومات ومعارف العاملين في المؤسسة، أي أن عمره الإنتاجي يتزايد بتزايد القدرات الإبداعية التي تعمل المؤسسة على تسجيلها وترسخها لتصبح أصلا ثابتا من أصولها.
فالاهتمام المتزايد بالأصول الفكرية للمؤسسة أدى إلى إعادة النظر في بعض المفاهيم والموضوعات الإدارية، ومن أهم هذه الموضوعات موضوع الأداء، والذي حظي باهتمام وعناية ودارسات كثيرة من قبل العديد من الباحثين في المجال الإداري، وأخذا بعدا استراتيجيا أكثر تماشيا مع التحولات التي يشهدها تطور الفكر الإداري، ولم يعد الأداء مقتصراً على الكفاءة، أو الفعالية فحسب، بل أصبح يتعلق بكل ما يسهم في تحقيق الأهداف بتنفيذها وتحويلها في شكل مجموعة من التصرفات والسلوكيات التي تترجم تحقق إنجاز الأعمال. ومع زيادة الاعتقاد بقدرة الموارد البشرية ودورها في إحداث التغير المنشود، لأن نجاح أي مؤسسة مرتبط بنجاح أفرادها وكفاءتهم، تأتي إدارة الموارد البشرية وتحسين مستوى الأداء الوظيفي للعاملين في المرتبة الأولى ضمن اهتمامات وأولويات الإدارة بشكل عام، حيث أن رفع مستوى الأداء الوظيفي يقودنا إلى تحسين ورفع الأداء المؤسسي. والأمر لا يقف عند فكرة تحسين الأداء فقط بل ويتعداه إلى فكرة تطوير الأداء من خلال التغذية الراجعة والتحسين المستمر للأداء الذي بات يشكل عنوانا لنجاح المؤسسات في بلوغ الأهداف وتحقيق الغايات.
مقدمة……………………………………………………………………….. 1
الفصل الأول: مدخل مفاهيمي لرأس المال الفكري…………………………………. 2
1- ظهور وتطور مفهوم رأس المال الفكري………………………………………… 2
1-1- المؤسسة في ظل اقتصاد المعرفة………………………………………….. 2
1-2- نشأة مفهوم رأس المال الفكري ومؤشرات تطوره…………………………….. 7
1-3- مفهوم رأس المال الفكري………………………………………………. 9
1-4- أهم مداخل دراسة رأس المال الفكري…………………………………….. 12
1-5- التمييز بين رأس المال الفكري ورأس المال التقليدي………………………….. 21
2- إدارة رأس المال الفكري ومميزاته الأساسية……………………………………. 22
2-1- خصائص رأس المال الفكري…………………………………………… 22
2-2- عناصر ومكونات رأس المال الفكري…………………………………….. 23
2-3- أدوار رأس المال الفكري وأهميته …………………………………………. 31
2-4- إدارة رأس المال الفكري ……………………………………………….. 32
2-5- إدارة رأس المال الفكري كضرورة استراتيجية في المؤسسة………………………. 34
3- الاستثمار في رأس المال الفكري ……………………………………………. 35
3-1- مفهوم الاستثمار في رأس المال الفكري …………………………………… 35
3-2- أهم نظريات الاستثمار في رأس المال الفكري………………………………. 37
3-3- آليات تكوين رأس المال الفكري ………………………………………… 42
3-4- أشكال وأوجه الاستثمار في رأس المال الفكري …………………………….. 53
3-5- صعوبات وتحديات الاستثمار في رأس المال الفكري …………………………. 57
4- نماذج وطرق قياس رأس المال الفكري ومعالجته المحاسبية ……………………… 58
4-1- مفاهيم عامة حول عملية قياس رأس المال الفكري ………………………….. 58
4-2- نماذج وأساليب ومؤشرات قياس رأس المال الفكري ………………………….. 62
4-3- المعالجة المحاسبية لرأس المال الفكري ……………………………………… 75
4-4- الافصاح المالي والمحاسبي عن رأس المال الفكري …………………………….. 78
3-5- موضوعية محاسبة رأس المال الفكري في ظل صعوبات قياسه وتقييمه ……………. 82
الفصل الثاني: الأداء الوظيفي وعلاقته برأس المال الفكري…………………………… 84
1- الاطار المفاهيمي للأداء الوظيفي …………………………………………… 84
1-1- التطور التاريخي لمصطلح لأداء الوظيفي……………………………………. 84
1-2- مفهوم الأداء الوظيفي ………………………………………………… 86
1-3- عناصر الأداء الوظيفي وأهميته ………………………………………….. 92
1-4- محددات الأداء الوظيفي ومعاييره ………………………………………… 98
1-5- العوامل المؤثرة في الأداء الوظيفي وطرق تحسينه …………………………….. 107
2- قياس وتقويم الأداء الوظيفي…………………………………………………. 115
2-1- مفهوم تقويم الأداء الوظيفي، أهميته وأهدافه……………………………….. 115
2-2- مراحل وخطوات عملية تقويم الأداء الوظيفي ……………………………… 120
2-3- المقاييس والمعايير المستخدمة في قياس الأداء الوظيفي ……………………….. 122
2-4- نماذج وأساليب قياس الأداء الوظيفي…………………………………….. 124
2-5- تحديات عملية تقويم الأداء الوظيفي ومقوماتها …………………………….. 131
3- تطوير الأداء الوظيفي وعلاقته برأس المال الفكري………………………………. 138
3-1- مفهوم تطوير مستوى الأداء الوظيفي…………………………………….. 138
3-2- مجالات واتجاهات تطوير الأداء الوظيفي………………………………….. 139
3-3- علاقة رأس المال البشري بتطوير الأداء الوظيفي……………………………. 143
3-4- علاقة رأس المال الهيكلي بتطوير الأداء الوظيفي……………………………. 145
3-5- علاقة رأس المال العلائقي بتطوير الأداء الوظيفي…………………………… 146
خاتمة………………………………………………………………………… 150
قائمة المراجع…………………………………………………………………. 152
العنوان : شارع سايغي أحمد، رقم 44 سيدي مبروك، بلدية قسنطينة، ولاية قسنطينة.