مما لاشك فيه أنه لم يختلف وضع  المرأة العربية عن سواها في مناطق أخرى من العالم ، فقد مر ذلك الوضع  ، بمراحل مختلفة تارة تتمتع فيها المرأة بحقوق وحريات معينة وتارة أخرى تحجب تلك الحقوق والحريات ، ومنذ القدم كانت هناك أمور يتبع وضع المرأة إليها منها المعتقدات الدينية ، مع التأكيد على أن العديد من هذه الأمور يرجع إلى البعد الثقافي كما يظهر إلى السطح عامل ـ  والذي يعد الأكثر تأثيرا ـ على وضع المرأة في المجتمعات العربية آنذاك ذلك العامل هو التقاليد.  وتمثل هذه التقاليد  نقطة الارتكاز الرئيسة التي تحدد  اتجاهات المجتمع العربي إزاء  حقوق وحريات المرأة، وتنعكس بالتالي على القوانين والتشريعات المتعلقة بالعدالة الجنائية والاقتصاد والتعليم وكذا الرعاية الصحية والمهنية  وبالتالي وفي ظل هذه التجاذبات نحو وضع المرأة العربية وقتذاك ، أصبح وضع المرأة متأرجحا  تارة ، لا تتمتع  بحقوقها وتارة  نجدها بحقوق كاملة أنتج عن ذلك نساء عربيات صنعن التاريخ ، أمثال سميراميس وشبعاد وزنوبيا وبلقيس وغيرهن كثر .

ومن المهم ذكره أن المرأة العربية ، لم تختلف عن سواها  من نساء العالم في سعيها لتطوير مجتمعها، فهناك الكثير من السّيدات العربيّات اللّواتي اغتنمن الفرص ليتركن بصماتهنّ في التّاريخ. فقد دخلن التّاريخ لما قدّمنه في مجالات متنوّعة من الجهد الثقافي والفكري  و الجمالي ، مرورًا بالعلم والرّياضة والفنّ .

إذن اختلفت مكانة المرأة حسب المستوى الاجتماعي الذي تنتمي إليه.

نحن الآن إزاء  وضع المرأة العربية  قبل الإسلام، والذي نجده  وضعا مختلفا ومتحولا نجده عند البعض من النساء ،  وفقًا للعرف القبلي الذي كان بمثابة القانون القائم آنذاك، لم يكن   لهن كقاعدة عامة أي وضع قانوني يُذكر، ولم يكن للنساء الحق في الملكية أو الإرث.

هذا من جهة ومن جهة أخرى من قراءة تاريخ المرأة العربية قبل الإسلام نجد نساء عربيات تمتعن بقدر واف من الحقوق والحريات وامتلكن زمام الأمور ، ولنأخذ الأبيات الشهيرة التي تصف فيها شاعرتها وضعها الاجتماعي هي ومن هن على شاكلتها فتقول :

نَحْنُ بَنَاتُ طَارِقْ، (يقصدن بذلك النّجم، لِعُلو مكانتهن ومكانة آبائهن)
نَمْشِي عَلَى النَّمَارِقْ ،( أي نمشي على الوسائد )
الدُرُّ فِي المَخَانِقْ، (أي يلبسن زينتهن من الحُلي والجواهر في أجيادهن)
وَالمِسْكُ فِي المَفَارِقْ ، )أي يتعطرن بالمسك، فتجد ريحه في مفارقهن(  .