يجسد الكتاب رحلة في عالم السرد الروائي المتنوع، عالم مفتوح على آفاق لغوية عدة لا تقف عند حد الانحسار وإنما هو حد يجمع ما بين اتجاهات مختلفة ولعل أهما عامل الزمن والدلالة والشفرات والنص نفسه، لأن القارئ حينما يقرأ الكتاب يلحظ أن المتن كان روائيا حاملالتمفصلات أخذت حيز الانفتاح على عالم يجمع الخيال والواقع والسريالية والصورة والسيمياء والدلالة وكل ما يحتويه النص الأدبي.

تقاربت النصوص وتداخلت ضمن إطار الميتافيزيقية التي تحفر خنادق داخل كل أرضية من ارضيات النص لاسيما أن المتن السردي هو عالم فسيح جداً يسمح للناقد أن يستعمل ادواته النقدية الكاشفة عن سياقات النص ومقاصده واسراره التي تمثل مذخراً هائلا لكل متعرجات المتن وانبساطاته، وهذا الأمر يمنح هو الآخر جمالية نقدية لا تعتمد على الركون لزاوية معينة أو اتجاه معين لأن النسق والدراسات الثقافية لها أفق شاسع وآليات اشتغال نقدية معرفية حاملة لكل الأبعاد بطريقة تنحو صوب الذهول والتأمل واتساع حدقة التفكير العقلي وأن كان النص مكتوباً إلا أن تلك الكتابة ما هي إلا عملية انفتاح لمعاناة قد يتعرض لها الكاتب في حياته الواقعية أو من عالمه الخيالي الذهني لذا الكاتب هو بؤرة ناقدة لأعمال روائية في شتى المجالات وحاملة لاتجاهات تباينت ما بين:

– السرد

– المخاض

– الهوية

– الاغتراب

– المكان بكل تشكلاته

– الوعي

– الثقافة

– الواقع

– ما وراء الطبيعة

فضلا عن قضايا أخرى… وعليه فان هذه الرحلة كانت رحلة وعي باحث وناقد ومستكشف في الوقت ذاته على متن أو متون سردية فاعلة في عملية النقد … والسرد الجزائري عامة مادة خصبة للدراسات النقدية وساحة اشتغال لما فيه من جودة وقوة.