تفصيل
- الصفحات : 130 صفحة،
- سنة الطباعة : 2021،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-121-0.
يشكل الصحفيون والصحافة موضوعا ذات أهمية بالغة في المجتمعات المتقدمة والمتطورة تكنولوجيا، لكون الصحفيين في هذه المجتمعات قد تجاوزوا منذ مرحلة زمنية بعيدة دور الملاحظين العاديين للأحداث بفضل روايتهم ومعالجتهم وتحليلهم للأحداث المتنوعة. وللصحافيين مكانة مهمة في حياة الأشخاص وثقافتهم وتاريخهم، حيث يمكن اعتبار هؤلاء كفاعلين اجتماعيين مهمين في هذه المجتمعات وفاعلين رئيسيين في الممارسة الديمقراطية.
أما في الجزائر، وبالرغم من المراحل التي قطعتها الصحافة والأدوار التي لعبها الصحفيون منذ الاستقلال إلى اليوم، إلا أننا نعتقد بأن الأعمال والمراجع المنشورة في هذا المجال غير كافية.نقول هذا في الوقت الذي نعرف أن هناك الكثير من الدراسات والبحوث الأكاديمية المنجزة من طرف الباحثين والطلبة التي تناولت الصحافة والصحفيين في الجزائر، لكن ولسوء الحظ، تبقى غالبية هذه الأعمال غير منشورة وحبيسة رفوف المكتبات الجامعية، وبالتالي فهي معروفة فقط لدى المهتمين من باحثين وطلبة مختصين في ميدان الإعلام والاتصال ولم تصل إلى شرائح واسعة من المجتمع.
هذا ما دفعنا نفكر في تأليف هذا الكتاب الذي يتناول بعض الجوانب التي نراها مهمة والمتعلقة بالصحافة والصحفيين الجزائريين. حيث يتناول الجزء الأول من الكتاب مسيرة الصحافة في الجزائر انطلاقا من فترة الاستقلال إلى اليوم، إذ مرت الصحافة الجزائرية بعدة مراحل؛ مرحلة حكم الحزب الواحد التي دامت أكثر من ربع قرن من الزمن (1962 إلى 1989)، أين كانت فيها الصحافة خاضعة للسلطة، ومرحلة التعددية الإعلامية في مجال الصحافة المكتوبة خاصة والتي بدأت بداية من سنة 1990.
أما الجزء الثاني، فهو متعلق بتطور مفهوم ودور الصحفي الجزائري خلال مختلف المراحل الزمنية،بداية من مفهوم الصحفي الموظف الذي ساد في فترة ما بين (1962- 1965)، مرورا إلى مفهوم “الصحفي المناضل” في فترة حكم الرئيس “هواري بومدين” (1965- 1978)، ثم تحول بعدها إلى مفهوم “الصحفي الملتزم بإيديولوجية الحزب” في فترة ما بين (1979- 1988)، ثم جاء مفهوم “الصحفي المهني” السائد في فترة ما بين (1989-1992)، وبعدئذ، أصبح مفهوم “الصحفي المكافح” خلال عشرية التسعينيات، أو ما سمي بـ “العشرية السوداء أو الحمراء”، وصولا، إلى مفهوم الصحفي “عون الدولة”، والتي حدّدت مع بداية سنة 1999 والتي لا تزال مستمرة.
كما تم التطرق في هذا الكتاب في جزئه الثالث إلى موضوع ذو أهمية بالغة والمتعلق بالتنظيم النقابي في قطاع الصحافة في الجزائر. حيثيعد مشكل ضعف التنظيمات والتمثيل النقابي أحد المشاكل الكبيرة التي يعاني منها الصحفيون الجزائريون.وبالتالي، تم تسليط الضوء في هذا الجانب على أهم التنظيمات المهنية التي أطلقها الصحفيون في مختلف المراحل، مع الإشارة إلى أهم انجازاتها وإخفاقاتها أيضا، وخاصة التركيز على أهم الأسباب التي حالت دون وصول الصحفيين الجزائريين إلى انشاء تنظيمات مهنية قوية تدافع على حقوقهم المعنوية والمادية.
أما في الجزء الرابع فهو مخصص للإشكالية المتعلقة بالتكوين الصحفي في الجزائر، أين تم تحليل تطور مسار التكوين في هذا المجال عبر مراحل زمنية مختلفة، حيث تشكل مسألة تكوين الصحفيين وتحسين مؤهلاتهم رهان حقيقي بالنسبة لأي بلد ديمقراطي، إذ تتزايد التساؤلات حول مضمون التكوين الصحفي خاصة في الوقت الراهن في ظل الإعلام المتعدد الوسائط وعولمة الإعلام.
أما الجزء الأخير من الكتاب فهو يركز على ظاهرة جديدة في الصحافة الجزائرية والمتمثلة في التوجه نحو “تأنيث” مهنة الصحافة، خاصة في مجال السمعي البصري سواء في القطاع العام أو في القطاع الخاص. فمقارنة بالكثير من البلدان العربية تأتي الجزائر في المراتب الأولى فيما يتعلق ممارسة المرأة لمهنة الصحافة. وإن نشجع فرض النساء أنفسهن في مجال الصحافة، إلا أننا أردنا تحليل هذه الظاهرة وهذا التوجه الجديد نحو تأنيث هذه المهنة بعيدا عن الذاتية والصور النمطية والأحكام المسبقة.