يستوجب على العاملين في مسرح الطفل الإحاطة بعالم الطفولة عقليا ونفسيا ولغويا واجتماعيا… من أجل أن تكون العروض المقدمة للطفل والمنجزة خصيصا له قريبة من عالمه، داخلة في مجال اهتمامه.

وكل عرض لا يلتزم بهذا أحسب أنّه عرض لمصلحة يستخدم الطفولةلغاية لا أكثر، وربما أسوء ما في هذه المصلحة أن نتاجر بفن أطفالنا متاجرة فنية الرابح فيها المنتج وطاقمه، والخاسر فيها البراءة.

وكم هي العروض المسرحية المقدمة باسم الطفل لا تربطها به إلا عناوينها، أما عن الموضوع واللغة والشخصيات… فتراها أكبر حجما من الطفل، أو قل في بعضها إنّها أدنى مستوى من مستواه، تكاد تكون استعراضية أقرب إلى التفاهة وإلى الاستهتار.

ومن أجل أن نستعيد فن المسرح من أيدي العابثين، وغير العارفين… جاء هذا الكتاب لينير الدرب أمام المختصين، ويشرح لهم خصائص مسرح الطفل، ويعرفهم بالإعدادات التي تسبق العرض، على نحو أشبه بتأشيرة دخول لمسرح الطفولة، أو قل: جسر عبور.

وأخيرا أقول: شكرا لدار ألفا للنشر والتوزيع على الجهد والبذل، ولا أظنّ أنّي قد أوفيت، وإنّما هذا غيض من فيض، قليل من كثير، جزء من كل.

عياد زويرة

05 ديسمبر 2020،الجزائر