تفصيل
- الصفحات : 118 صفحة،
- سنة الطباعة : 2022،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-231-6.
قبلَ انكسارِ الشّمسِ حُزنًا وارتجافِ خيوطِها أسَفًا على مرآتِها البيضاءِ الّتي تشبِهُ زهرةَ ياسمينٍ، والتي كانت تتمارَى بها كلَّ صباحٍ منتشيةً بانعكاسِ بريقِها النَّديِّ الدّافئ على وجنتيْها وعلى كلِّ بيتٍ وحائطٍ فيها بكلِّ ما حملَ مِنَ الصّبرِ وبزينتِه المتخمةِ بقصصِ الحبِّ وبشُموخِه الّذي ما هزَّتْه ريحُ الشّتاءِ ولا الأملُ، والذي كانَ في كلّ هزّةٍ يزدادُ صبرًا ويفيضُ عِطرًا برغمِ البردِ والرَّعدِ كانَ يكسُوه اعتزازُه باسمًا.. “كالياسمينْ..!”.
.. ها هُنا، يستقرُّ القمرُ في حُضنِها كَطفلٍ حالمٍ، ناعسٍ، مُداعباً خَدَّيْها وضَفائرَها الأمويّةَ بلُطفٍ وشَغفٍ، ويتأرجحُ بها منتشيًا بعدَ عودتِه كلَّ ليلةٍ من سفَرِه المضْنِيِّ وطَوافِه الممِلِّ بكافَّةِ الأماكنِ الّتي لا تشبِهُ أيَّ مكانٍ فيها.. ومن كلِّ زمانٍ ليسَ فيه للوقتِ شيءٌ مِثْلَ مَا فيها.. ربّما هيَ عِشْقُه الأزليُّ ومنتهاهُ، ولربّما هيَ أمُّهُ الحنونُ الّتي تُظلُّه ناثرةً عليه شَذَاها النَّاصعَ.. “كالياسمينْ..!”.
.. ها هُنا _في دروبِ شَآمِنا كسيرةِ الضُّلوعِ_ باتَ ينتحِبُ الفَجْرَ مُردِّدًا بَعْدَ كُلِّ صُبحٍ لحنًا تملَّكَه الأسَى بعدَ الرِّياحِ الّتي عَصَفَتْ بِعُنفٍ على ألمٍ محاولةً اقتلاعَ الأملِ الّذي لا يزالُ طَودًا شامخًا “كالياسمينْ..!”.
.. في كلِّ مفترقٍ هُنا _ وبكلِّ حُزنٍ قدْ مَضَى ما تبسَّمَ للخيرِ آتٍ_ سيظلُّ مَنقُوشًا مثلَ الشَّهادةِ في قُلوبِ المبْعَدِينَ الحَيارَى، وبرغمِ ما جَلَبَ الأسَى وبرغمِ مَطارقِ الألمِ الّتي كَسَرَتْ ضُلُوعَ الصَّامِدينَ، وتَساءَلتْ عَنْ سرِّهم وبقائِهم بشُمُوخِهِم قبْلَ هجِيرِ ثانيةٍ مَضَتْ دهرًا تحتَ الحَمِيمِ ومَا دَرَتْ بأنَّ الهوَى مُتمسِّكٌ بعُروقِهِم مِثْلَ النَّدَى “كالياسمينْ..!”..
بسَّام العبُّود / الجزائر 2021