تفصيل
- الصفحات : 346 صفحة،
- سنة الطباعة : 2022،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-261-3.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين نبينا محمد الصادق الامين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، اما بعد …
لقد تناولنا في كتابنا هذا تاريخ المغرب العربي وهو من الموضوعات الطريفة حقاً، لما له من الخصائص المعينة، فالفتح الاسلامي للمغرب أو الغزو الاسلامي للمغرب، هو سِلسلةٌ من الحملات والمعارك العسكريَّة التي خاضها المُسلمون تحت راية دولة الخِلافة الراشدة ثُمَّ الدولة الأُمويَّة ضدَّ الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة ومن حالفها من قبائل البربر،على مدى 66 سنة تقريبًا وانتُزعت على إثرها ولايات شمال أفريقيا الروميَّة الباقية من يد البيزنطيين ودخلت في دولة الإسلام نهائيًّا.
بدأت عمليَّات فتح المغرب في عهد الخليفة الراشد عُمر بن الخطَّاب، عندما فُتحت برقة وكانت تتبع ولاية مصر الروميَّة، وطرابُلس على يد الصحابي عمرو بن العاص، ولم يأذن الخليفة عُمر بن الخطاب(رضي الله عنه) للمُسلمين بالتوغُّل أكثر بعد هذه النُقطة، مُعتبرًا أنَّ تلك البلاد مُفرِّقة ومُشتتة، كونها مجهولة وليس للمسلمين عهدٌ بها بعد، ودُخولها سيكون مُغامرة قد لا تكون محمودة العواقب، وفي عهد الخليفة عُثمان بن عفَّان سار المُسلمون أبعد من برقة وفتحوا كامل ولاية إفريقية الروميَّة، ثم توقفت حركة الفُتوح على الجبهة الأفريقيَّة الشماليَّة بعد مقتل عُثمان لانشغال المُسلمين في إخماد وتهدئة الفتن التي قامت بعد ذلك وطيلة عهد الإمام عليّ بن أبي طالب، ولم تستمر حركة الفُتوح والجهاد ضدَّ ما تبقَّى من مراكز القوى البيزنطيَّة في شمال أفريقيا إلَّا بعد قيام الدولة الأُمويَّة، فكانت في بدايتها حركة خجولة، ثُمَّ لمَّا ابتدأ العهد المرواني وهدأت أوضاع الخلافة الأُمويَّة نسبيًّا، وجد الخليفة الأُموي عبدُ الملك بن مروان مُتسعًا من الوقت لِيقوم بأعمالٍ حربيَّة في المغرب، فتابع المُسلمون الزحف غربًا طيلة عهده وعهد خلَفِه الوليد بن عبد الملك، حتَّى سقطت كامل بلاد المغرب بِيد المُسلمين، وانسحبت منها آخر الحاميات الروميَّة، وأطاعت كافَّة قبائل البربر وانطوت تحت جناح الرَّاية الأُمويَّة.
ويعد عقبة بن نافع الفهري فاتح بلاد المغرب الاول لما أبداه من أعمال عسكرية خلال الفتح الاسلامي،ثم ختم موسى بن نصير اللخمي جهود قادة تحرير المغرب العربي بتحريره للمغرب الاقصى وتنظيم شؤون الادارة وواصل بعد ذلك ما أرساه وما بذله من جهود حثيثة حسان بن النعمان الغساني من قبله، وقام باختيار اكفأ العلماء الذين قاموا بدور فاعل حيث مكنوا سكان تلك المناطق من الوقوف على امور دينهم ودنياهم، كما عزز موسى بن نصير تحريره لبلاد المغرب، بفتح الاندلس حتى يؤّمن حدود بلاد المغرب وسواحله من الاخطار الخارجية .
لقد تناوب على حكم بلاد المغرب في هذه الفترة واحد وعشرون والياً على مدى حكم الدولتين الاموية والعباسية، وكانت صلاحيات تعيينهم منوطة بالخليفة ولم تحكمهم قاعدة ثابتة في التعيين حسب ظروف اقرار الولاة على البلاد، وتراوحت سياسة الولاة بين اتباع اللين والمداراة الى استخدام سياسة الشدة والعنف، وارتبطت احداث عصر الولاة في المغرب ارتباطاً وثيقاً باحداث المشرق وظروف الدولتين الاموية والعباسية، وكان لتلك الاحداث وانعكاساتها الايجابية والسلبية اثر واضح على البلاد، ولم ينجو بلاد المغرب من ظهور الفرق الخارجية وغيرها من رباب الدعوات التي ظهرت في المشرق، ثو استوطنت بلاد المغرب، عندما رأت الظروف الملائمة والعوامل المساعدة لذلك، وكانت من ضمنها سياسة بعض الولاة الذين حاولوا قيادة البلاد بقيادة لا تنسجم وتطلعات طبيعة سكان بلاد المغرب العربي.
وقد اشتمل الكتاب على مقدمة وأربعة فصول، تناول الفصل الاول أحوال المغرب العربي قبيل حروب التحرير العربية،في حين اختص الفصل الثاني بالحديث عن الاحداث السياسية والعسكرية لحقبة التحرير العربي الاسلامي للمغرب، وجاء الفصل الثالث للوقوف عند جهود ولاة المغرب العربي، أما الفصل الرابع والأخير فقد كُرّس للحديث عن عصر الولاة (97-148ه) الذي أبتدأ من 97 الى 147هجرية. وفي الختام نسأله تبارك وتعالى أن يتفّبل منّا هذا العمل ويجعله خالصاً لوجهه الكريم .