تفصيل
- الصفحات : 199 صفحة،
- سنة الطباعة : 2022،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-463-1.
يرتبط الاتصال بالوجود الإنساني منذ بداياته الأولى، وكل ما تحقق من انجازات كبرى وحضارات عظيمة صنعها الإبداع البشري، إنما هو في واقع الأمر محصلة للعملية الاتصالية، لذلك فالاتصال ضرورة حتمية، ولو فقد لانعدمت مظاهر استمرارية العلاقات الإنسانية أصلا.
لهذه الأسباب نجد أن موضوع الاتصال، وما يرتبط به هو من أكثر الموضوعات التي شدّت اهتمام الباحثين والعلماء من تخصصات معرفية شتى، إذ تقاطعت عنده بحوث علم النفس وعلم الاجتماع والسياسة والأنثروبولوجيا والتاريخ، فضلا على أنه يشكل محور اهتمام أهل التخصص في علوم الإعلام والاتصال والعلاقات العامة.
وازدادت أهمية الاتصال أكثر بازدياد التقدم التكنولوجي وما أفرزه من وسائل اتصالية جديدة، أدخلتنا عالم صحافة النت والفضائيات الرقمية، والإذاعات الإلكترونية، وقد شكّلت هذه الوسائل صناعة ضخمة لا تقل في احتياجاتها المادية وأساليب إدارتها عما تحتاجه الصناعات الكبرى من إمكانات مادية وبشرية.
لقد ترتّب عن هذا التطور الكبير لوسائل الاتصال تقريب المسافات وتحطيم الحواجز بين الشعوب وتزايد معرفتنا بالآخر، لكن هذه المعرفة ليست عادلة في كل الحالات، لأنها جعلت شعوبا تفقد أمام التدفق الإعلامي هويتها الثقافية وتسرق منها خصوصيتها وتفرغها من قيّمها الأصيلة وتغرس فيها قيّما جديدة تؤثر على شخصيتها وبالتالي على مستقبلها.
ومن هنا فإن دراسة موضوع الاتصال وإلقاء الضوء على أبعاد هذه العملية وأساليبها ووسائلها يعدّ من الأمور الهامة والأساسية التي توليها المقررات الجامعية على مستوى الجذع المشترك السنة الأولى سيما في تخصص علوم الإعلام والاتصال اهتماما خاصا.
لذلك جاء هذا الكتاب الذي هو من متطلبات تدريسنا لمقياس “مدخل لوسائل الإعلام والاتصال” يشمل تسعة فصول أساسية، حاولنا تكييفها لما يستجيب لدواعي النشر البيداغوجي.
شمل الفصل الأول منها تحديد ماهية الاتصال ومجالات توظيفه في العلوم،وعناصر العملية الاتصالية، وخصائصها وشروطها وعوامل نجاحها، وأهم معيقاتها، مع التطرق لأهمية الاتصال ووظائفه. وتعرض الفصل الثاني إلى مختلف النماذج الاتصالية التي فسّرت هذه العملية.
في حين تطرق الفصل الثالث إلى أنواع الاتصال وأنماطه، من خلال التعرض للاتصال اللفظي (بنوعيه الشفهي والمكتوب)، والاتصال غير اللفظي، وكذا الاتصال الذاتي والشخصي والوسطي والجمعي والجماهيري. أما من حيث طبيعته الرسمية فقد تطرقنا فيه للاتصال الرسمي وغير الرسمي، كما وضحنا مفهوم الاتصال الصاعد والنازل والأفقي.
وخصصنا الفصل الرابع للإعلام، تعرضنا فيه لكل من مفاهيم الإعلام والمفاهيم ذات العلاقة كالإعلام والدعاية والإعلان، وخصائصه ووظائفه، كما احتوى على تحليل لعناصر العملية الإعلامية وأسسها، ودور الإعلام في صناعة الرأي العام.
وعرّج الفصلان الخامس للحديث عن مفهوم وسائل الإعلام والاتصال المطبوعة والمسموعة والمرئية والإلكترونية، مع التطرق لأهمية هذه الوسائل وأهدافها وإيجابياتها وسلبياتها. في حين استعرض الفصل السادس المسار التاريخي لتطور وسائل الإعلام والاتصال محترمين في ذلك مراحل ظهورها بدء بنشأة الصحافة المطبوعة وعوامل تطورها، ثم وكالات الأنباء،وأنواعها وخصائصها ومسار تطورها تاريخيا، في حين توقف الفصل الثامن عند مراحل تطور السينما في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأمريكية ثم الإذاعة والتلفزيون. مع تقديم نماذج عنها في الدول المتطورة، متوقفين بشكل أخص عند النماذج الجزائرية لمعرفة سيرورتها التاريخية وخصائصها ومجمل تحدياتها.
أما الفصل الأخير فقد تضمن الحديث عن نشأة الأنترنت وأهميتها مع تحديد مجالات تأثير التكنولوجيات الحديثة على وسائل الإعلام والاتصال.
لقد حاولت قدر جهدي، وعلى قدر طاقتي أن أقدم عملا متكاملا يجد فيه طلبة جامعاتنا ضالتهم، نأمل أن يكون هذا الكتاب مفتاحا لهم، لفهم وحدات المقياس وأسأل الله تعالى أن ينفعنا بهذا العلم.
والله ولي التوفيق
د/ نصيرة صبيات