مقدمة

كان الرأي العام ولا يزال مثار الإهتمام من طرف العلماء والمختصين، حيث أن نشأة الظاهرة نفسها تعود إلى قيام المجتمعات الإنسانية، بحيث يجمع الكثيرون أن أصل السلطة السياسية يوجد قبل كل شيء في الرأي الذي يسود.

وبمرور الوقت وتزايد حصيلة المعرفة والخبرة أصبح الرأي العام يحتل مكانا مرموقا، ويتمتع بخطورة كبيرة في العصر الحديث في كافة دول العالمعلى الرغم من الإختلافات السياسية والنظم الدولية المتعددة، فهو يمثل ظاهرة إجتماعية تستخدمها مختلف الفئات كوسيلة لتحقيق أهدافها باستخدام مختلف الوسائل الإعلامية القديمة منها والحديثة، وأصبحت هذه الأخيرة من أقدر الوسائل على بلورته والتأثير فيه، بحيث أصبحت جزء هام من في الجهاز السياسي لكل دولة، وهي في الوقت ذاته أداة هامة في بناء المجتمعات إذا أحسن استخدامها، كما أن لها أهميتها في توجيه الرأي العام خاصة بعد التطور التكنولوجي للإتصالات والمعلوماتية التذي أدى إلى ظهور وسائل وتطبيقات، وأصبحت هذه الأخيرة من أهم الوسائط التي تساهم في تشكيل الرأي العام وتوجيهه وانتقلت قوة وتأثير هذا الرأي من الفضاء الإفتراضي إلى الفضاء الواقعي واستطاعت أن تحدث التغيير بشأن العديد من القضايا بفعل تحقيقها للإجماع وإشراك المستخدمين في القضايا ذات الإهتمام المشترك.

ومن هنا نسعى من خلال هذا الكتاب البيداغوجي الموجه لطلبة السنة الأولى ماستر، اتصال جماهيري ووسائط إلى تحقيق الأهداف الأتية:

• تعريف الطالب بأهمية الرأي العام كأحد الظواهر المرتبطة بعلوم الإعلام والإتصال.
• التعرف على الرأي العام الإلكتروني الناتج عن الوسائط الجديدة ودورها وأهميتها في تشكيله.