مقدمة:

يعتبر التعلم ظاهرة إنسانية ترتبط بكل مراحل النمو،  إذ ”يبدأ التعلم لدى الإنسان في مرحلة الطفولة حيث يكتسب بعض المهارات البسيطة” (يوسف محمود قطامي، 2005، ص 16).

والتعلم يسود كل أنواع النشاط الإنساني حيث ”يتضمن التعلم كل ما يكتسبه الفرد من معارف ومعان وأفكار واتجاهات وعواطف وميول وقدرات وعادات ومهارات حركية وغير حركية سواء تم هذا الاكتساب بطريقة مقصودة أو غير مقصودة” (ابراهيم، 2002، صفحة 77).

فالتعلم ظاهرة يمكن إحساسها إلا أنه يصعب وصفها بسهولة ويرجع جزء من هده الصعوبة إلى حقيقة مؤداها بأن التعلم لا يمكن ملاحظته بصورة مباشرة ولكن يمكن الاستدلال عنه من خلال أداء الفرد وسلوكه.

أما التعلم الحركي بصفة خاصة وبمفهومه العام هو تغيير في الأداء ويعبر عنه بأنه ”التعلم لأي حركة جديدة وتنقيتها وتثبيتها مع تطبيقها” (موقف أسعد محمود، 2009، ص17).

ومنه فإن التعلم الحركي ما هو إلا العملية التي يستطيع المتعلم من خلالها اكتساب وتكوين قابليات حركية جديدة أو تبديل وتحسين قابلياته الحركية السابقة ومحاولة الوصول إلى تثبيتها واستعمالها عن طريق الممارسة والتجربة، فللتعلم والتعلم الحركي شروط يجب توافرها حتى تتم عملية التعلم بطريقة جيدة وهادفة ويكون ذلك عبر مراحل، وبالاعتماد على طرائق خاصة للتعلم بنيت وأعدت ارتكازا على نظريات التعلم.

ففي هذا الكتاب حاولنا التطرق إلى نظريات التعلم والتعلم الحركي من خلال الفصلين الأول والثاني والثالث، حيث جاء الفصل الأول كمدخل للتعلم ونظرياته لتزويد القارئ بمعلومات هامة جدا فيما يخص التعلم من حيث النظريات والمدارس التي تناولت هذا الموضوع، فعملية التعلم تعتبر عملية أساسية في الحياة، أما الفصل الثاني فتناولنا من خلاله النظريات الارتباطية – اتجاه التعلم السلوكي – بينما الفصل الثالث فأبرزنا من خلاله النظريات المجالية – اتجاه التعلم المعرفي-

وحاولنا كذالك تسليط الضوء على التعلم الحركي كأحد أهم أنواع التعلمات ونشأته وشروطه ومراحله، أما الفصلين الخامس والسادس فتم الخوض من خلالهما في كل ما يتعلق بالمهارات الحركية من تعاريف وتقسيمات وتصنيفات. أما الفصل السابع فاكدنا من خلاله على معالجة المعلومات والتعلم الحركي، فقمنا بتوضيح المراحل الرئيسية لمعالجة المعلومات وركزنا في هذا الشأن على أهمية المستقبلات الحسية وكذا الانتباه في العملية الادراكية كأحد أهم هذه المراحل (المراحل الرئيسية لمعالجة المعلومات)، وحاولنا توضيح كيف تتم المرحلتين المواليتين مرحلة اتخاذ القرار ومرحلة برمجة الاستجابة على التوالي وعرضنا نماذج مختلفة لمعالجة المعلومات مبرزين دور الذاكرة في هذه العملية اي معالجة المعلومات. اما الفصل الثامن فأكدنا على طرائق تعليم المهارات الحركية وكيفية التعرف على الأنواع المختلفة للأخطاء والقواعد العامة لتصحيحها عن طريق ابرازنا لأهمية ووظائف التغدية الراجعة بأنواعها.