تفصيل
- الصفحات : 130 صفحة،
- سنة الطباعة : 2023،
- الغلاف : غلاف مقوى ،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-640-6.
إن الاهتمام بقضايا الأمن البيئي في الجزائر مع مطلع الألفية الثالثة واحتدام النقاشات والأراء بشأن أولويته أمام قضايا التطور والرفاه الاقتصادي والاجتماعي، ظهر بالموازاة مع تزايد وعي المجتمع المدني بالقضايا البيئية على المستوى الوطني في سبيل إيقاظ الوعي الإنساني بخطورة هذا الوضع البيئي وتأثيراته المدمرة، وبرز وفقا لذلك امتياز لهذه التنظيمات المدنية وقوة تأثيرها كفاعل أساسي في إثارة قضايا البيئة ولا سيما في خضم التطورات والتحولات التي عرفها مفوم المجتمع المدني بشكل عام سواء من حيث مضامينه وأدواره العملية أو من حيث تأثيراته الميدانية.
ﺘﻌﺩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﺤﻘﻭل ﺍﻷكاﺩﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻓﻘﺩ ﺸﻬﺩﺕ ﺘﻁﻭﺭﺍ كبيرﺍ ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻌﺩ ﻨﻬﺎﻴﺔ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭدﺓ ﺤﻴﺙ ﺤﻔﺯﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﺎﺸﺎﺕ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ ﺤﻭل ﺘﻀﻴﻴﻕ ﻭ ﺘﻭﺴﻴﻊ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻷﻤﻥ. ﻴﺸﻬﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻴﻭﻡ ﺒﺭﻭﺯ ﺘﻬﺩﻴﺩﺍﺕ ﺃﻤﻨﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﻏﺎﻤﻀﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ، ﻤﺒﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ، ﻤﺜل ﺍﻟﺠﺭﻴﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺒﺭﺓ ﻟﻠﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ، ﺘﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺨﺩﺭﺍﺕ، ﺍﻟﻬﺠﺭﺓ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﺸﺭﻋﻴﺔ، ﺍﻻﺘﺠﺎﺭ ﺒﺎﻟﺒﺸﺭ، ﺍﻷﻤﺭﺍﺽ ﺍﻟﻭﺒﺎﺌﻴﺔ، ﺍﻟﺘﺩﻫﻭﺭ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻭ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺘﻐﻴﺭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ..ﺍﻟﺦ، ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩﺍﺕ ﻻ ﺘﻬﺩﺩ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﺤﺴﺏ ﺒل ﺘﻬﺩﺩ ﻤﺭﺠﻌﻴﺎﺕ ﺃﻤﻨﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ (ﺃﻓﺭﺍﺩ، ﺠﻤﺎﻋﺎﺕ)، ﻭﻗﺩ ﺘﺯﺍﻴﺩ ﺤﺠﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﺤﺩﻴﺎﺕ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺯﻴﺎﺩﺓ ﺴﺭﻋﺔ ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻲ، ﻭﺍﻟﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻤﺘﺯﺍﻴﺩ ﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻷﺴﻠﺤﺔ ﻭ ﻁﺭﻕ ﺍﻹﺘﺼﺎﻻﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻭﺍﺼﻼﺕ ﻤﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﻫﺫﺍ ﺒﺩﻭﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺘﺴﺎﺭﻉ ﻭﺘﻴﺭﺓ ﺍﻨﺘﻘﺎل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻬﺩﻴﺩﺍﺕ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﺩﺍﺨل وﻋﺒﺭ ﺍﻟﺤﺩﻭﺩ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ، ﻓﺎﻟﺤﺭكة ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ ﺩﺍﺨل ﺤﻘل ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﺍﺴﺘﻭﺠﺒﺕ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﻭﺍكبة ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﻤﻊ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﻤﻥ ﺨﻼل ﺘﻭﺴﻴﻊ ﻤﻀﺎﻤﻴﻥ ﺍﻷﻤﻥ ﻟﻴﺸﻤل ﺘﻬﺩﻴﺩﺍﺕ ﺃﻤﻨﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺒﺈﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺘﻌﻤﻴﻘﻪ ﻟﻴﺸﻤل ﻓﻭﺍﻋل ﺃﻤﻨﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺫﺍﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﻏﻴﺭ ﺩﻭﻻﺘﻴﺔ.
فقد أصبح العالم بأسره يشهد مشاكل بيئية كارثية تزداد يوما بعد يوم بسبب الاستغلال غير العقلاني للموارد الطبيعية، بفضل حركة التقدم التكنولوجي والصناعي الهائل الذي أحرزته دول العالم، ما أدى إلى مشاكل كبيرة مست التوازن البيئي في مختلف مكوناته، وذلك بالاستخدام الواسع للطاقة، وما نتج عنه من كوارث طبيعية وبشرية.
لا وجود لدراسة بدون وجود أهمية مرجوة منها، ذلك أن البحث العلمي يسعى لتحقيق مجموعة من النتائج العلمية والحقائق التي يتوصل إليها بناءا على المعطيات التي يتحصل عليها في ميدان تخصصه، ومن خلال هذا يتوجب الحصول على أهمية من هذه الدراسة يمكن توضيحها كما يلي:
يتبين أن موضوع دور المجتمع المدني في تحقيق الأمن البيئي موضوع هام صاحب ظهور خطاب سياسي جديد يؤكد على قيمة إسهام المجتمع المدني في سياق تصاعد دوره وتنوع أنماطه وأنشطته.
استنادا إلى مبدأ السببية والذي ينص على أن هناك لكل ظاهرة سبب أو لكل علة معلول، تتجلى أسباب اختيار هذه الدراسة إلى دوافع عديدة تنقسم إلى دوافع ذاتية وهي خاصة بالباحث، ودوافع موضوعية وتتعلق بموضوع البحث وكل ما يشير إليه، ولهذا فإن أسباب اختيار الدراسة يمكن توضيحها وتبيان عناصرها وفق التقسيم التالي :
هناك العديد من الأسباب الذاتية التي تتعلق بشخصية الباحث وتنبع من ذاتيته والتي لها أثر باطني على الموضوع وهي:
تظهر الأسباب الموضوعية في اختيار هذه الدراسة إلى عوامل خارجة عن نطاق ذاتية الباحث وشخصه وتدور حول الموضوع المتناول بالدراسة وماهيته وكل الأشكال والعوامل التي تحيط به مثل :
شهدت نهاية القرن العشرين تصاعدا ميدانيا كبيرا للأصوات المنادية بالاهتمام بقضايا البيئة وإعطائها بعدها الحيوي ضمن مختلف جوانب الحياة الإنسانية المتمثلة في تنظيمات المجتمع المدني، التي قادت العديد من الأنشطة الميدانية. الأمر الذي يدفعنا إلى طرح الإشكالية التالية:
كيف ساهم المجتمع المدني في تحقيق الامن البيئي في الجزائر؟
تستلزم الإجابة عن هذه الإشكالية، طرح جملة من التساؤلات الفرعية على نحو :
إن الفرضيات ضرورية لأغلب البحوث، تكون هذه الفرضية وثيقة بمشكلة بحثه، حيث يتمسك بها إلى غاية نهاية بحثه، أي إلى أن يتحقق من صحتها لقبولها أو رفضها.
أولا: الإطار الزمني
ﺭكزﺕ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻓﻲ ﻤﺠﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺯﻤﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﺤﻠﺔ ﻤﺎ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ واكبت ﺍﻟﺘﻁﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻷﻤﻨﻴﺔ ﻭﺘﺼﺎﻋﺩ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﻌﺩ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻓﻲ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻷﻤﻥ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ، ﻭﻅﻬﻭﺭ ﻤﺎ ﻴﻌﺭﻑ ﺒﺄﻤﻨﻨﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺨﻴﺔ.
ثانيا: المجال ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ
أما ﺍلمجال ﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻲ ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺔ في نحصر في الجزائر ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻤﻥ بين الدول عرضة للتهديدات البيئية خاصة بعد التطور التكنولوجي والصناعي مما جعلها تشهد غيابا أمنيا بيئيا .
عملا على تفكيك عنوان البحث، وصبه في إطار خطة متكاملة ومتسقة تخدم الموضوع، يستشف القارئ المدقق أن خطة الدراسة مقسمة إلى ثلاثة فصول،فضلا عن مقدمة وخاتمة، وعليه جاء الفصل الأول ليشكل مدخلا نظريا ومفاهيميا للمجتمع المدني الذي عرف تطورا كبيرا في مختلف الثقافات. مرورا لتعريف الأمن الذي عرف هو الآخر تطورا دلاليا ونظريا منذ صعود المصطلح حقل الدراسات الأمنية بمفاهيمه وأطره النظرية الخاصة. والمفسرة لمفهومه ومضامينه هو الآخر، محاولين الإحاطة بأهم المقاربات التي تناولت موضوع الأمن.
أما الفصل الثاني فكان موسوما بواقع البيئة في الجزائر من خلال التعرف على أشكال التلوث في الجزائر، وأهم مظاهر انعدام الأمن البيئي ومهدداته، على مستوى البينة البرية، والمائية، والهوائية في الجزائر.
أما الفصل الثالث والأخير فكان موسوما بإسهامات المجتمع المدني لتحقيق الأمن البيئي الجزائري حيث يتناول الأدوات التي يعتمدها المجتمع المدني لتحقيق الأمن البيئي، وإبراز دور الجمعيات كنموذجا، ومنهجية تحقيق الأمن البيئي وأهم الآليات المجسدة لدوره، وأخيرا أهم المعوقات التي تقف أمام المجتمع المدني لتحقيق الأمن البيئي .
ﻓﺭﻀﺕ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺘﻭﻅﻴﻑ المنهج الوصفي:
لا يخلو أي بحث علمي من الصعوبات، لذلك أغلب الصعوبات التي واجهت الباحث هي: