تقديم:

تزخر الجزائر  كغيرها من مناطق العالم بتراث ثقافي ثري مازته شفويته   فقد بقيت الرسالة الشفوية ولقرون عديدة الشكل المفضل للاتصال في المجتمع التقليدي؛ حيث أدت الذاكرة دورا مهما في التواصل وحفظ الأدب الشفوي المصاغ بطريقة تشمل عملية التذكر، وذلك بالاعتماد على أساليب وتقنيات عديدة كالتكرار والسجع والطباق والمقابلة. كما تتميز هذه النصوص الشفهية بالإيقاع الذي يعمل على تحفيز الذاكرة لتسهيل عملية الاستذكار.

وترتكز الثقافة الجزائرية الشفوية على مجموعة من الأشكال التعبيرية  أهمها: القصص، الأساطير، الأقوال المأثورة (أمثال وحكم) .

وفي ضياء هذا، اقتحم هذا الكتاب خطاب القصص الشعبي الجزائري بمناهج مختلفة، تتغيا فك شفراته، واستجلاء معانيه الدفينة التي لا زالت تؤطر سلوك المتلقي، وتوجهه.

لقد عالج الكتاب موضوع علاقة المرأة والرجل من خلال القصص الشعبي  واجتهد في إبراز طبيعة تلك العلاقة وأنواعها، كما سعى إلى إبراز مكانة المرأة وصورتها التي سعت تلك القصص إلى ترسيخها في ذهن المتلقي عبر الأزمنة.

إن هذا الكتاب نعده محاولة جادة للتعريف بالتراث الشعبي الجزائري من جهة  ومن جهة أخرى نعده وسيلة لجذب اهتمام الباحثين للاعتناء بهذه الموضوعات المنسية أو المعزوف عنها.

وتُظهر أوراق هذا الكتاب الجهد الذي بذلته الكاتبة في إخراجه في حلته هذه؛ إذ جمعت بين ثراء المادة، وسلاسة اللغة، وعمق التحليل، وهو جهد يستحق الشكر والتشجيع.

ولا شك في أن هذا الكتاب سيقدم إضافة نوعية للمكتبة العربية التي لازالت تفتقر لمثل هذه الدراسات التطبيقية الجادة.

ولا يسعني في نهاية هذا التقديم الذي شرفتني الدكتورة واضح عائشة بكتابته إلا أن أهنئها وأتمنى لها مزيدا من النجاحات.

أ.د/ مفلاح بن عبد الله

غليزان في 09/09/2022