تفصيل

  • الصفحات : 150 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2025،
  • الغلاف : مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 978-9969-06-041-6.

مقدمة:

يظلّ البحث في الأدب الجزائري مركز اهتمامنا، رغبة منا في مزيد من الاشتغال على نصوصه وقضاياه، بغية التعريف به، ومنحه ما يستحق من الرعاية والمتابعة، وإيمانا منا بكونه لا يزال حقلا بكرا لمّا يُلْتَفَت بعدُ إلى جميع مراحل نشأته وتطوره وأعلامه، ولعل السرد بنون النسوة في الجزائر يكون من أكثر فروع ذلك الأدب حاجة للدراسة سواء تعلق الأمر بالنصوص التي نشهد تواترا في ظهورها، أو بالكاتبات اللائي لا يكاد قسم من القراء يعرفهن، أو حتى بتاريخ الكتابة في هذا الفرع وتلويناته الأجناسية والمضمونية والموضوعاتية.

وعليه صدّرنا هذا الكتاب بالعنوان الآتي (نصف قرن من السرد بنون النسوة في الجزائر.. بيوبيبليوغرافيا.. 1973/2024)، غير أنّ اشتغالنا فيه لن يتجاوز محاولة رصد التطوّر الكمّي للرواية النسائية الجزائرية المكتوبة بالعربية، والظاهر من خلال العنوان أنّنا نحتفي من خلال هذه الدراسة بمرور خمسين سنة على صدور أوّل محاولة روائية تكتبها امرأة جزائرية باللغة العربية، وهي المحاولة الموسومة (الطوفان) لصاحبتها (زوليخة السعودي)، هذه المحاولة الّتي لم تنشر كاملة للأسف، حيث نشر حلقات منها فقط عبر جريدة الحرية بقسنطينة مطلع سبعينيات القرن الماضي وتلتها بعد سنوات رواية (من يوميات مدرّسة حرة) للروائية زهور ونيسي الّتي يمكّن عدّها أوّل رواية نسائية جزائرية تصدر باللغة العربية.

إنّنا ورفعا لكلّ لبس نعلن أن هذه الدراسة البيوبيبليوغرافية تظل عملا تقريبيا لا ندّعي من خلالها مقدرتنا الوصول إلى جميع ما صدر من الروايات النسائية الجزائرية باللغة العربية خلال الفترة المعلن عنها، كما أنّنا لم نستطع الحصول على ترجمة لجميع الكاتبات، حيث تعذر علينا ذلك رغم محاولاتنا الكثيرة.

ولأنّ الدراسة البيبليوغرافية، دراسة إحصائية تأريخية تعليمية تعريفية فإنّها لا تمنح شرعية الانتساب إلى الجنس الأدبي (الرّواية) وليست مطالبة بذلك، فتلك مهمّة المؤسسة النقدية، لأننا في البيبليوغرافيا نحتكم بالدرجة الأولى إلى المؤشر الأجناسي الّذي يتضمنه الغلاف لا غير، وعليه فإنّ جميع النصوص المذكورة ضمن البيبليوغرافيا والترجمات الواردة ضمن البيوغرافية أُثبتت استنادا إلى محمولات الغلاف وتصريحات الناص سواء عبر التواصل المباشر أو عن طريق الروافد المساعدة.

يعرف المهتمّ بالأدب الجزائري أنّ الفترة بين (1990 و2000) هي فترة التأسيس الفعلي للكتابة الروائية النسائية الجزائرية باللغة العربية، ودلائل ذلك تواتر ظهور النصوص والكتّاب والاستمرارية في الكتابة عكس الفترة الّتي سبقتها (1973 و1989) حيث لم يصدر خلالها سوى بضع حلقات من نص (الطوفان) حوالي سنة 1973 للكاتبة زوليخة السعودي ونص (من يوميات مدرّسة حرة ) للروائية زهور ونيسي سنة 1979.

وقد سجلنا ونحن بصدد إنجاز هذه الدراسة التي تتوزع على قسمين، القسم الأول خاص بالبيبليوغرافيا والقسم الثاني خاص بالبيوغرافية، جملة من الملاحظات يتعلق بعضها بالنصوص، وبعضها الآخر بالكاتبات، نوجزها في الآتي:

  • تشهد النصوص الروائية النسائية المكتوبة بالعربية تطورا كبيرا من حيث الكمّ، حيث انتقلنا من أكثر من أربعين نصا (40) خلال الفترة من 1990 إلى 2000، إلى أكثر من مائتين (200) خلال الفترة من 2000 إلى 2015.
  • _تطوّر عدد الكاتبات من كاتبة واحدة في الفترة (1970/1992) إلى أكثر من 160 كاتبة في الفترة ما بين (1992/2024).
  • -تمكُّن أكثر من تسعين (90) كاتبة أي أكثر من (50%) من الكاتبات من تجاوز عتبة النص الواحد.
  • إمكانية تجاوز البقية عتبة النص الواحد فمن بين أكثر من ثمانين (80) كاتبة صدر لهن نص واحد لدينا أكثر من خمسين (50) كاتبة صدر نصّها الأول خلال السنوات الثلاث الأخيرة (2021-2022-2023)، أي أنّهن في بداية المشوار الإبداعي.
  • تصدّرت الروائية ربيعة جلطي الترتيب من حيث الكمّ فقد صدر لها خلال الفترة (2010/2024) ثمانية نصوص روائية.
  • تتويج عدد كبير من الكاتبات بجوائز أدبية مثل (علي معاشي/ كتارا فئة رواية الفتيان/ سعاد الصباح/ المجلس الأعلى للغة العربية/ آسيا جبار/ الطيب صالح…)، نذكر تمثيلا لا حصرا، هاجر قويدري عن روايتها (نورس باشابلكحل نسرين عن روايتها (سيلفيليلى عامر عن روايتها (حواف مينا)، صباح مدرق نارو عن روايتها (وطن مع وقف التنفيذمريم يوسفي عن روايتها (أبي الجبلناهد بوخالفة عن روايتها (سيرانهدى بوهراوة عن روايتها (نحو النورحميدة شنوفي عن روايتها (ريح الشمالآمنة حزمون عن روايتها (المجانين لا يموتونإنعام بيوض عن روايتها (هوارية)…
  • الوعي بالتأطير الأجناسي وأهميته، حيث لاحظنا ورود مؤشرات أجناسية غير معتادة في الكتابة الروائية الجزائرية، نذكر تمثيلا: نص (من كلّ قلبي.. رواية للأطفال) لأمل بوشارب، و(نحو النور.. رواية للفتيان) لهدى بوهراوة..
  • نقل نصوص سردية نسائية جزائرية من اللغة العربية إلى لغات أخرى، نذكر مثلا أنّ رواية (حنين بالنعناع) لربيعة جلطي ترجمت إلى الفرنسية ونشرت بعنوان (أجنحة الضاوية)، كما ترجم نص (آخر الكلام) لآمال بشيري إلى الإسبانية..
  • ظهور أنماط كتابية جديدة:

-رواية تفاعلية، نقصد هنا نص (المعتوه) الّذي أشرفت عليه الكاتبة فضيلة بهيليل.

-رواية مسموعة بصوت صاحبتها، وعنوانها (زلة قلب) للكاتبة زهرة مبارك.

-رواية ضمن نمط الخيال العلمي، وعنوانها (ثابت الظلمة) لأمل بوشارب.

-رواية تاريخية (حرب المذاهب) للكاتبة ريم بن العابد.

-رواية بتقنية البرايل للمكفوفين (حوش المعاشات) لحميدة شنوفي.

-رواية ثنائية، وهي نص (أرواح كيريانوسا) للجزائرية نور الهدى لشلح والفلسطينية نهى الحوراني.

_روايات لمبدعات من حقل معرفي مغاير. نذكر تمثيلا طبيبة المخ والأعصاب آمنة حزمون، والصيادلة ميرة غربي وخليل ياسمينة..، والجمركية بشرى بوشارب، وغير ذلك… .

وفي ختام هذه المقدّمة لا مناص من التأكيد على كون هذه الدراسة تقريبية لعدم استطاعتنا الوصول إلى بعض الكاتبات وبعض النصوص، ولكنّها تظل في حدود معرفتنا أكثر دراسة تحاول تقديم صورة شبه مكتملة عن المشهد الروائي النسائي الجزائري المكتوب باللغة العربية، من الناحية الكمية، ولا ضير في الاعتذار عن أي هفوات قد يجدها القارئ الكريم وهو يتصفح هذا العمل.

 

                                                            أ.د.فايد محمّد/دبوطيبان آسية

تيسمسيلت: 22 أوت 2024