تفصيل
- الصفحات : 271 صفحة،
- سنة الطباعة : 2019،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ISBN : 978-9931-691-16-7.
لقد تزامن الانساق الافتراضي الجديدة مع بروز التطبيقات التفاعلية و المواقع الإكترونية التي تتيح للمستخدمين (Users) المشاركة الديناميكية في صنع المحتوى الرقمي، حيث انتقل المستخدم من القراءة بوساطة الويب(Read Web) إلى القراءة والكتابة على الويب (Read-Write Web) أي من الاستهلاك إلى الإنتاج، و بموازة ذلك ظهر مصطلح (Web 2.0) سنة 2005 و تناسلت حوله نقاشات متبانية الأبعاد بين مختلف الباحثين و الدارسين لتكنولوجيات المعلومات والاتصال و التسويق ، ولا يزال المصطلح لحد الساعة يثير قدرا من الغموض و الإلتباس، حيث اتجه بعض الباحثين إلى اعتبار ظهور الويب 2.0 بمثابة نقلة ثورية في ميدان التواصل الإنترنيتي، في حين يراه آخرون مجرد أداة تسويقية و ميكانيزم اشهاري يعكس فلسفة نظام تجاري ربحي مستحدث على شبكة الانترنت.
و كنتيجة للتطورات المعتملة داخل فضاءات التواصل و التفاعل عبر الانترنت ، اعتبر الويب 2.0 ظاهرة اجتماعية تتطلب دراسة سوسيولوجية تقوم على توظيف المفاهيم والمقاربات السوسيولوجية المتراكمة ، و قد أطلق عليه البعض تسمية “الويب الاجتماعي” لما كان له من دور في بعث العلاقات الاجتماعية و إستدامتها خصوصا بعد ظهور مواقع الشبكات الاجتماعية و التي ساهمت في تطوير العلاقات الاجتماعية الكترونيا بالاضافة إلى إعطاء بعد افتراضي للمفاهيم الإجتماعية المتعددة كالعلاقات الاجتماعية، الاتصال، المشاركة الإجتماعية، الرأسمال الاجتماعي…الخ.
و ضمن هذا المنحى، فقد أسهم الويب 2.0 في وجود ظواهر إجتماعية جديدة داخل الفضاء الإفتراضي،مما يحتم علينا اللجوء إلى التراث النظري السوسيولوجي في مقاربة ظاهرة الويب 2.0 و آثارها الإجتماعية، بدءا بمرتكزات النظرية الاجتماعية و التي تشمل مفهوم دوركايم Durkheim للحقيقة الاجتماعية ، ومفهوم ماكسفيبر Max Weber عن الفعل الاجتماعي وصولا إلى مفهوم ماركس Karl Marx عن المشاركة الإجتماعية و مفهوم تونيز Tonnies عن بناء المجتمعات .
و في ظل تزايد أعداد المتفاعلين في فضاءات الويب المختلفة و إتساع دائرة المشهد الإفتراضي و تشابكها مع تضاريس المشهد الواقعي الإجتماعي، تبرز العديد من الإشكالات المعرفية التي ينبغي مقاربتها و فهمها و التنبؤ برهاناتها الإجتماعية و الثقافية، و ضمن هذا التصور ، نسعى في هذا الكتاب إلى مقاربة المسائل الإجتماعية التي يطرحها المشهد الإفتراضي وذلك من خلال مقاربة مفاهمية يطرحها الدكتور العربي بوعمامة و بن عمار سعيدة بعنوان: جنيالوجيا الشبكات الإجتماعية (من الدراسات السوسيولوجية إلى الدراسات الإعلامية) ودراسة تأثيراته وأبعاده الإجتماعية والثقافية والسياسية، و يقدم الدكتور فلاق شبرة صالح ورقة بحثية حول: الحياة الثانية والمؤانسة بين الإستعراض والمتابعة على الويب 2.0، يفصل فيها ما غيره الويب 0.2 في المجتمعات، يلي ذلك دراسة مشتركة بين الاستاذتين عبو فوزية ومجاهد حنان عنوانها: المجتمعات الإفتراضية (مقاربة سوسيوتاريخية، قدمتا من خلالها تحليلا وفق مقاربة سسيوثقافية للمجتمعات الإفتراضية، بعدها يطرح الاستاذ غوثي عطا الله قضية هامة في بحث بعنوان: ديونتولوجيا الويب 2.0، أين يحاول الباحث التركيز فيه على البعد الديونتولوجي للويب 2.0 من خلال إبراز بعض الإشكالات المتعلقة بالعمل الصحفي و التجاوزات الملاحظة عبر الويب 2.0، أما الأستاذة لقرع أمينة فتربط بين الإشهار الإلكتروني و مدى استفادته من خدمات الويب 2.0 في دراسة بعنوان: الإشهار الإلكتروني والسلوك الإستهلاكي للجمهور، بينما تقدم الأستاذة كبور منال تحليلا لمدى ارتباط المستخدم بالوسيلة في ظل سسيولوجيا الويب 2.0 من خلال دراسة بعنوان: التوحد مع الوسيلة: طموح تجاوز المعيش، ثم تركز الباحثة عامر أمال على الهوية الإفتراضية التي برزت مع ظهور الويب 2.0، في بحث عنونته ب: المجتمع الإفتراضي والهوية الأنترنتية، يلي ذلك بحث في عملية الإنتاج و التلقي للمادة الإعلامية، في عمل علمي يقدمه الأستاذ عبوب محمد موسوم ب:الويب 2.0 والعمل الإعلامي تحول المتلقي الى منتج للمضامين الإعلامية، بينما تغوص الباحثة مقري خديجة في الهوية الإفتراضية من خلال سلوكات الشباب المستخدم لوسائط الويب 0.2 في عمل لها عنونته ب: دينامية الجماعات الإفتراضية (قراءة في الهوية وتمظهرات الشباب في العالم الإفتراضي)، ليس ببعيد عن العالم الإفتراضي و ما أفرزته سسيولوجيا الويب 0.2 تقدم الباحثة مكرتار خيرة دراسة حول: الإعلام الشبكي راهن المشهد السياسي و البعد الإتصالي،أين تحاولالبحث في علاقة الإعلام الجديد بقضايا المجتمع خاصة السياسية منها، و من ثم كشف الأدوار والوظائف المستقبلية المتوقعة لوسائل الإعلام الجديد في المجتمع و كيف أثرت هذه الوسائل في ثقافة المستخدم المواطن، حقوقه و واجباته السياسية، من خلال قلب المعادلة الكبرى التي قامت عليها العملية الإعلامية التقليدية لعقود مضت، أما الباحثة طوبال خديجة فقد اختارت موقع الفيسبوك كعنصر فعال في تكوين و تعبئة الرأي العام الإفتراضي من خلال دراسة أسمتها ب: الرأي العام الافتراضي داخل الفضاءات الإفتراضية (الفيسبوك أنموذجا)، ليختتم هذا الكتاب بورقة بحثية يقدمها الباحث بن عمرة بلقاسم أمين حول: إستوظاف النتنوغرافيا في دراسة الأنساق الإفتراضية (مدخل نظري و منهجي)، يشرح من خلالهاالخطوط المنهجية و التمفصلات النظرية التي تنبني عليها البحوث النتنوغرافية و التي تنصب على المعطى الكيفي، وتركز على البحث السياقي.
وفي الاخير نتقدم بالشكر الى كل اعضاء مخبر الدراسات الاتصالية على مجهوداتهم في دعم ومرافقة نشاطات المخبر العلمية الذي اصبح فعلا مدرسة بحثية متكاملة كما يصفها الدكتور عزي عبد الرحمن لقد .‘ أصبح للجهد المنظم والمتتابع حول نظرية الحتمية القيمية وتطبيقاتها مكان اسمه جامعة مستغانم ومن ثم أصبحت نظرية الحتمية القيمية للإعلام تسمى أيضا بمدرسة مستغانم للإعلامأسوة بالمدارس الفكرية الأخري على غرار مدرسة شيكاغو ومدرسة برمنغهام ومدرسة فرانكفورت ومدرسة فيينا، الخ ‘’