تفصيل
- الصفحات : 364 صفحة،
- سنة الطباعة : 2019،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الاولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ISBN : 978-9931-691-80-8.
اللغة واحدة من أهم مقومات الشخصية الإنسانية والاجتماعية، ذلك أنها ليست مجرد مجموعة عادات موروثة فحسب، وإنما هي بسبب ما تتطلّبه من تسلسل فكري تعدّ على حدّ قول إيريك لينيبرج (E. Lenneberg) خصيصة جنسيّة لا يتعاطاها إلا الإنسان العاقل. وعليه، فإنّ استخدام هذا المصطلح خارج النطاق الإنساني لا يزيد -بحسب قول تشومسكي-على كونه مجازاً مضلّلاً (الّلغة ومشكلات المعرفة، ص145).
والحديث عن اللغة وأهميتها حديث عن الإنسان، والمجتمع، الفكر، والثقافة، والتاريخ… إنها تضرب بسهم في كل ما يتعلق بالإنسان وحياته.
وأما عن علاقة اللغة بالمجتمع فهي علاقة التوافق، يعني أنّ وجود كلٍّ منهما يتوقّف على وجود الآخر؛ فمن جهة، الّلغة هي ولادة المجتمع، غير أنّها تعدّ من الجهة الأخرى أُسُّاس المجتمع، إذْ لا نتصور وجود مجتمع دون وجود لغة، ولا نتصور وجود لغة خارج نطاق المجتمع. وعليه فاللغة هي التي تضطلع وإلى حد كبير بأنْ تجعل من الأُمّة أُمّة، ومن هنا يصحّ القول: إنّ المجتمع هبة اللغة.
واللغة تتصل بالمجتمع صلة وثيقة، فان اللغة هي الأساس الذي يعبر عنه المجتمع، فلولا وجود اللغة لما كان هنالك تبادل الأفكار والحوار وتلبية الاحتياجات للأفراد والمجتمع.
وحين نتكلم عن العلاقة بين اللغة والمجتمع، أو عنما تؤديه من وظائف عديدة في المجتمع ينبغي أن نحاول أن نعرف كلا من هذين المصطلحين: فالمجتمع هو مجموعة من الناس تترابط من أجل غرض أو أغراض معينة، واللغة هي ما يتكلمه أفراد مجتمع معين.
واللغة ترتبط بالمجتمع، وتشغل فيه مكانا ذا أهمية أساسية، إذ هي أقوى الروابط بين أعضاء المجتمع، أما عن الروابط بين اللغة والمجتمع فقد تنوعت وجهات النظر فيها على النحو التالي:
*ذهب بعضهم إلى أن التركيب الاجتماعي يؤثر في شكل التركيب اللغوي والسلوك.
*وذهب البعض الآخر إلى أن التركيب اللغوي والسلوك يؤثران في شكل التركيب الاجتماعي.
*وذهب البعض إلى أن كلا من اللغة والمجتمع يؤثر أحدهما في الآخر، فقد قدم ديتمار N.DITTMAR نظرة ماركسية يزعم فيها أن السلوك اللغوي والسلوك الاجتماعي في حالة تفاعل دائم، وان حالات الحياة المادية عامل مهم في هذه العلاقة.
*وذهب البعض الآخر إلى أنه ليس هناك أي رابط على الإطلاق بين التركيب اللغوي والتركيب الاجتماعي وأن كلا منهما مستقل عن الآخر.