لقد شهد العالم في السنوات الأخيرة تطورات سريعة وغير مسبوقة في كافة مناحي الحياة، مما أدى إلى ازدياد حدة المنافسة لدى منظمات الأعمال، وهذا ما دفع بالمنظمات على اختلاف أنواعها سواء كانت خاصة أو حكومية للحفاظ على عملاءها وتلبية حاجاتهم وتقديم أعلى مستوى من الجودة والدقة لمواكبة المنافسة وتحقيق رضا العملاء وتخفيض العيوب وفي نفس الوقت تخفيض تكاليف تحقيق ذلك. ثم إن العامل الرئيس لتقييم نجاح أي منظمة هو جودة مخرجاتها التي تنعكس على رضا وولاء العملاء، وهو ما يدفع بالمنظمة إلى تقديم مخرجاتها بجودة متكاملة لتلبية حاجات ورغبات زبائنها من خلال تقليل الأخطاء في أداء أعمالها الإدارية والتقنية وجعلها قريبة من الصفر، والسعي في توجيه الجودة دائما نحو الكمال والشمولية من خلال اعتماد مفاهيم ومداخل إدارية حديثة في الجودة تتبنى مبدأ التحسين المستمر لكل عناصر المنظمة وتخفيض العيوب وفي نفس الوقت تخفيض تكاليف تحقيق ذلك، وتعتمد في ذلك على تنمية قدرات العنصر البشري على استخدام التقنيات والأساليب الحديثة والتي يأتي على رأسها الأساليب الإحصائية  وذلك كون أساس عمليات التحسين هو عملية القياس لأن ما يمكن قياسه يمكن تحسينه وإدارته، ومن أهم هذه المفاهيم نجد سيجما ستة six sigma التي تعتبر أداة فعالة وأسلوبا إداريا ناجحا في تحسين وإدارة عمل أي منظمة مهما كانت طبيعة عملها وكذا تطوير الأداء.

كما تعد سيجما ستة نظاما مرنا لتحسين إدارة العمل وتطوير الأداء وهي واحدة من أكثر طرق التحسين شيوعا في المؤسسات في العقدين الماضيين، حيث تعد الرسالة الحقيقية لسيجما ستة أبعد من الإحصاء فهي التزام كلي من الإدارة، وفلسفة للتميز والتركيز على الزبائن وتحسين العمليات وتفعيل دور القياس بدلا من التركيز على الشعور والاعتقاد، فسيجما ستة هي عبارة عن فلسفة ومنهج ومقياسا يركز على العميل وكيفية تلبية احتياجاته ومتطلباته من جهة، ومن جهة أخرى يركز على ضرورة تكامل الأنشطة داخل المنظمة وجعل كل مجالات الشركة أفضل لتتمكن من مواجهة الاحتياجات المتغيرة للزبائن والسوق والتكنولوجيا.

ويعتبر الأداء العام للمنظمة هو المحصلة المتكاملة لنتائج أعمال المنظمة وتفاعلها مع البيئة، لذا نجد معظم المنظمات تسعى إلى مراقبة أدائها وأنشطتها والأعمال اليومية للوصول إلى أعلى درجات من الجودة، وذلك من خلال تقليل الأخطاء والانحرافات بالشكل الذي يؤدي إلى تلبية احتياجات الإدارة فيما يتعلق بجودة الأداء التي تستند إلى الأداء الجيد لنظام الرقابة والقياس، وكذلك مدى ملائمة هذه النظم للوصول إلى مستوى عال من الفاعلية والكفاءة في أداء عمليات المنظمة والحفاظ على هذا المستوى بشكل مستمر لغرض خدمة أهدافها وحماية أصولها.