تفصيل
- الصفحات : 248 صفحة،
- سنة الطباعة : 2019،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الاولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ISBN : 978-9931-691-28-0.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الكريم المبعوث رحمة للعالمين، وعلى أله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، وبعد:
تعتبر السياحة من المجالات الاقتصادية الجوهرية للكثير من الدول سواء المتقدمة أو النامية ويلعب الفرد فيها الدور الأكبر في ذلك من خلال وعيه المستمر النابع من ثقافة سياحية مبنية أساسا على ضرورة استقطاب السياح باستمرار، كما يلعب الإرث السياحي وما تملكه الدولة من إمكانيات، ومواقع سياحية العامل الأساسي في جلب عدد كبير من السياح،إن الاهتمام بهذا القطاع الاستراتيجي يجعل من الدولة الإطار الأول والفاعل في وضع الآليات المناسبة الاستثمار العقلاني في هذا القطاع وكل ذلك يصب في إطار تحقيق تنمية للمجتمع من خلال الاستغلال العقلاني للموارد التي تتحصل عليها الهيئات المختلفة خاصة إقليميا في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية التي يعتبر رأس مالها العائد من الأموال المتحصل عليها إثر الفاعلية في الميدان السياحي، غدت السياحة المستدامة منهجاً وأسلوباً تقوم عليه العديد من المؤسسات السياحية العالمية، وعلى غير ما يعتقد الكثير فإن تطبيق مفهوم السياحة المستدامة لا يعد مكلفاً من الناحية المالية، فله عائده المعنوي والمادي، ويعود بالربح والفائدة على المؤسسات السياحية،إن تطبيق مفهوم الاستدامة السياحية يعتمد على ثلاثة جوانب هامة، أولاً، العائد المادي لأصحاب المشاريع السياحية، وثانياً البعد الاجتماعي، على اعتبار أن هذه المؤسسات هي جزء من المجتمع المحلي وعليها الاستفادة من الخبرات والكفاءات المحلية ما أمكن، بالإضافة إلى إشراك المجتمع المحلي والأخذ برأيه. أما البعد الثالث فهو البيئة، حيث تعامل هذه المؤسسات على أنها جزء من البيئة، وبالتالي يجب عليها المحافظة على الموارد الطبيعية من ماء وطاقة ونباتات وأحياء طبيعية لدرء أي خطر من مشاكل التلوث والتدهور.
ويجدر التنويه إلى أنّ الجزائر قد قامت بجهود لا يستهان بها في سبيل النهوض بهذا القطاع كان آخرها المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية (SDAT)، الممتد إلى آفاق 2025، الذي هوجزء من المخطط الوطني في هذا الإطار (SNAD)، وزاد الاهتمام أكثر بهذا القطاع وتزايدت معه الجهود المبذولة في الآونة الأخيرة، التي تعرف فيها الجزائر ضائقة اقتصادية نتيجة لتهاوي أسعار المحروقات. فالسياحة هي فرصة للجزائر من أجل تنويع اقتصاديها الريعي، ولكن يجب أن تراعي الخصوصيات السوسيو-ثقافية للمجتمع الجزائري التي هي تراكم قيمي مر الأزمان ساهم في صقل شخصية الفرد الجزائري.
من خلال ما سبق سوف نحاول قدر الإمكان معالجة الإشكالية التي فحواها مُضمن في السؤال التالي:ما هو واقع الاستثمار السياحي في الوطن العربي؟، وما هي الآليات والسبل الكفيلة بالرقي بهذا القطاع ورسم أُفق زاهر له يوافق الإمكانيات الضخمة التي تزخر بها؟، وجعلها تساهم بصفة جوهرية في التنمية الاقتصادية المستدامة للدول العربية مع احترام البنية السوسيو-ثقافية للمجتمع العربي؟