يعدّ الصّرف من علوم اللّغة العربية ، وميزانها ،لا يستغني عنه طالب اللّغة ،باعتباره خاص لمعرفة أنفس الكلم الثّابتة ،والنّحو إنّما هو لمعرفة أحواله المتنقلة على حدّ تعبير أبي الفتح بن جني ،ولمّا كان من الواجب عليّ التنقيب عن آثار العلماء الجزائريين في ميدان التّصريف ،وإخراجها إلى النّور ،والتّعريف بها ،ودراستها ،وتمحيصها ،وتدقيقها ،وكشف الاصطلاحات الصّرفية  لأصحابها.

وتتمثّل إشكالية هذا البحث في الإجابة عن جملة من الأسئلة الهامّة هي على النّحو الآتي :

-ما الجديد لدى الصّرفيين الجزائريين في مدوّناتهم موازنة مع كتب التّراث ؟

-وماهو الهدف من تأليف مصنّفاتهم الصّرفية هل التّلقين؟ ،أم التّوجيه؟ ،أم تبليغ أمانة العلم ؟،أم تخليد أسمائهم؟ ،ونيل الشّهرة ،والسّؤدد ؟

-وهل هناك مصطلحات صرفية انفردوا بها دون غيرهم من العلماء الذين سبقوهم ؟ وهل أسّسوا مدرسة صرفية جزائرية ،على غرار المدارس الصّرفية المشهورة ؟

-وهل من خلال مدوّناتهم التّصريفية نلمس لديهم علل صرفية ،وآراء خاصّة بهم ،تدلّ على مذهبهم ،واتجاهم المتميّز ؟أم هم فقط أتباع لغيرهم من العلماء الأوائل،وتلاميذهم ،لم يخرجوا عن نهجهم ،ومنوالهم ،وسبيلهم ؟.