تفصيل
- الصفحات : 185 صفحة،
- سنة الطباعة : 2022،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
تنشط المؤسسات المعاصرة في عصر تتوالى فيه المستجدات السياسية والاقتصادية والفكرية والتكنولوجية، عصرٌ تتعدد فيه المؤثرات وتتنوع أشكال المنافسة وتنهار الفواصل الزمنية والمكانية بين الدول والأسواق، فالحدود المادية بين الدول لم تعد تؤثر على الأعمال كما كان الوضع في الماضي، وعليه فان بقاء هذه الأعمال بات يتوقف على النظرة الشمولية للعالم ككل، والتغيير كونه الشيء الثابت الوحيد في عالم متغير، خاصة وأن الحاجة له باتت سمة من سمات هذا العصر الذي نعيشه، فهو يمس المؤسسات على اختلاف أنواعها وتفاوت أحجامها دون استثناء، لذلك لا يمكن لأي مؤسسة أن تتجاهله، فهي ملزمة بإحداثه وتحقيق متطلباته، حتى لا تضطر إلى التغيير الإجباري غير المرغوب فيه، وهذا من أجل ضمان استقرارها، فالاستقرار ليس معناه الجمود وعدم التغيير، بل التلاؤم مع الظروف والأوضاع المحيطة والحاصلة من حولها.
إنّ التغيير المؤسسي عملية ضرورية ولازمة، وهو لا يعتبر هدفا في حد ذاته أو وسيلة تستخدمها بعض المؤسسات تبعا لظروف معينة، بل تكمن أهميته في كونه أصبح من أهم متطلبات التقدم والتطور لمؤسسات اليوم، فما يمكن ملاحظته في الوقت الراهن من تنافس كبير بينها لتحقيق الريادة والنجاح يفرض عليها ضرورة التغيير.
هذا وتفرض كذلك ظاهرة التغير الكبير والمتسارع في شتى مجالات الحياة على المؤسسات الساعية إلى تحقيق البقاء والنجاح أن لا تترك الأمور للظروف والصدفة لتتحكم في مصيرها وتملي عليها نوع التغيير المطلوب، وإنما يتوجب عليها أن تبادر بإحداث التغيير والتخطيط له مسبقا، وذلك من خلال ما يتيحه من مداخل، ليس فقط بهدف إحداث التغيير وإنما لتحقيقه، فضمان نجاح التغيير ليس بالشيء المؤكد، إذ بينت العديد من الدراسات أن الكثير من مشاريع التغيير لم تحقق المبتغى منها أو أنها سجلت إخفاقا كبيرا لم يكن متوقعا بسبب ظهور المقاومة العلنية أو المستترة من قبل المعنيين والمتأثرين بالتغيير، ومن هنا يتجلى الدور المحوري الذي ينبغي أن تقوم به الجهة المكلفة بإحداثه على مستوى المؤسسة، وبما يضمن تقبل الأفراد له واقتناعهم به وتحفزهم على إنجاحه في سبيل تحقيق التغييرات المنشودة منه.
بالإضافة إلى ما سبق تواجه المؤسسات المعاصرة تحديا كبيرًا يتجلى في تعقد واضطراب في إمكانية البقاء والاستمرار وسط ظروف بيئية تتسم بالديناميكية المستمرة، أهم ما نتج عنها اشتداد حدة المنافسة على المستوى المحلي والدولي. وبالتالي لم يعد أمام هذه المؤسسات باعتبارها كأنظمة مفتوحة في بيئتها التي تعمل بها من بديل سوى القيام بإحداث التغييرات المناسبة في عناصرها، وهذا ليس فقط بهدف ضمان بقاءها، وإنما المحافظة على موقعها التنافسي وتطويره في حاضرها ومستقبلها.
من هذا المنطلق جاء هذا الكتاب من أجل الإلمام بموضوع التغيير على مستوى المؤسسات الاقتصادية، حيث تم تقسيمه إلى مجموعة من المحاور هي كما يلي: