تفصيل
- الصفحات : 383 صفحة،
- سنة الطباعة : 2019،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ISBN : 978-9931-691-79-2.
إخوتي الأفاضل، أخواتي العزيزات…الباحثون والمهتمون بعلوم الإعلام والاتصالالمتنوعة، نضع بين أيديكم هذا المؤلف الجماعي الذي يضم جملة من البحوث والدراسات الإعلامية المتخصصة، والتي تفيد الدارسين والباحثين وحتى المهتمين بالشأن البحثي في الحقل الإعلامي، والذي شارك في إعداده نخبة من الأساتذة المتخصصين بمجالات الإعلام والاتصالمن دول عربية مختلفة.
جاء هذا الكتاب الجماعي نتيجة للأهمية القصوى التي تحظى بها وسائل الاتصال والإعلام في المجتمع على كافة الأصعدة، السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية…إذ إن هذه الوسائلباتت تحتل مراتب متقدمة في قائمة أولويات الأفراد والجماعات وحتى الدول، لما لها من قوة في التأثير على النفس البشرية.
كما أن قوة هذه الوسائل تكمن في عدد الأدوار التي تؤديهاداخل المجتمع التي تصدر أوتبث فيه؛ حيث تعملوسائل الاتصال والإعلام بالإضافة إلى الإخبار، والتعليم، والتوجيه، والرقابة، والترفيه، على نشر الوعي المجتمعي الذي يتيح للدولة من امتلاكها مقومات التنمية المنشودة على كافة الأصعدة؛ إذ إن انتشار الوعي وتعزيزه هوأساس التنمية البشرية، لاسيما وأن هذه الأخيرة- التنمية البشرية- هي الأساس الأول لبناء تنمية مستدامة وشاملة، فالمبدأ الأساسي الذي يجب أن تنطلق منه كل خطط التنمية الشاملةفي نظرنا هو (تنمية البشر قبل تنمية الحجر).
يغذي هذا الكتاب معظمشرايين العلم والمعرفة الأكاديمية المتخصصة في المجال الإعلامي، إذ نجد أنه كلٌ متنوع من الموضوعات والإشكاليات العلميةذات الصلة المباشرة بعلوم الاتصال والإعلام، كما أنه يحمل بين طياته بحوثا إعلامية ميدانية تطبيقية، ودراسات نظرية معرفية، وهوما يمكن القارئ المتخصص وغير المتخصص من توسيع دائرة الفهم والاستفادة والإدراك لديه.
كما أن ما يميز بحوث هذا الكتاب ودراساته هوتنوع اختصاصاتها وقضاياها، فتجد أنه يحتوي على دراسة تتناول قضية تمويل القنوات الإعلامية بقراءة تحليلية في ظل الأزمات الاقتصادية التي تمر بها الدولة، مع توصيف وحصر لنماذج من تلك القنوات التلفزية، ودراسة أخرى تتناول العنف الجنسي ضد الأطفال، وكيفية الاستفادة من وسائل الإعلام؛ للحد منه والقضاء عليه.
تجد أيضا في هذا المؤلف دراسة تتناول نقد الدراسات الإعلامية العربية، وسردتفاصيل تقسيم مراحل تطورها، وتتبع هذه الانتقالات والتحولات التي قامت بها، وما صاحبها من تغير للرؤية والمنظور، محاولة تصنيف هذه التوجهات العربية والإسلامية التأسيسية، ونقد توجهاتنظرية الحتمية القيمية في الإعلام.
أما الجانب التاريخي للإعلام الجديد، فقد كان له نصيب في هذا المؤلف بدراسة كاملة، جاءت بقراءة علمية معرفية لتتبع الأصول السيبرانيةللإعلام الجديد، ومحطاتها المتعاقبة، مع دراسة نظرية المعلومات، وتحديد الأصول السيبرانية، والإشكالات الأخلاقية لمكانة الإنسان في الإعلام الجديد أيضا.
في حين كان الجانب التطبيقي حاضرا في هذا الكتاب، فقد اشتمل على بحثين اثنين، يتناول الأول شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) ومدى استفادة أساتذة الجامعة منها فيما يتعلق بالبحث العلمي، بالتطبيق على أحد أكبر الجامعات الليبية وأعرقها، أما البحث التطبيقي الثاني، فقد جاء للتعريف بالكيفية التي تناولت بهانماذج من الصحف الليبية للعدوان الإسرائيلي على غزة، ومدى اهتمام الصحافة الليبية بهذه القضية.
ولاستراتيجيات الهيمنة على الإعلام السمعي – البصري العمومي داخل الدولة جانب مهم في هذا الكتاب؛ حيث كانت لها دراسة متخصصة تتناول أساليب السيطرة على التلفاز العمومي داخل المملكة المغربية، وتحديد العوامل المؤثرة على القائم بالاتصال في هذه الوسيلة الإعلامية المهمة، والكشف عن أساليب الرقابة الخفية المرتبطةبإنتاج البرامج الحوارية وإعدادها في التلفزة المغربية.
ويأتيموضوع الإعلام الجديد مرة أخرى في هذا المؤلف، ليحدد في دراسة علمية مسارالانفتاح، وقضية الاندماج الاجتماعي، مع دراسة الممارسة الديمقراطية وحرية الإعلام، والتي تمثل جوهر العمل الإعلامي وحقا من حقوق الإنسان.
سبعة بحوث و دراسات إعلامية متخصصة، كتبها أساتذة أكاديميون، كلهم أهل اختصاص ودراية بتفاصيل التخصص، وهوما يزيدمن أهمية هذا المؤلف الجماعي المتنوع؛ إذ إن تشييد بناء علمي معرفي متماسك ومتخصص في مجال مهم هومجال الاتصال والإعلام، ليس بالأمر الهين، ولكنه اليوم ممكن بفضل جهود هؤلاء الأكاديميين.وعليه، نقدم للباحثين وللقارئ العزيز ولطلاب العلم والمعرفة، هذا الكتاب الغني بمادته والمتنوع بموضوعاته وقضاياه؛ ليكون لبنة متكاملة، مبنية على أسس علمية رصينة ومضبوطة، وليساهمفيأغناء المكتبة العربية الإعلامية بالبحوث والدراسات الأكاديمية.
ختاما…إنه لمن دواعي سروري وإرساء الغبطة في قلبي، أن أكون منسقاومقدما لهذا الكتاب الغني، داعيا الله العزيز القدير أن يكونهذاالكتابفي ميزان حسنات المشاركين في إعداده، والقائمين على نشره، وأن يكونسلة علمية لمريدي العلم والمعرفة.
كما أنتهز هذه المساحة لأعبر عن خالص شكري وتقديري لكل القائمين على المشروع الدولي رسالة الباحث، ولكل الأخوة الأشقاء، والزملاء بمختبر اللغة والتواصل بالمركز الجامعي أحمد زبانة- غليزان- بالجزائر العزيزة، متمنيا لهم مزيدا من النشاط في إصدار الكتب والدراسات والبحوث العلمية، ونسأل الله أن يوفقهم لما فيه الخير والصلاح، وأن يرشدهم إلى طريق النجاح والفلاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
?-د/علي سالم عاشور
أستاذ الإعلام بالجامعة الأسمرية الإسلامية/زليتن / ليبيا.
11/ 08/2018م