تفصيل

  • الصفحات : 301 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2021،
  • الغلاف : غلاف مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ISBN : 978-9931-08-106-7.

إن ما تشهده منظمات الاعمال اليوم من متغيرات وتطورات سريعة ومعقدة سواء في بيئتها الداخلية او الخارجية والذي يرجع بالضرورة الى اقتصاديات السوق الحر الذي فتح المجال أمام تسارع حدة المنافسة وبالتالي سعي منظمات الاعمال نحو تحقيق الميزات التنافسية كأداة للبقاء والنمو والاستمرارية.أيضا التطورات الهائلة والمستمرة والناتجة عن العولمة وظهور مايعرف بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالوماقابله في نفس الوقت من ظهور تحولات في اقتصاديات الدول التي كانت تعتمد على رأس المالوالعمل على التحول الى تبني اقتصاد معرفي يعتمد بشكل كبير والذي يعتمد بدوره على تكنولوجيا المعلومات والرقمنة.وهذا كله ادى الى سعي المؤسسات في العموم الى استقطاب الكفاءات لنقل الوظائف التي تعلن عنها، اذ أنها تبحث عن الكفاءة التي تحقق لها مزايا تنافسية ولديها الرغبة في التعلم وامتلاك  مهارات مختلفة.حيث أصبح هناك اجماع على ان العنصر البشري هو العنصر الرئيسي في عمليات الإنتاج والخدمات، وهو من أغلى الموارد التي تحتاج اليها  الادارة،كما انه العنصر الذكي او المفكر بالإضافة الى أنه الوسيلة والغاية في العملية الإنتاجية والخدمات، وأكثر من هذا فهو ضمير وقلب واساس المؤسسة.كما ان اكتساب الموارد البشرية لا يعني على  انها تقوم بالعملية الانتاجية على احسن وجه بل يجب أن تكون مؤهلة وذلك عن طريق التدريب والتكوين والتعليم، الذي يساهم في رفع الكفاءة والخبرة المهنية للعمال مما يؤدي الى زيادة انتاجية العامل وتحسين معنوياته ولا حاجة للإشراف عن قرب والتقليل من حوادث العمل، بحيث يجب ان يكون التدريب بشكل مستمر كي تتمكن المؤسسة من رفع إنتاجاتها.

ومن هنا أصبح نشاط التدريب من اهم الممارسات في المنظمات الحديثة خاصة في الدول الصناعية والإنتاجية على حد سواء، وذلك من أجل رفع مستوى الأداء وزيادة الكفاءة الإنتاجية وإعداد الأفراد العاملينعلى اختلاف مستوياتهم للقيام بالواجبات والمهام الموكلة إليهم بكفاءة وفعالية.

ومن اجل الارتقاء لمستوى المهارات التييملكها العاملون في المؤسسات سواء تلك الهادفة للربح والغير الربحية،إذ حظي التدريب بأهمية بالغة في هذه المؤسسات،بحث أن التطور الهائل والحاصل في تكنولوجيا والمعلومات والاتصالات،و الذي يؤدي الى استحداث العديد من الوظائف لا تغطيها المناهج التعليمية والمؤهلات الأكاديمية .ولهذا تزايد الاهتمام بالتدريب واصبحت الحاجة الملحة للمتخصصين في القيام به، ذلك ان التدريب أصبح  في أغلب المجالات خاصة  الصناعة الحديثة  ضرورة أساسية من أجل بناء كفاءة الافراد عند الالتحاق بالعمل ومعالجة مشاكلهم أثناء الأداء، وتطوير قدراتهم الى مراكز وظيفية تفيد الفرد من ناحية والمؤسسة من ناحية أخرى. هذا وتعد وظيفة التدريب من أهم المقومات لبناء جهاز لإدارة الافراد والعلاقات الانسانية في المؤسسة الحديثة، فالتدريب هام وضروري لبناء قوة بشرية منتجة،و على الرغم من أن أية مؤسسة قد تضع خطة عمل وتوفر كل الوسائل لتنفيذها، فان عملية إغفال تدريب العاملين ضمن الخطة يكون أكبر المسببات لإثبات عجز  الخطة عن لتحقيق الأهداف المرجوّة.

لقد اصبح التدريب يشكل في المؤسسة أحد المؤشرات الإيجابية لديناميكياتها بحيث يرى المسيّرون بأن المؤسسة التي لا تهتم بتدريب الأفراد العاملين بها عبارة عن مؤسسة تحتضر.وفي ظل كل هذه التطورات والمنافسة الدولية، وفي غضون تحديات العولمة والأزمات العالمية بدون اغفال التغيرات الحاصلة في طبيعة علاقات المؤسسات ببيئتها الداخلية والخارجية، تحولت توجهات المؤسسة الى البحث عن حلول لاستراتيجية تمكّنها من مواجهة كلّ هذه التحديات، وأصبح إلزاما على المؤسسة ادراك أهمية التطوير وتنمية كفاءتها من أجل الاستمرار والبقاء، كون التحولات والتغيرات المستمرّة والمتسارعة التي يشهدها العالم في مختلف الجوانب تؤثّر على المؤسسات الاقتصادية باعتبارها ركيزة هذه التحولات، فهي تسعى للتجديد المستمرّ في الاساليب والتقنيات لمواجهة التحديات والتكيف معها بدلا من جهلها ومحاولة تجنبها وذلك بتبني حل استراتيجي شامل ومتكامل من أجل إحداث التغيير والتطوير، ولهذا أصبح وجوبا على المؤسسة إدراج ضمن خططها الرئيسية استراتيجية التدريب باعتبارها الوسيلة الأنجح للارتقاء بالمستوى والكفاءة وفعالية الافراد العاملين بالمؤسسات والارتقاء بأداء المؤسسات نفسها. ان العمل على تطوير الكفاءات المعنية التي تحتويها المنظمة وتطويرها بالشكل الذي يكسب للمنظمة ميزة تنافسية في بيئة الاعمال الشرسة صار الزاما ملحا حتى تضمن الاستقرار والثبات من جهود وتساهم في خلق بيئة محفزة ومطورة للأفراد داخل المنظمة، كما يلزم على المنظمة بشكل عام والمؤسسات الاقتصادية بشكل خاص ان تعيد حساباتها في ما يخص اساليب التطوير والتأهيل التي تتبناه من وقت الى اخر كي تكسب الأفراد نمطا متجددا ومرنا يزيد من قدر الولاء والانتماء داخل المؤسسات.

وعليه فقد جاء هذا الكتاب ليعرض المحاور الكبرى المتعلقة بالتدريب وتطوير الكفاءات داخل منظمات الاعمال بالتفصيل في الجوانب النظرية المؤسسة لهده المداخل الادارية والبحث في الاساليب والاستراتيجيات المعتمدة في تبنيها داخل منظمات الاعمال الحديثة من اجل ضمان الاستقرار والاستمرارية في بيئة الاعمال المتنافسة .

لقد تم تقسيم هدا الكتاب الى ثلاثة فصول اساسية تم من خلالها تدارس لأهم المميزات والجوانب المتعلقة سواءا بالتدريب او بتطوير الكفاءات اضافة الى نظام التدريب بشكل مفصل باعتباره  نظاما مستقلا داخل المؤسسة يعمل على تطوير وتحيين المورد البشري بشكل دوري وفعال .

و في الاخير نتمنى ان نكون قد وفقنا ولو بقدر يسيير في تلخيص هدا المدخل الواسع من علم الادارة بقدر من الايجاز والدقة للطالب حتى يتسنى له تحصيل معرفة في مساره الدراسي والبحثي ان شاء الله تعالى.

و الله الموفق للصواب والهادي الى سبيل الرشاد

المؤلفان

د بوجنان توفيق    

د. حابي عبد اللطيف