الصورة الاعلامية ومناهج تحليل الخطاب البصري

يتناول هذا الكتاب الصورة الاعلامية ومناهج تحليل الخطاب البصري، موضوع تحليل الصور الاعلامية بمختلف أنواعها، باعتبار ما تحمله الصور من دلالات ومعاني جد معبرة خاصة في عصر التكنولوجيا وانفجار المعلومات وسرعة تدفقها الصورة لما تحمله من رسالات مختلفة وثرية بالمعاني والاحداث انطلقت منذ العصر البدائي أين كان الانسان، يبحث عن معنى ما يحيط به ويحاول أن يتصل مع غيره من بني البشر وحتى بما يحيط به من مخلوقات،تطورت الصورة في ظل الحضارات الكبرى القديمة وساهمت في بناء اسس اتصالية واعلامية جد هامة وواصلت تطورها من فترة إلى أخرى لتشهد على انجازات البشر في كل مرحلة وتسجل انجازاتهم،تارة تنقل الحقيقة،تارة تزيفها، وتارة تضفي عليها طابع الجمال أو السخرية أو التراجيديا .

الصورة اتحدت مع الاعلام، لتصبح أحد أخطر وسائله التي يخاطب بها الجماهير من خلال مختلف وسائله التقليدية والحديثة لنذكر الجمهور بالصورة الفوتغرافية وصور الصحافة المكتوبة، الصور الكاريكاتورية، الصور السينيمائية، الصور الفنية وصولا الى الصور التلفزيونية التي أحدثت تأثيرات بعيدة المدى على المشاهد وساهمت في نقل المجتمعات إلى واقع فوق العادة، وفي مازال الاعلام يراهن على الدور الفعال والرئيسي للصورة، والتي مازالت تبهر جماهيرها من خلال وسائط الاعلام الجديدة من خلال صفحات مواقع التواصل الاجتماعية، الفيديوهات التشاركية والمنتديات الالكترونية ومواقع كبرى المؤسسات الاعلاميةوغيرها من مصادر الاخبار الالكترونية التي أصبحت تأسر الجمهور، الذي أصبح هو الأخر عنصرا فعالا في انتاج وتبادل الصور بمختلف أنواعها.تحمل أوراق هذه الطبعة مساهمات علمية من مختلف التيارات والتوجهات العلمية في ميدان علوم الإعلام والاتصال والميادين الأخرى، حيث تطرقت لمياء مرتاض نفوسي لعرض مسار كبرى المدارس الفكرية التي ساهمت في مجال تحليل الخطاب من خلال عرض أهم مبادئ منهج التحليل البنيوي وابرزت من خلال ورقتها البحثية أهم تطبيقاته في مجال تحليل الصور الاعلامية، كما تناولت كل من محراز سعاد ورقاد حليمة  البلاغة الجديدة التي تبرز من خلال مختلف الدراسات الاعلامية وحاولتا مقاربة المفهوم من خلال الدور والأداء الذي تلعبه البلاغة من خلال مواضيع الاعلام في مختلف مساراته، كما تطرقت كريمة جنادي وبلغيثية سميرة  لعرض صورة المرأة من خلال الاشهار التلفزيوني وكيف يستخدمون لغة الجسد في انتاج المعنى وجذب انتباه المتلقي من خلال العناصر البصرية المتحركة، في نفس السياق تناولت كل من قاسيمي أمال وبن دنيا فاطمة ورقة بحثية حول أهم ما ساهمت فيه  الحقول البحثية في مجال السيميولوجيا  في مجالات تحليل الخطابات البصرية الاشهارية، كما ركزت ليمام فتيحة من خلال ورقتها البحثية على أهمية مساهمة السيميولوجيا كمنهج لتحليل الخطاب البصري وأظهرت أهم خطواته ومميزاته ونقاط قوته في فهم الرسائل البصرية بمختلف أنواعها، كما ساهم غنيو سفيان من خلال ورقته البحثية في عرض أهم أبجديات التحليل السيميولوجي للصور الكاريكاتورية وأهم خطواته لكي يعرض نموذجا للتحليل من خلال اختياره لعينة من الصور الكاريكاتورية للرسام الفلسطيني “علاء اللقطة” والتي تعرض من خلال صفحات الفايسبوك، واهتمت قوادري عيشوش فاطمة الزهراء من خلال ورقتها البحثية بالأساليب التي تستخدمها الرسائل الاشهارية للتأثير في المتلقي، وكيف تساهم المقاربة السيميولوجية التفكيكية في الكشف عن هذه الأساليب من خلال عرض نماذج تطبيقية المتمثلة في عينة من صور غلافات بعض الاعلانات الاشهارية .

ا.د  العربي بوعمامة 

جامعة عبد الحميد ين باديس