يُعد الأدب العربي الجزائري مجالا خصبا للدراسات النقدية الأدبية، فنصوصه تتنوّع بتنوّع مرجعيات وثقافات كتّابها. من هذا المنطلق ولد هذا العمل النقدي المتواضع الذي حاولت من خلاله الاشتغال على بعض من الأعمال السردية الجزائرية التي ميّزت الساحة الأدبية الحديثة والمعاصرة، فكانت إضاءات نقدية على متون سردية من مثل منجزات الكاتبة المخضرمة زهور ونيسي، وأب الرواية الجزائرية الكاتب الطاهر وطار.

هذا وشكلت نصوص كتّاب العشرية السوداء، أو ما يعرف بأدب جيل الأزمة مدار الاشتغال النقدي، من حيث البحث عن خصوصية التشكيل السردي في تلك الأعمال (أحلام مستغانمي، إبراهيم سعدي، ياسمينة صالح، بشير مفتي..) وبما أنّ النقد شديد الصلة بالإبداع الأدبي، فقد تطرقت إلى وضعية القلق المنهجي في النقد الجزائري من خلال أعمال الناقد حبيب مونسي الذي طرح قضايا تلقي المناهج المعاصرة، ورصد أهم الإشكاليات المعرفية والمنهجية التي نتجت عن هذا الوافد الجديد.

وقد استندت في التحليل على آليات المناهج النقدية المعاصرة، خاصة منجزات السرديات الحديثة، ومقولات المنهج السيميائي في تحليل الرموز والعلامات، والنقد الثقافي في استجلاء المضمر من الخطابات في تلك النصوص.

ولا أدّعي أنني أحطت بكل إشكاليات الدارسة في هذا المنجز النقدي المتواضع، ولكن يكفي أنّ النقد متعة، فكل نهاية لتحليل ما هي إضاءة وبداية لتحليل جديد.

الدكتورة نوال بومعزة

ليلة من ليالي رمضان الكريم 1442،

الموافق لـ:24 أفريل 2021