يعد البحث في القضايا ذات البعد المناطقي على قدر كبير من الأهمية بمكان حيث أن هذه القضايا والتي تدخل ضمن مجال أو الحقل البحثي المناطقي ذات أبعاد إستراتيجية بحثية، يستطيع ويحاول من خلالها الباحث في هذا المجال أن يؤسس لتحليلات أكثر دقة ومصداقية، مبنية على معطيات نظرية وميدانية.
فدراسة المناطق من خلال ما تمتاز به من خصائص بحثية إلا أنها لا تكاد تخلو من عديد العقبات، فهذا المجال البحثي الاستراتيجي بدوره يحتاج إلى عديد المعطيات الحساسة وهو ما يصعب على الباحث جمعه في ظل التعتيم الذي يخيم على عديد القطاعات خاصة إذا ما تعلق الأمر بدول العالم الثالث.
من ذلك فإن المنطقة المغاربية كجزء هام من هذا الحقل البحثي شهدت عديد المحاولات البحثية التي ترتكز على الشقين النظري والميداني، ما تؤكده الدراسات الموجودة والتي تكاد تكون قليلة إذا ما قورنت بغيرها من المناطق كأوروبا التي شهدت توافدا بحثيا كبيرا، وهو ما يمكن إرجاعه إلى غياب عامل الرغبة من قبل صانع القرار بالأساس في تعزيز وتشجيع هذا المجال الذي يعد لب الدراسات البحثية الحديثة.
ما قد يضع الباحث في الدراسات المغاربية أمام حتمية نقص هذه المحاولات خاصة الجادة منها والتي تشكل بدورها من أبرز صعوبات الدراسة التي تقف في وجه البحث العلمي، وهو ما يوجب تعزيز المحاولات البحثية الجادة في هذا المجال والتي حتما ستؤتي بثمارها البحثية، وتكرس لثقافة البحث العلمي الجدي والفعال.
فقد حاول مجموعة من الأساتذة والباحثين من مختلف الجامعات وفي عديد التخصصات أن تكون هذه الدراسة الجماعية ذات طابع ميداني أكثر، يقوم على تحليل المعطيات الموجودة في شتى المجالات التي تمثل مجالات حساسة ضمن الطابع البحثي الحديث، والذي يعتمد على دراسة الجزئيات الحساسة ضمن هذه المواضيع الجدية.
تم تقسيم هذه الدراسة إلى ثلاث أقسام، حيث جاء القسم الأول عبارة عن دراسات افتتاحية هامة للحديث أكثر عن مسار الانتقال الديمقراطي باعتباره ركيزة أساسية في هذا التحليل، ضم هذا القسم قضايا متعددة أراد من خلالها المساهمون وضع إطار تفسيري لهذا الانتقال وإسقاطه على المنطقة، وهذا من خلال الحديث عن واقع المنطقة المغاربية خاصة في سنة 2019 التي شهدت مراحل حساسة في التاريخ المغاربي، كما أن للجانب الانفاقي العسكري وزنا ضمن هذه النقاشات الحساسة خاصة في ظل السعي للتنافس حول الريادة، مما قد يستدعي بل بالضرورة من تعزيز فرض التعاون بين دول المنطقة في خضم الدور الأوروبي لتعزيز فرص المجتمع المدني في هذه المنطقة.
في حين أن القسم الثاني جاء كمجال أكثر حساسية أخذ البيئة الإقليمية كمتغير محوري في تفاعلات المنطقة، وهذا من خلال ما تحدث عنه الباحثون حول التحديات والتهديدات التي تهدد المنطقة والتي حتما تستوجب تبني مقاربات فعالة للتعامل معها، خاصة وأن التهديد بدأ يتوسع ليشمل مختلف المجالات بعد أن كان محصورا في التهديد العسكري، كل هذا في ظل إفرازات ما حدث في منطقة الساحل وليبيا والتي تعتبر أحد أبرز بؤر التوتر.
وصولا إلى ما جاء في مضمون القسم الثالث حيث يتم وفقه التأكيد من خلال عديد الدراسات الهامة والتي تصب في البحث عن طرق كفيلة لحماية المنطقة، خاصة وأن الجانب الأمني مثل ويمثل الحلقة الأبرز في حلقات حماية المنطقة، وهنا لابد من التأكيد على دور المجتمع المدني والتكوين الجمعوي في ترسيخ الثقافة الأمنية وتعزيز الأبنية الأمنية ككل، وهذا قصد تفعيل الإتحاد المغاربي كعامل فعال ضمن هذه الحماية والحفاظ على المنطقة، والذي يأخذ فيه المركب الأمني الأهمية القصوى.
وعليه فالشكر موصول إلى كل من ساهم في هذا العمل البحثي الجماعي المحكم والذي كما أشرنا إليه سابقا يعتبر محاولة جادة تقوم على الجانب الميداني في ظل المعطيات الحالية، كما أن هذا الكتاب الجماعي حتما سيكون إضافة مميزة إلى المكتبة العربية والمغاربية والتي تفتقر إلى هذه المواضيع الجريئة، على أمل أن يتم توسيع هذا المشروع ليكون بداية محاولة افتتاحية للمساهمة في تحليل المواضيع المناطقية العربية.
القسم الأول: جدلية السؤال ومسار الانتقال الديمقراطي في المنطقة
الفصل الأول: عسر الانتقال الديمقراطي في تجارب ما بعد الحراك الدول المغاربية أنموذجا.
أولا: عسر قيام مجال سياسي حديث: استمرارية الثقافة السلطوية والتماهي بين الدولة والمجتمع وتآكل الشرعية.
ثانيا: استمرارية الإخفاق السياسي في دولة ما بعد الحراك: تعثر الإصلاح السياسي والإخفاق في الانتقال نحو الديمقراطية.
ثالثا: انعكاسات الإخفاق الديمقراطي على أمن واستقرار الدول المغاربية ووحدتها.
الفصل الثاني: واقع المنطقة المغاربية في ظل التحولات الجيوسياسية الجديدة 2019… دراسة حالة الجزائر وليبيا.
أولا:الحراك الشعبي في الجزائر فبراير 2019… نحو بداية تاريخ جديد.
ثانيا: تطور الأوضاع في ليبيا… هل هي معادلات جديدة من الأدوار الخارجية الفاعلة؟
الفصل الثالث: الإنفاق العسكري لدول المنطقة المغاربية منذ الحقبة الما بعد الاستعمارية: مؤشر لتحقيق الأمن الوطني أم محدد لزيادة المنافسة الأمنية؟
أولا: سباق التسلح بين الجزائر والمغرب الواقع والهواجس والتحديات:
ثانيا: التنافس على لعب دور الدولة القائد
الفصل الرابع: مستوى العلاقات المغاربية: بين التنافس وضرورة تعزيز فرص التعاون.
أولا: ملخص حول طبيعة علاقة الدول المغاربية
ثانيا: آليات التعاون المتوفرة
ثالثا: مستقبل علاقات الدول المغاربية
الفصل الخامس: دور سياسة الجوار الأوروبية في تفعيل مكانة المجتمع المدني في دول المغرب العربي بعد 2011
أولا: الحراك العربي وبروز القوى المجتمعية كفاعل مؤثر
ثانيا: لمحة عن سياسة الجوار الأوروبية
ثالثا: الاتحاد الأوروبي والمعطيات الجديدة في المنطقة المغاربية
رابعا: الدور المحوري للمجتمع المدني في سياسة الجوار الأوروبية بعد 2011
خامسا: تقييم دور المجتمع المدني في المغرب العربي بعد 2011
القسم الثاني: المنطقة المغاربية وتفاعلات البيئة الإقليمية
الفصل الأول: تحديات المغرب العربي في مواجهة التهديدات الأمنية الجديدة
أولا: التحديات السياسية
ثانيا: التحديات الاجتماعية
ثالثا: تحدي تفعيل الاتحاد المغاربي والشراكة في مواجهة التهديدات الأمنية
رابعا: الاستراتيجيات الوطنية لمواجهة التهديدات الأمنية اللاتماثلية: الجزائر نموذجا
الفصل الثاني: إشكالية تزايد التهديد الأمني والاقتصادي في الساحل الإفريقي وانعكاسه على أمن المنطقة المغاربية : قراءة في الدبلوماسية الأمنية الجزائرية
أولا: التهديدات الأمنية اللاتماثلية في الساحل الإفريقي وخطر الانكشاف الحدودي بين المنطقتين.
ثانيا: السياسة الأمنية والدبلوماسية الجزائرية تجاه الساحل والصحراء والمغرب العربي 2010- 2018.
ثالثا: انعكاس ومستقبل الإستراتيجية الأمنية الجزائرية على المنطقة المغاربية: دراسة إستشرافية .
الفصل الثالث: الانفلات الأمني في مالي وليبيا وانعكاساته على الأمن الإقليمي في الساحل الإفريقي
أولا: الأهمية الإستراتيجية لمنطقة الساحل الإفريقي
ثانيا: انعكاسات أزمة مالي وليبيا على الاستقرار الأمني للدول المغاربية
ثالثا: مستقبل المنطقة المغاربية بين استراتيجيات المواجهة والسيناريوهات المتوقعة
الفصل الرابع: الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية في المنطقة المغاربية … الرهان الممكن
أولا: دعم الحوار الاجتماعي للتصدي لظاهرة الهجرة السرية المغاربية.
ثانيا: تثمين الفرص الممنوحة للشباب المغاربي العاطل عن العمل.
ثالثا: دمقرطة الإشراك السياسي للشباب المغاربي.
القسم الثالث: الفضاء المغاربي وإشكالية بناء منظومة أمنية جماعية
الفصل الأول: المجتمع المدني ودوره في تكريس ثقافة المواطنة وتجسيد التكامل بين دول اتحاد المغرب العربي
أولاً: مفهومي المجتمع المدني وثقافة المواطنة في إطار سيرورة التكامل المغاربي.
ثانيًا: تهميش وضعف دور النخبة المغاربية وأثره في عملية التكامل المغاربي
ثالثًا: مساهمة ثقافة المواطنة والديمقراطية التشاركية في تحقيق التكامل المغاربي
رابعًا: غياب الحرية واحترام حقوق الإنسان في المنطقة المغاربية
خامسا: اعتماد مخططات ثقافية للنهوض بالمجتمع المدني في دول الاتحاد المغاربي
الفصل الثاني: دور التدريب والتكوين الجمعوي في ترسيخ الثقافة الأمنية: الجمعية الجزائرية للشباب المثقف نموذجا.
أولا: المدخل المفاهيمي للدراسة
ثانيا: أهمية التدريب والتكوين الجمعوي في التوعية الأمنية
ثالثا: نحو تفعيل إستراتيجية الشراكة المجتمعية لترسيخ الثقافة الأمنية
رابعا: جهود الجمعية الجزائرية للشباب المثقف في ترسيخ الثقافة الأمنية
الفصل الثاث: تفعيل اتحاد المغرب العربي كآلية لتحقيق الأمن المغاربي
أولا: التحديات الأمنية الجديدة في المنطقة المغارببة
ثانيا: الاتحاد المغاربي كآلية لمكافحة التهديدات الأمنية
ثالثا: آليات تفعيل اتحاد المغرب العربي لتحقيق الأمن المغاربي
الفصل الرابع: مركب الأمن الإقليمي المغاربي بين التحديات الأمنية الجديدة والتوازنات الإقليمية
أولا: معطيات البيئة الأمنية المغاربية ودورها في تشكيل ثقافة الأمن الجماعي:
ثانيا: المركب الأمني الإقليمي كأداة لتصور الأمن الإقليمي المغاربي
ثالثا: رهانات تحقيق أمن إقليمي مغاربي ضمن اختلالات التوازنات الإقليمية في المنطقة.