تفصيل
- الصفحات : 227 صفحة،
- سنة الطباعة : 2025،
- الغلاف : مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- الأبعاد : 24*17،
- ردمك : 978-9931-08-991-9.
تقديم:
على الرغم من التطورات المذهلة التي شهدتها المعرفة الإنسانية على الأصعدة الإشكالية، والمنهجية، والتقنية، وإفرازاتها المفصلية على الحياة العامَّة، بيد أنَّ حقل البحث فيها بات يعاني وباءً عسُر الوصول إلى لقاح له، على الرغم من المعرفة بأسبابه والعوامل المسهمة في انتشاره، إنَّه فيروس السرقة العلمية الذي تنامى مؤشره، وتنوع أساليبه وصوره، حتى صارت ظاهرة متكاملة الأركان واضحة الملامح للعيان، يتهدد تفشيها بنيان ما تمَّ تشييده من رؤى وأفكار عبر الزمان.
وكغيرها من البلدان التي تعاني من التنامي المطرد لهذا السلوك المشين بدأت الأصوات في الجزائر تتعالى من أجل الإسراع للحد من تداعياته قبل أن ينخر جسد الأمَّة، ويقضي على ما بقي من شرف منظومتها القيمية والأخلاقية، وانطلاقًا من هذا الواقع بادرت فرقة بحث PRFU “التاريخ الاجتماعي للمغرب الأوسط في العصر الوسيط ــ الفئات المهمَّشة أنموذجا” إلى تنظيم ندوة علمية تحت عنوان “السرقة العلمية في البحث التاريخي الأكاديمي بين الواقع وجهود المواجهة ـ مذكرات الماستر في التاريخ الوسيط أنموذجًا ــ“، احتضن فعالياتها قسم التاريخ والآثار بجامعة محمَّد لمين دباغين ـ سطيف 2 بتاريخ 23 نوفمبر 2022م، وسعت من خلالها إلى سبر أغوار هذه الظاهرة المستعصية في منابتها، وتجلياتها، وإفرازاتها، وجهود مدافعتها، متخذة من أبحاث التَّاريخ الوسيط أنموذجًا لها.
وتجسيدًا لإحدى توصيات الندوة المُشار إليها اجتهدنا في تطوير موضوعها إلى استكتاب جماعي وسمناه بـــ “آفة السرقة العلمية في أبحاث التَّاريخ الوسيط: مقاربة حقلية حول المضمرات – التجليات ـ الحلول“، ونروم عبره إلى تعريف الباحثين خاصة المقبلين منهم على إعداد مذكرات التخرج ـ على اختلاف درجاتها ـ بهذه الآفة، وتحسيسهم بمخاطرها وعواقبها، مع تقديم توجيهات نفسية وبيداغوجية ومنهجية تساعدهم على تلافي الوقوع فيها، وهي المبادرة التي استحسنتها جريدة الشعب وخصصت لها حيزًا في العدد رقم 19065 الصادر يوم الثلاثاء 24 جمادى الثانية 1444هـ الموافق ل17 جانفي 2023م، تحت عنوان: “دعت إلى استكتاب جماعي حول الظاهرة – السرقة العلمية تحت المجهر بجامعة سطيف 2“، بقلم الباحث الجامعي والصحفي المتميز أسامة إفراح.
وقد استلزمت الضرورة التنظيمية أن نرتب هذا العمل في أربعة محاور رئيسة على ضوء الأبحاث التي وصلتنا، وتوزعت على النحو الآتي:
وتحسن الإشارة في ختام هذا التقديم إلى أن مقصدنا الرئيس من هذا الإصدار الجماعي قد وضع في الاعتبار ألَّا يخرج تصوره ومبناه عن البحث على مكامن الداء لظاهرة السرقة العلمية، والحفر في الظروف الحاضنة لها، والمساعدة على إيجاد حلول عملية لها، بعيدًا عن التشخيص الفردي أو المؤسساتي مهما كان حجمه أو هيئته، لأن غايتنا هي وضع اليد على الجرح لتيسير تطبيبه وليس محاسبة المتورط فيه ومتابعته، وقد وضعنا هذا الالتزام كشرط أساسي للمشاركة في هذا الاستكتاب، وعليه فإنَّ ما ورد فيه من أفكار ورؤى ومقاربات تقع مسؤوليته المباشرة حصرًا على عاتق أصحاب الأبحاث المشتملة له.
ولئن كنا ندرك بأن هذا المسلك سيؤثر نوعًا ما على جودة النتائج التي سنتوصل إليها، بيد أنَّنا نرى أنَّ النّجاح في تشريح ولو الثلث من واقع هذه الظاهرة وتجلياتها وتداعياتها، أحسن من العويل اليومي في صفحات التواصل الاجتماعي عن وقوع سرقات علمية من غير تحرك عملي لصدها، ومع ذلك فإنَّا نحسب أنَّ هذا التأليف بتنوع بحوثه وجدية مضامينه لا يخلو من إضافات علمية نظرية وتطبيقية قيّمة، تساعد على تشريح متبصِّر للوضع القائم، وتفتح في الآن نفسه آفاقًا لدراسات أكاديمية أكثر عمقًا وشموليةً من أجل تطويق هذا المارد الكثير التحور.
والله نسأل التوفيق والسداد
سطيف: 06/04/2024م
منسقا الكتاب
أ.د خالد حموم د. رضا بن النية