تفصيل

  • الصفحات : 506 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2025،
  • الغلاف : مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • الأبعاد : 24*17،
  • ردمك : 978-9969-06-035-5.

تقديم:

اعترافا من أسرة قسم التاريخ والآثار وعموم جامعة محمد لمين دباغين ـ سطيف 2 بالجهود الكبيرة التي بذلها الدكتور ميلود أونيس رحمه الله تعالى في خدمة الوسط العلمي، إنْ على مستوى التكوين الجامعي بمختلف مراحله، أم على صعيد الإنتاج المعرفي، زيادة على الأثر الطيّب الذي تركه في أوساط طلابه وزملائه أخلاقيا ومجتمعيا ومعرفيا، تمّ تسطير جملة من البرامج والأنشطة تكريما لروح عميد أساتذة القسم، بداية بتأبينيته التي نظّمها القسم، التي  تضمنت نشاطا مزدوجا جمع بين الفكر؛ عبر  الندوة العلمية الوطنية التي نُظّمت على شرف الفقيد يوم 06/05/2024 تحت عنوان التاريخ والآثار علمان متكاملان: هكذا تكلم الأستاذ ميلود أونيس، والرياضة؛ من خلال الدورة الكروية التي اشتركت في تأطيرها كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية مع إدارة قسم التاريخ والآثار.

وتجسيدا لإحدى توصيات التأبينية، وتحضيرا للذكرى الأولى لوفاة الأستاذ ميلود أونيس رحمه الله الموافقة لــ 14 ديسمبر 2024، أُطلق مشروع استكتاب جماعي موسوم بـ أعلام ومعالم حول تاريخ الجزائر عبر العصور: أعمال مهداة إلى الدكتور أونيس ميلود ـ رحمه الله ـ، كتكريم خاص لفقيدنا، نعرّف فيه بشخصيته ومساره العلمي وأهم أعماله، مُعزَّزا بأبحاث تاريخية متخصصة مهداة له، على أمل أن تتحول هذه المبادرة إلى سنة حميدة، تُطلق بصورة دورية، إكراما لكبار الفاعلين في الساحة الفكرية بالجزائر.

فقد ساهم في صناعة تاريخ الجزائر على مر العصور كثير من الأعلام المحليين والوافدين الذين آثروا الاستقرار بها، وكان لهم عظيم الفضل في الإثراء المستمر لموروثها الحضاري، وإكسابها الهوية المجالية والسياسية والدينية والثقافية التي نعرفها اليوم، وتشهد على هذه الجهود المبذولة جملة المآثر المادية واللامادية التي تركوها لنا، سواء أتعلق الأمر بالتراث الفكري الضخم الذي شمل شتى الميادين، أم بالمخلفات المادية الأخرى التي تشكّل اليوم معالم عسكرية ومدنية ودينية وجنائزية شامخة، وتخلّد لنا صورا عن المنجزات العظيمة التي أبدع في صناعتها الآباء والأجداد.

وانطلاقا من هذا الخزان التراثي والحضاري الضخم الذي تزخر به الجزائر جاء موضوع هذا الاستكتاب الجماعي، الذي رمنا من خلاله زيادة على تخليد ذكرى وفاة الدكتور ميلود أونيس رحمة الله عليه، إلى التعريف ببعض أعلام الجزائر في الحرب والسياسة والفكر والثقافة…، مع إعطاء الأولوية للدراسات حول المغمورين منهم، أو الذين ظهرت وثائق جديدة حول شخصياتهم ومجالات نبوغهم، إلى جانب تسليط الضوء بالقراءة والتحليل على نماذج من المعالم الحضارية المادية للجزائر ـ بمختلف أشكالها ـ التي ما زالت ماثلة إلى اليوم.

وبناء على الإسهامات العلمية التي وصلت إلى لجنة تنسيق الاستكتاب، وتماهيا مع فكرة إطلاقه والغاية الفكرية منه، قُسّم مضمونه إلى شقين:

  • اشتمل شطره الأوّل على محورين، ركّز أحدهما على التعريف بشخصية الدكتور ميلود أونيس ومراحل تكوينه العلمي، كما خُصّص جانب منه إلى عرض صور من مواقفه وأخلاقه ووطنيته، وشهادات حية من زملائه وأصدقائه، التي أجمعت على طيب سمعته، وتواضعه وصرامته وشهامته، علاوة على الحس الفكاهي الذي كان يتمتع به، في حين ضمّ المحور الأخر أعمالا بحثية حول جهوده التكوينية للطلبة والباحثين على المستويين النظري والحقلي، إلى جانب تقديم قراءة تحليلية في الأبحاث العلمية للأستاذ ميلود أونيس، التي تركزت حول دراسة الزخارف المعمارية للتيجان المنتمية إلى الفترة الرومانية، على غرار تيجان كويكول (جميلة) وتاموقادي ( تيمقاد).
  • وتضمّن الشطر الأخر مجموعة من الأبحاث العلمية حول أعلام ومعالم من تاريخ الجزائر مهداة من أساتذة قسم التاريخ والاثار بجامعة محمد لمين دباغين ــ سطيف 2 إلى روح الفقيد ميلود أونيس رحمه الله؛ وإذ نهيب برصانة هذه الجهود البحثية، فإنّنا نحسب أنّها تُقدم إضافة علمية هامّة إلى حقل تخصّصها، لاسيما مع تسليطها الضوء على ميدان التاريخ المحلي الذي ما زال ـ رغم الجهود المبذولة ـ بحاجة إلى مزيد من الحفر والتقصي، زيادة على أنّها جمعت لنا شتات أخبار وأنشطة جملة من الأعلام المغمورة التي ظلت طي النسيان، رغم جهودها الكبيرة في ميادين التدريس والإصلاح والتنوير في مناطق عدة من الوطن وخارجه، على غرار سطيف وبرج بوعريريج وباتنة وقسنطينة وميلة وبجاية وجرجرة والجزائر وفرنسا. دون أن نغفل عن الأعمال التي اصطفى أصحابها شق المعالم، التي أمدتنا بإيضاءات وحقائق منسية عن المعمار الدفاعي، والأضرحة، والزوايا، وقدمت لنا قراءات حول دلالاتها الطوبونيمية، وخصائص الكتابة الأكاديمية حولها.

ولا يفوتنا في ختام هذا التقديم أن نتوجّه بعظيم الامتنان وجزيل الشكر إلى كل من أسهم[1] في وضع هذا المُنجز: تأطيرا، ومساهمة، ومساعدة، وتبنيا وتحفيزا، من أسرة الفقيد، وأصدقائه، وأساتذة القسم وإدارته، والرعاية الخاصة التي حظي بها من لدن إدارة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، ومديرية الجامعة ونيابتها للبحث العلمي التي أشرفت على عملية إخراجه.

والله نسأل القبول وحسن الثواب

سطيف في 14 سبتمبر 2024

منسقا الاستكتاب

د. رضا بن النية           ـ      د. محفوظ خالد

[1]مع شكر خاص إلى الباحثين: د. عبد الحفيظ قبايلي، و د. السعيد خاشة، و أ.د. خالد حموم، إلى جانب د. عبد الحفيظ بو عبد الله (رئيس قسم التاريخ والآثار)، د. طويل العيدي و أ.د. بن جدو بوطالبي (نائب مدير الجامعة المكلف بالتكوين العالي في الطور الثالث والتأهيل الجامعي)، والسيد بدر الدين ويز ( الأمين العام للجامعة)، على مساعدتهم في تنسيق مادة هذا التأليف، وعلى مساعيهم الحثيثة في دعم عملية إخراجه ونشره.