تفصيل

  • الصفحات : 358 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2025،
  • الغلاف : مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • الأبعاد : 24*17،
  • ردمك : 978-9969-06-005-8.

مقدمة:

ان التطور الحاصل في شتى الميادين من تسعينيات القرن الماضي، فرض على الانسان أن يواكب هذا التطور في حياته اليومية، وهذا من أجل العيش والبقاء، ومن أجل توفير الرفاه والعيش المتيسر، إن مجال التدريب الرياضي سواء في الرياضات الجماعية أو الفردية، لم يكن عن منأى من هذا التطور السريع في التكنولوجيا والعلوم الاخرى، حيث يسير متواكبا ومتناغما مع هذا التطور في شتى العلوم، فقواعد وأسس التدريب الرياضي تبنى على الأسس العلمية وتواكب تطورها للارتقاء بمستوى الرياضيين، وهذ يحتم على القائمين على الرياضة  بإلقاء الضوء على كل ما هو جديد في مجال التطور العلمي، والذي له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بمجال التدريب الرياضي وتطبيقاته كعلم التشريح وعلم الفسيولوجي والبيو ميكانيك…. وتكنلوجيا الاجزاء الصغيرة (النانو تكنولوجي)، فالمدرب الناجح يستمد قوته ومعلوماته من هذا الزخم الهائل من التطور العلمي، ويجب رصد ومتابعة كل ما هو جديد في كل يوم، بل في كل دقيقة لان العلم يتطور لحظه، بلحظة.

إن تحقيق النتائج الجيدة للرياضيين والمستوى العالي، يأتي من أن التدريب الرياضي يعمل جنبا الى جنب مع العلوم الاخرى كعلم وظائف الاعضاء وعلم التشريح وعلم الغذاء، بل تمتزج كل هذه العلوم مع علم التدريب الرياضي لتحقيق المستوى المنشود، ان قيام الرياضي بحركات وسرعات ورفع للأثقال وتحقيق الارقام القياسية، محوره الاساسي هو تطوير مختلف نظم انتاجية الطاقة والتكيفات الحاصلة في مختلف الاجهزة الوظيفية لجسم الرياضي والتي منها الجهاز العصبي، والجهاز الهرموني، والجهاز التنفسي، والجهاز القلبي الوعائي، ومختلف الانزيمات المسؤولة على الانقباضات العضلية، تجعل الرياضي يتحمل ضغوطا بدنية ونفسية فيتدخل التخطيط في مجال التدريب الرياضي ليرسم خطة تدريبية كاملة متكاملة مقننة بالشدة والحجم والراحة وفق لبعض المعطيات الجنسية والعمرية، والحالة التدريبية، والتنبؤ بالمستوى المطلوب، وكذلك نوع الفعالية سواء في الرياضات الجماعية او الفردية كألعاب القوى، والجيم ناستك، والسباحة.

هذه الاخيرة تعد من بين الرياضات العريقة والقديمة قدم الحضارات العالمية، فالإنسان في العصور الاولى استعمل الوسط المائي للهروب من الخطر كالبركان الثائر، او وحش مفترس، فاستعمل كلا يديه في السباحة بدلا من التمسك بجذع الشجرة، وكذلك استعمل المصريون القدماء السباحة كوسيلة للصيد والهروب من العدو حيث وفي البداية استخدم  سباحة الظهر والبطن، كما استعملها المسيحيون في العصور الوسطى باعتبارها تمثل عنصرا دينيا وهذا بالسباحة على الصدر مما يشكل هذا النوع من السباحة الصليب، وفي العصر الاسلامي استعملوا البحار والوديان أمنا من الغرق والعبور للدول الاوربية والاسيوية من أجل التجارة ونشر الاسلام.

وقد حدث تطور هائل في العصر الحديث في مجال السباحة وهذا في مختلف أنواع السباحات وخاصة سباحة الزحف، كما أعطوا اهتماما كبيرا للمنافسات.

فقد اصطلح على تسمية السباحة من قبل  العلماء والاطباء( برياضة الرياضات) لما لها من مكانة مرموقة وأهمية كبيرة بين الرياضات الأخرى، كما تتميز عن باقي الرياضات بأهمية كبيرة وفوائد جمه منها الفوائد البدنية والحركية، والفوائد الترويحية والاجتماعية، الفوائد النفسية، والمهارات المكتسبة، فهي رياضة للجميع وتمارس من كلا الجنسين، كما أن السباحة تشمل عدة فعاليات كفعالية المسافات القصيرة والمتوسطة والطويلة وتشمل هذه الفعاليات عدة اختصاصات متنوعة وبكل أشكال السباحة الاربعة المعروفة فالمسابقات محددة مسبقا بمسافات معينة يسطرها الاتحاد الدولي للسباحة، وتجبر جميع الاتحادات الوطنية على الالتزام بالقوانين المسطرة، ويحقق السباحون أرقاما قياسية تحسب بالزمن دليلا على مدى التقدم والفوز في المسابقات، كما يقوم بتدريب هؤلائي السباحين مجموعة من المدربين المؤهلين وفق برامج علمية مخطط لها مسبقا، وبالنظر لأهمية السباحة من الجانب البدني فأنها تجمع بين عناصر اللياقة البدنية (القوة- السرعة – التحمل)، فتحقيق الارقام القياسية في السباحة، تتطلب من السباح التمتع بهذه الصفات البدنية مجتمعة، وهذا لا يتحقق الا بالتدريبات اليومية، مع عدم الاغفال عن العناصر البدنية الأخرى كالمرونة والجوانب المهارية للأداء الفني في السباحة، ان تدريب تلك الصفات تتفاوت أهميتها حسب نوع الفعالية، وطول المسافة ونوع السباحة، فهناك من الفعاليات يعتمد على صفة التحمل والقدرة الهوائية العالية كفعالية المسافات الطويلة ومختلف مسافاتها، وهناك فعالية تعتمد على السرعة القصوى او السرعة السريعة فتعتمد على صفة السرعة والقوة المميزة بالسرعة كفعالية المسافات القصيرة، وهناك من الفعاليات ما يعتمد على الصفات المركبة والعامة كالتحمل وتحمل السرعة والقوة المميزة بالسرعة مجتمعة وبنسب مختلفة كفعالية المسافات المتوسطة ولا سيما مسافة ال 400م .

إن المسافات المتوسطة تعتبر من بين الفعاليات الأكثر أهمية وصعوبة في نفس الوقت للسباحين، كما أنها تحتل مكانا مرموقا، في جداول المنافسات الاولمبية والعالمية في رياضة السباحة (200م- 400م)  حيث ترتبط هذه المسافات بعنصر التحمل وقدرات هوائية عالية بنسبة (58%) مما يتطلب من الجهاز الدور والجهاز التنفسي كفاءة عالية بالإضافة الى كفاءة الالياف العضلية البطيئة بصورة عالية مع كفاءة الالياف العضلية السريعة بأقل نسبة من كفاءة الالياف البطيئة، وعنصر تحمل السرعة وتحمل القوة والقوة المميزة بالسرعة، والقدرات اللاهوائية تكون عالية وبنسبة (42%)، مما يتطلب كفاءة عالية في المنظمات الحيوية، فعملية التدريب بزيادة الحجم والشدة غير كافية للوصول الى المستويات العليا وتحقيق النتائج بل، ويجب استخدام  العمليات الاستشفائية والتي تصاحب الوحدات ذات الشدد العالية من أجل التخلص من تراكمات حمض اللاكتيك وتأخير ظاهرة التعب، وتكون هذه العمليات الاستشفائية قبل وخلال وبعد التدريب، مما يساعد السباح على اعادة بناء مصادر الطاقة المستهلكة، وبهذا يكون مستعد لأداء الوحدات التدريبية المقبلة بكل كفاءة، وفي حال عدم تقنين الحمولة وتنظيم العملية التدريبية وعدم الحصول على الاستشفاء الكافي للسباح يصاب السباح بحالة من الاجهاد الفسيولوجي للأجهزة، كالجهاز العصبي والعضلي والاصابة بالأمراض العضوية والنفسية .

ومع احتكاكنا الدائم مع السباحين وتدريبهم في كل المراحل العمرية ولكلا الجنسين والمشاركة في البطولات الجهوية والوطنية، لاحظنا في السنوات الاخيرة تذبذب في النتائج وضعف عند بعض السباحين، فحاولنا البحث والتمحيص عن المشكلة ومن كل النواحي البدنية والفسيولوجية والفنية، هذا ما أثار في الرغبة والميول، في هذا المؤلف بإعتباره الطبعة الأولى لمحاولة المزج والتكامل بين نظريات التدريب وتطبيقاته الميدانية ، وهذا بإستعانة المؤلف بالدراسات السابقة حول الموضوع وبعض الكتب في ميدان التدريب الرياضي الحديث والتغذية الصحية للرياضي وفسيولوجيا الرياضة ، وهذا بطابع يغلب عليه الشمول في المعلومات ، وهذا لتبسيط المعلومات للمتلقي ، وتمكين المدربيين من إستعاب المعلومات وتشبيع  حاجياتهم ، وإتاحة الفرصة للطلاب في ميدان السباحة ليستسقوا من هذه المعلومات ويجدوا ضالتهم من خلاله.

بدأ الكتاب بفصل حول التدريب الرياضي الحديث وأساليبه الجديدة، حيث قدم مفاهيم جديدة وعمليات متطورة، وشرح خصائصها الفريدة، وأظهر ارتباطها بالعلوم الأخرى ومبادئ التدريب الرياضي الأصلية. في الفصل الثاني، قدم المؤلف نظرة شاملة عن مفهوم السباحة وتطورها، مركزًا بشكل خاص على سباحة المسافات المتوسطة، التي تحظى بأهمية خاصة في برامج الاتحاد الدولي للسباحة. أما في الفصل الثالث، فقد قام بشرح العلاقة بين فسيولوجيا الجهد البدني والسباحة، من حيث تدريب لياقة الطاقة وتفاعل أنظمة إنتاج الطاقة أثناء التمرين. وفي الفصل الرابع، تطرق المؤلف إلى جانب أساسي في حياة الرياضيين وهو الغذاء، موضحًا أسس الغذاء الصحي للرياضيين. يختم الكتاب بالدعاء إلى الله أن يجعل في هذا العمل معلومات تسهم في تطوير الرياضة الوطنية وتقدم علم التدريب الرياضي، خاصة في مجال السباحة.