تفصيل

  • الصفحات : 326 صفحة،
  • سنة الطباعة : 2020،
  • الغلاف : مقوى،
  • الطباعة : الأولى،
  • لون الطباعة :أسود،
  • ردمك : 9789931728788.

يشهد العام اليوم تحوّل غير مسبوق في مجال تدفّق المعلومات، بل إنّ ما يحدث الآن هو ثورة حقيقية في مجال المعلومات تُسمى ثورة المعلوماتية والإنترنيت، مما يجعلنا نفكّر جدياً في كيفية الاستفادة منها في خلق عناصر بشرية مؤهلة وقادرة على استقطابها وتسخيرها لخدمة المجتمعات بشكلٍ عام للأغراض العامة والخاصة، بهدف أن تكون قادرة على مواكبة هذه التطورات واستخدامها بأعلى كفاءة ممكنة، خاصة التي يشهدها عصر الثورة التكنولوجية والمعلوماتية نتيجة التطور الهائل الذي طرأ عليها، بعد أن كانت مشكلة الباحثين ولعقود خلت تتلخّص في صعوبة التوصّل إلى المعلومات المطلوبة أم بسبب قلتها أو ندرتها، حيث كانت المكتبات العالمية أو المحلية أو الموسوعات والأرشيف والتقارير والدراسات المتنوعة هي المصادر الأكثر أهمية للحصول على المعلومات واقتنائها، والآن مع ثورة تكنولوجيا المعلومات وسرعة انتشارها أصبحت مشكلة الباحثين عن المعرفة تتمحور حول الاختيار الصحيح للمعلومة المطلوبة وسط كمٍّ هائل من المراجع والوثائق المتوفرة خاصة عن طريق الإنترنيت، ووصولها إلى كلّ فرد ومؤسسة في المجتمع بتكلفة زهيدة ظهرت الحاجة إلى وجود مصطلحات جديدة، أبرزها: إدارة المعرفة، الاقتصاد المعرفي، مجتمع المعلومات، …الخ.
إن هذا الاتجاه نحو التأكيد على المعرفة وتبني مشاريع ومبادرات إدارة المعرفة يتوافق ويتعزز في ظلّ تغييرات أشمل وأعمق، تتمثل في الانتقال إلى من الاقتصاد القديم القائم على الأشياء إلى الاقتصاد الجديد القائم على المعرفة، ومن المجتمع الذي قاعدة الثروة فيه هي “الآلة” الممثل الرئيسي لرأس المال الصناعي، إلى المجتمع الذي قاعدة الثروة فيه ممثلة بـ”المعرفة”.
والمعرفة لا تأتي من فراغ، فهي نتيجة تفاعل حيوي بين جميع مكونات المنظومة المعرفية (الخبرات البشرية، الإمكانيات المادية، التكنولوجيا والبحث والتطوير)، فهي تتولّد في واقع معاش وتتشكل وتعيد إخراج ذاتها في منظومات جديدة.
وتأتي إدارة المعرفة كوسيلة تهدف إلى ضمان إدارة جيدة للمعارف داخل المنظمات، من أجل تحقيق الاندماج في الاقتصاد الحالي، عن طريق إعادة تغذية تلك المنظمات بالمعارف الجديدة واستيعابها بواسطة التركيز على رأس المال الفكري الخالق للقيمة.
انطلاقا من هذه النظرية الشمولية للمعرفة في عالم اليوم، أصبح من الضروري التعرّف عليها والولوج إلى أعماقها، حيث تعدّ إدارة المعرفة في الوقت الراهن من أهمّ الأفكار الحديثة وذات الأثر الفعال على نجاح الأعمال والمؤسسات، حيث أن هذه الإدارة الجديدة قائمة على فكرة مفادها أن المؤسسات ملزمة بالاستفادة مما لديها من معلومات ومعرفة بكل ما تشمله من تراخيص وبراءات اختراع ومعلومات خاصة في المجال الذي تعمل فيه.