لقد أدت الصعوبات الناجمة عن تطبيق الفلسفة عامة وبعض نظرياتها خاصة للأزمات على أرض الواقع الجديد الذي أفرزته الرأسمالية المتقدمةLe capitalisme avancel إلى وجود محاولات جادة وجدية ظلت تسعى إلى إعادةصياغة النظريات الكلاسكية في مجال الفلسفات التطبيقية صياغة مغايرة أو استبدال نظريات جديدة لحل الأزمة التي حلت بها.

ولقد تأتى لنا في بعض لقاءآتنا ونقاشاتنا لاسيما ماتعلق منها بالمشاريع البحثية وبالخصوص التجريبية منها أن نطرق على مستوى معاهدنا وجامعاتنا تلك الصياغات الجديدة للمسألة، ولاشك أن خلاصة المداخلات والمقالات المعروضة في مختلف أقسام هذا المؤلف الجماعي هي زبدة ما إستفدناه وتعلمناه من تلك المناقشات والمناظرات.

ان إختيارنا لموضوع الفلسفة التطبيقية ان دلّ على شيئ فانما يدل على حرصنا على التنويه بالسياق العام الذي دارت فيه تلك المناقشات والمداخلات ، والاشارة بصفة خاصة بأن المناقشات ستظل مفتوحة. ولا تزال المسألة لحد كتابة هذه الأسطربعيدة عن تحقيق الاجماع. والحاصل أن المبتغى ليس أن تصبح التوضيحات لبنيات الفرضيات نوعا من النتائج التجريبية ولكن ليبرز بوضوح من خلال الطابع المنهجي من خلال الأعمال الواردة في هذا البحث.

ولاتزال الى اليوم البحوث في مجال الفلسفة التطبيقية في مرحلة البداية،ولم تكتمل بعد بالرغم من أنها تشكل الأساس والجوهر للنظريات الفلسفية المعاصرة. ومن جهة أخرى يوضح الجزء الآخر من هذا الكتاب الترابط الوطيد الذي يجمع بين المسائل الملموسة واليومية التي قد تثيرها نظرية النسالة اللبيرالية المعاصرة وبين الحالات الجوهرية التي يمكن توضيحها، واننا لنصبو الى تحقيق جزء قليل من الهدف المسطر لإنجاز هذا المؤلف ونحن متيقنين ان هذا لن يتأتى ولن يتحقق الا بشرط وحيد يجب أن نتشبث به وهو إتيان الحجة  بالصورة العقلانية بدل الاتجاه نحو قراءة الغيب والتحايل على العقل

إتيقا الجسد والتدخل الجيني.

قراءة في كتاب نحو نسالة ليبيرالية ليورغن هابرماس

1، خن جمال

*– khenjamel3C@mail.com^/ أستاذ بالمركز الجامعي غليزان،/مخبر الفلسفة وتاريخ الزمن الحاضر جامعة وهران2