تفصيل
- الصفحات : 176 صفحة،
- سنة الطباعة : 2024،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى ،
- ردمك : 978-9931-08-870-7.
منذ أن خلق الإنسان على هذه الأرض أرتبط ووده وحياته وأسلوب ومتطلبات عيشه بمدى قدرته على استغلال ما تجود به هذه الأرض من موارد وثروات هيأها له الخالق سبحانه وتعالى، ولحكمة من عنده جعل هذه الموارد في الطبيعة تتميز بالندرة والنفاذ بازدياد حاجات الإنسان منها, ومع مرور الزمن ونظرا لاهتمام الإنسان باستغلال هذه الموارد من خلال ما توصل إليه فكره من وسائل وتقنيات وأفكار للموائمة بين حاجاته اللامتناهية وموارده الناضبة. وبرزت أهمية تلك الموارد كركيزة أساسية لكل نشاط اقتصادي.
لعبت موارد الطاقة الأحفورية دور المحرك الأساسي لأي نشاط اقتصادي أو تجاري على اعتبارها من أهم موارد الطبيعة الناضبة التي ساهمت في تطور الاقتصاد العالمي فلا يمكن أن نتصور عالم بدون طاقة أحفوريه فمصادر هذه الطاقة تتميز بالندرة والنضوب في المستقبل وقد شكلت هذه الميزة أحد أهم أسباب حدوث الأزمات التي شهدها العالم خلال العقود الماضية وهو ما يحتم دراسة أليات استخدام وإدارة هذه الموارد استخداما أمثل لضمان استمرار النمو والتنمية على المدى البعيد
مع تطور الفكر التنموي أصبح يدرج الأبعاد البيئية ضمن أهدافه الرئيسية ,وعليه أصبح لزاما على المجتمع الدولي أن يراعي في استخدامه لمصادر الطاقات الأحفورية البعد البيئي، بعدما تفاقمت ظواهر الاحتباس الحراري والتغير المناخي وفقدان التنوع الإيكولوجي وندرة بعض الموارد الطبيعية المصاحبة للإفراط في استغلال مصادر الطاقة الأحفورية، من خلال التوجه نحو استغلال مصادر طاقوي بديلة ونظيفة وصديقة للبيئة، يكون لها دور أساسي في مزيج الإمداد الطاقوي العالمي من خلال القيام بتطوير تكنولوجيا استخدامها واستغلالها لتكون البديل الأقوى للطاقات التقليدية الأمر الذي من شأنه أن يضعنا على أبواب تحقيق التنمية المستدامة المنشودة.
الطاقة محورية بالنسبة لكل تحد رئيسي يواجه العالم، فإمكانية حصول الجميع على الطاقة جوهرية، سواء من أجل فرص العمل أو الأمن أو تغير المناخ أو انتاج الأغذية أو زيادة الدخل. من هذا المنطلق تأسست مبادرة منظمة الأمم المتحدة لبعث مفهوم جديد للطاقة من خلال ربطها بالاستدامة وترتكز المبادرة على ثلاث أهداف عالمية رئيسية وهي ضمان حصول الجميع على خدمات الطاقة الحديثة ومضاعفة المعدل العالمي لتحسين كفاءة استخدام الطاقة ومضاعفة كميتها المتجددة في مزيج الطاقة العالمي بحلول عام 2030، ومن هنا تبلور ما يسمى مصطلح الطاقة المستدامة التي تعتمد أساسا على مزيج طاقوي أكثر كفاءة في استغلال الموارد الطاقوية المتجددة والأحفورية على حد سواء وذلك باعتماد الترشيد والكفاءة في استخدام الطاقة الأحفورية والابتكار والتطوير والإبداع لتكنولوجيا الطاقات المتجددة الشيء الذي سيفتح فرصا جديدة للنمو الاقتصادي المستدام مع المحافظة على البيئة وضمان حقوق الأجيال اللاحقة.
كتاب اقتصاديات الطاقة المستدامة الذي بين يديك يعتبر إسهاما متواضعا في تعزيز الفهم والوعي بالمفهوم الجديد لاستغلال الطاقة في اطار التنمية المستدامة من خلال التركيز على الأساسيات النظرية لهذا المفهوم حيث تناولنا الجوانب الاقتصادية لمزيج للطاقة المستدامة من خلال الثنائية (طاقات متجددة، كفاءة الطاقة الناضبة) من خلال الوقوف على خصائص ومزايا وامتيازات استغلال واستثمار الطاقات المتجددة وافاقها المستقبلة وانطلاقا من ادراكنا المتزايد بالأثار السلبية لاستخدام موارد الطاقة الناضبة التي نعاني منها على الصعيدين العالمي والمحلى والإقليمي في شكل تغير المناخ والآثار المصاحبة له فقد عالج هذا الكتاب الجوانب النظرية المتعلقة باقتصاديات الموارد الناضبة من خلال أهمية دراستها واستغلالها وتسعيرها واثارها على البيئة الى جانب ذلك فقد تناولنا العنصر الثاني من ثنائية الطاقة المستدامة المتمثلة في كفاءة الطاقة الناضبة.
تكمن أهمية هذا المرجع في كونه يعتبر خطوة هامة لنشر الوعي وتعزيز المعرفة في هذا المجال المهم للباحثين والطلاب والمهتمين بمجال الاقتصاد المستدام والطاقة المستدامة، التي تساهم في دفع التغيير نحو نماذج اقتصادية أكثر استدامة وحفاظا على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.