تفصيل
- الصفحات : 188 صفحة،
- سنة الطباعة : 2021،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-728-95-5.
تعد صناعة الصحافة والإعلام في العصر الحديث واحدة من أقوى البنيات الصناعية التي عرفها العالمومصدر قوتها لا يكمن في تلك الأموال الهائلة التي تستثمر فيها، بل أيضا في التأثير الكبير الذي تلعبه على مستوى الأفراد والجماعات والحكومات والأنظمة، ناهيك عن التطورات المتلاحقة والتقنيات المعقدة التي تشهدها اليوم والتي تزيد من فاعليتها وشدة تأثيرها، وبفضل هذه التكنولوجيات ظهر مصطلح جديد هو اقتصاديات الإعلام الذي يهتم بإدارة المؤسسة الإعلامية من خلال تحقيق أهداف الوسيلة الإعلامية في حيز النشاط الاقتصادي الذي يهدف إلى تلبية حاجات الجمهور وتحقيق العائد المادي دعما لاستمرار النشاط وتدفقه وهذا يؤكد أنالإعلامأصبح صناعة لها اقتصادها المتميز.
ولان الدراسـة الاقتصاديـة المعمقـة لوسائل الإعلام هي حديثة العهد نسبيا. ففي الماضي كان المختصون يهتمون خاصة بالجوانب القانونية، السياسية، الاجتماعية والتاريخيـة. لكن الطرح الاقتصادي فرض نفسه بقوة لعدة أسبابأهمها: اشتراك أهداف المنتج مع أهداف أي سلعة أو منتج آخر مع التأكيد على الخصوصية المتعلقة بمضمون الرسالة الإعلامية ووظائفها اتجاه الأفراد والمجتمع فهناك هدف إشباع الحاجة إلى المعرفة وتحقيق الربحية أو العائد المادي باعتباره مقياس إنتاجية أي صناعة، وان إدارة مؤسسة إعلامية تعد نشاطا إبداعياإدارياوإذا نظرنا للواقع وجدنا أن كثيرا من مديري المؤسسات الإعلامية هم من المبدعين ومن منتجي الفكر، فهي تعد نشاطا إبداعياإداريا وان مديري وسائل الإعلام تنطبق عليهم صفة مديري المؤسسات الإعلامية الذين يتولون مهمة تهيئة البيئة الإدارية الملائمة والتي تجعل جهود الجماعة موجهة نحو تحقيق عمل جماعي بغرض تحقيق الربح، وكذا التغيرات الواسعة في طبيعة العلاقات المهنية في المؤسسات الإعلامية من ملاك صحفيين إداريين فلابد من إعادة التوازن في هذه العلاقة، وتعاظم دور الاقتصاد في الصناعة الإعلامية وتزايد الاتجاه نح خوصصة المؤسسات الإعلامية على المستويين المحلي والدولي[1].
إنّ هذا الإهمـال ( أو الجهـل ) يرجع لأسباب عديـدة اهمها:
1 – عدم توفر المعطيـات الإحصائيـة الشاملة حيث كان يكتفي بالتقويمات الجزئية مثلا : في الجزائر لم توجد إحصائيات منسجمة وجدية إلا منذ 1980 – 1981.
2 – الخصائص اللامادية نسبيا للمنتجات أو الخدمات المقدمة ( صورة، صوت .
3 – في اعتقـاد الكثير من الناس،أن وسائـل الإعـلام هي أولا وقبـل كل شـيء أجهـزة بث ثقافي أو ( في أسوء الحـالات ) أدوات دعاية سياسية والقليل من الناس خاصة عندنا من يعتبرونها مواد تجارية .
4 – صعوبة تحديد الأسواق.
5 – إعادة تركيز التفكير على الصناعات الثقيلة فقط .
6 – الفوارق من حيث نمو الوسائل مما يمنع من وجود نظرة كليـة ( مثال : في الجزائـر التلفـزة بالنسبة للصحافة المكتوبة) .
لكن شيئا فشيئا فرضت النظـرة الاقتصاديـة نفسها أولا ومنطقا في البلدان ذات الهياكل الليبراليـة والرأسمالية ثم وكذلك في البلدان الاشتراكية المصنعة وفي بعض الدول النامية.
و الدراسـة الاقتصاديـة أصبحت ضرورية خاصة في البلدان التي حلـت فيها المشاكل السياسيـة والإيديولوجيـة المتعلقـة بعملـية الاتصـال أو بعبـارة أخرى فإنه تم تجـاوز مستوى تكوين المحتوى إذا فأصعب المشاكل تطرح على مستوى الوعاء أي على صيغة تنظيم إنتاج، إنتاجية، تسيير، إدارة تخطيط، نمو .
1 – الارتباط الوثيـق والمتسارع بين كل قطاعات النشاط لبلد ما وارتباط هذه الأخيرة مع الإعلام الدولي. فسيطرة الشركات المتعددة الجنسيات والبلدان المتقدمة على كبريات الدوائر( circuits ) الدولية للاتصالات تطرح مشاكل ليس فقط من زاوية إيديولوجية وسياسية بل وكذلك من زاوية اقتصادية وتنافسية ( الرجوع هنا إلى المناقشات الوثيقة الارتباط الدائرة حول نظام اقتصادي دولي جديد ونظام إعلامي دولي جديد ) .
2 – إنّ نشاطات وسائل الإعلام تمثل كلفة تنتظر منها منطقيا نتيجة مادية أولا . هنا يجب أن لا ننسـى أن الخدمات المنتجـة تؤدي دائما ( خاصة عندنا ) مصاريـف واستثمـارات يتحمل الجزء الأكبر منها المجتمع بكليته .
غير أن هذا العـبء لا يمكـن تحملـه إلى الأبـد يجـب إذا التعـرف في الوقـت المناسـب على المستوى الحاسم.
3 – إنّ النشاطات توفر مناصب شغـل أي توفر مداخيل وهذا له انعكاساته على اقتصاد مجمل المجتمـع في الجزائر عام 1963 كان قطاع الإعلام يشغل 7000 شخص منهم 3000 للإذاعة والتلفزيون الجزائري RTA وحدها[2] .
ليس من السهل تكوين مؤسسة إعلامية إذ أن الاستثمارات اللازمة لذلك أصبحت جد مرتفعة في ميدان الإعلام أصبحت هناك مخاطر أكثر بالخدمات المقدمة . ولتجاوز هذه المخاطر ولمكافحة التبذير أضحى التناول الاقتصادي أمر ضروري.
ب- الغاية من دراسة اقتصادياتالإعلام أو الصحافة تكمن في اعتبار العمل الصّحفي نشاطا اقتصاديا كباقي النشاطات الاقتصادية، ودراسة اقتصاد الإعلام يدور حول معرفة الوسائل المفوضة لهذه العملية وهي المادة الأولية، ليس الإنتاج الفكري فحسب وإنّما : مادّة الإنتاج الفكري ( الورق ) . وكذا فيما يخص الموارد البشرية أي التأطير القانوني ووجود حماية للعامل داخل المؤسسة الإعلامية .
تصنيـف المؤسسـات الإعلاميـة ( أجـور الصّحفيـين، المصوّريـن، التقنييـن… ) التحـكـم في رؤوس الأمـوال وكلفـة السّحـب والتّوزيـع وهذه العوامـل تكون بالنّسبـة للمؤسسـة اقتصاد سلمي Economie des Echelles بينما تمويل ميزانية المؤسسة يكون في التحكم في إيرادات الدّخل في الإعانات المباشرة وغير المباشرة خاصة في مجال الضّرائـب والجباية للتحكم في تكلفة الموارد الأولية كالورق ( هيئة كمية ) والتي لها تأثير مباشر ( هيئة المنافسة ) على عدد السحب [3].
وبالنسبة للمؤسسات السّمعية البصرية التّوزيع السّلكي واللاّسلكي . تقوم المؤسسة الوطنية لمراقبة السّلكي واللاّسلكي L’RPE . ويقوم اقتصاد الصّحافة على التحكم في الأبعاد البشريـة والتقنيـة والمالية دون الأخذ بعين الاعتبار البعد الثقافي والاجتماعي . وتتحكم فيه : الغاية من وجود المشروع مصلحة عامة، خاصة .
و المستهلك يهمّه الوصول إلى الخبر لا معرفة ظروف إنتاجه.
1-عصام الدين فرج، اقتصاديات الإعلام، القاهرة، مركز المحروسة للنشر والخدمات، ج1، ط1، 2003: ص36.[1]
1بلقاسم أحسن جاب الله، اقتصاد وسائل الإعلام في الجزائر، محاضرات جامعة المسيلة، 2006.
[3]-بلقاسم أحسن جاب الله، اقتصاديات وسائل الإعلام، رؤية تكاملية لأدوات الإنتاج الإعلامي، تاريخ النشر25/02/2014، تاريخ الزيارة :
15/01/2016http://www.djazairess.com/elmassa