تفصيل
- الصفحات : 289 صفحة،
- سنة الطباعة : 2024،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى ،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-748-9.
ان دراسة موضوع”الأسرة بالمغرب الأوسط مابين القرنين السادس والتاسع الهجريين (القرن12م-القرن 15م)”،يؤرخ لجانب مهم من التاريخ الاجتماعي للمغرب الأوسط،ويمتد مجال هذه الدراسة الى ثلاث قرون،من العهد الموحدي الى عهد الدولة الزيانية،في هذه الفترة عرف المغرب الأوسط تطورا ملحوظا على صعيد الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية،اعكست على المنظومة الاسرية.
حددنا النصف الثاني من القرن التاسع الهجري(ق15م) كنهاية للدراسة ،لانه بداية فعلية لاضمحلال الدولة الزيانية بتلمسان ووبزوع فجر العصر الحديث وبداية تلاشي ملامح العصر الوسيط.
ان البحث في موضوع الأسرة يكتسي اهمية علمية بالغة تكمل لدراسة تاريخ وحضارة المغرب الأوسط وتمم الجوانب الحضارية له(سياسية،عسكرية واقتصادية وثقافية)،ذلك لان السرة تعد الخلية الاولى لتكوين اي مجتمع سواء في العالم الاسلامي اوالغربي،فالأسرة كنظام اجتماعي لم يكن بمناى عن التطورات التي تطرا على منطقة بعينها في شتى مجالات الحياة اليومية،من هذا المنطلق جاءت فكرة البحث في موضوع اجتماعي صرف خص بالمغرب الأوسط الموسومة ب: ” الحياة الأسرية بالمغرب الأوسط مابين القرنين السادس والتاسع الهجريين(ق12م/ق15م)،دراسة سوسيوتاريخية”.
من الواضح أن هناك أسباب تبرر هذا القصور في المواضيع الخاصة بالتاريخ الاجتماعي والاقتصادي للمغرب الأوسط فموضوع الدراسة من المواضيع الشائكة لاعتبارين:
-أولهما جرأة الباحثين الخوض في دراسة تاريخ المغرب الأوسط دون أن نغفل ما كتبه الأوربيون الذين أقدموا على ذلك
-ثانيهما ندرة الوثائق التاريخية التي تعتبر الحجر الأساس مما يستلزم عدم تقديم معطيات إحصائية ثابتة خاصة بالساكنة.
*الدراسات السابقة:
خلال عملية البحث وجمع المادة تطرقنا لمجموعة من الدراسات التي عنيت بموضوع الأسرة أوعالجت جوانب منها،نذكر:
دراسة شاملة للحياة الاجتماعية تطرق فيها الاستاذ بلبشير عمر في أطروحته المقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في قسم التاريخ وعلم الآثار في جامعة وهران التي نوقشت في موسم:2009/2010م الموسومة ب:جوانب من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية في المغرب الأوسط والأقصى من القرن6الى9هـ/12-15م من خلال كتاب المعيار للونشريسي،حيث تعتبر الرسالة قراءة أكاديمية عن مصدر نوازلي مهم في التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمغرب الإسلامي،وقعت الحياة العائلية في الفصل الأول من الدراسة وإشتمل على الحياة العامة المبنية على التقاليد والأعراف الاجتماعية.
بالإضافة إلى دراسات أخرى عالجت موضوع الأسرة مثل كتاب قبيلة زواوة بالمغرب الأوسط مابين القرنين(6هـ-9هـ/12م-15م)،دراسة في دورها السياسي والحضاري لصاحبه “مفتاح خلفات” الذي عنون المبحث الثاني من الفصل الثاني من الدراسة بالأسرة في بادية زواوة والذي إشتمل على تكوين الأسرة وتقاليد الزواج بمنطقة زواوة والمظاهر الاحتفالية،وهومرجع مهم يرقى إلى دراسة نموذج من الأسر البدوية في المغرب الأوسط .
وأبحاث المتخصصين في دراسات التاريخ الاجتماعي مثل الأستاذ “إبراهيم القادري بوتشيش” الذي افادنا في استيعاب مكونات المجتمع العرقية وعاداته وتقاليده من منصف القرن الخامس الى مستهل القرن السادس الهجري.أوالدراسة التي قام بها الأستاذ عبد العزيز فيلالي التي لمحت بها جزئيات بعض الموضوع ونعني كتاب:“ تلمسان في العهد الزياني دراسة اجتماعية سياسية وعمرانية وثقافية” الذي افادنا في الكشف عن واقع الأسرة والمجتمع الزياني وتقديم حوصلة عامة عن جئيات الموضوع ما تعلق بالزواج والحياة الثقافية.أوالدراسة التي هي في الأصل رسالة ماجيستير لفوزية كرراز الموسومة ب:” دور المرأة في الغرب الإسلامي من القرن الخامس إلى منتصف القرن السابع الهجريين” التي استفدت منها في ضبط صورة المراة في المجتمع واهم الادوار والمكانة التي شغلتها به.
*إشكالية الموضوع:
تتمحور الاشكالية التي يطرحها الموضوع في:الأسرة بالمغرب الأوسط،وواقعيتها على العهد الموحدي والزياني،للبحث في:ماهية البنية الاسرية بالمغرب الأوسط؟وما اهم مراحل تكوينها؟.،كيف ساهمت الأسرة في بناء مجتمع منسجم متناسق فرض نفسه رغم الاختلال الذي ازم الديمغرافية التاريخية للمغرب الأوسط،وما هي طبيعة العلاقات بين افرادها؟،وكيف تفاعلت مع الظروف العصيبة التي عصفت بتاريخ المغرب الأوسط في هذه الفترة.
للإجابة عن هذه الإشكالية، اضطررنا إلى معاينة جملة من الأسئلة الفرعية منها:
-ماهي الخطوات البناءة والمراحل المكونة للمجموعة العائلية؟ ؟-ماهي أشكال النزاعات التي تعترض الأسرة وأفرادها؟وما تبعاتها؟.
-ما هي اشكال التكافل الاسري في مواجهة التحديات الوضع المادي والاقتصادي؟.
-ما دور المراة في تكوين الأسرة وهل حظيت بمكانة اجتماعية مرموقة توازري دورها في المجتمع؟
-ما مدى اهتمام الأسرة برعاية وتربية الطفل؟-هل اقتصرت تربية الأطفال على المحيط الأسري دون غيره؟وماهي الأساليب والطرق المنتجة في ذلك؟.
إن الغاية من هذه الدراسة تكمن في الإجابة عن التساؤلات التي يفرزها الموضوع برمته عن وضع الأفراد والجماعات السكانية في تكوين نسيج اجتماعي متوازن يخضع لجملة من الضوابط الشرعية وعن صورة تكيفه مع المستجدات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية عن مظاهر الحياة اليومية من عادات وتقاليد واعراف،محيطين بما كان يجري في العالم الإسلامي وهنا تكمن قيمة البحث في هذا الموضوع في التعرف على أهم قضايا الأسرة من علاقات وروابط بين الأفراد المكونين لها ومظاهر الحياة اليومية والواقع المادي والاجتماعي وفق ما كانت تقتضيه حركية المجتمع في هذه الفترة.
*اسباب اختيار الموضوع:
رغم أهمية الدراسة في مجال التاريخ الاجتماعي إلا أنها ركزت على اهم الجوانب المتعلقة بموضوع الأسرة دون ان تشمله في بعض القضايا التي تخص تفاعلاتها مع الظرفية التاريخية للمنطقة،فارتاينا ان نرمم هذا النقص الحاصل في هكذا موضوع يخص التاريخ الوطني في العصر الوسيط.
لعل أهم أسباب اختيارنا لهذا الموضوع هوما شهدته الدراسات التاريخية غوصّاً في الدراسات السياسية والعسكرية ونشوزا عن الجانب الثقافي والفكري ونفور البعض منهم من المواضيع المتعلقة بالحياة الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية وهذا ما ياكد حتمية الدراسات التاريخية في المجال الاجتماعي.
وقد يرجع ذلك إلى حالة الجفون والركود الحضاري التي شهدها العالم الإسلامي في هذه الفترة.هذا من جهة،أما السبب الذاتي لاختيار الموضوع يتجلى في محاولة الطالب الإجابة عن بعض الإشكاليات التي استعصت على الكتب الإخبارية وان لم تكن في مستوى الإجابات اليقينية والنهائية لكن الموضوع يستحق التنقيب والحفر فيه ووضعه في قالب منهجي مستقل عن باقي الدراسات.
إن اختيار القرن السادس والتاسع الهجريين إطارا زمنيا للدراسة يُعْزَى إلى كون الفترة تشكل امتدادا لتحولات عميقة مست بلاد الغرب الإسلامي برمتها منذ بداية القرن السادس الهجري(ق12م)حتى نهاية القرن التاسع الهجري (ق15م)،التي اتسمت باقتران بداية تقلص ريادته الحضارية،وما أفرزه ذلك التحول من انعكاسات عميقة في المجال والاقتصادي والاجتماعي،وأن بوادر التراجع والانهيار العام تبدوأكثر وضوحا في نهاية العهد الموحدي ومستهل العصر الزياني؛ لاسيما بعد تفكك الوحدة التي حققها الموحدون في بلاد الغرب الإسلامي، حيث دخلت المنطقة في حروب مستمرة بين الكيانات السياسية المجاورة التي تقاسمت الإرث الموحدي؛
يكمن دافع اختيار الوحدة الزمنية التي تبدوكفترة طويلة(ثلاث قرون)،لكن من المنطقي أن نعتمد على كم اكبر من المصادر التي خصت من عصر الموحدين الى غاية عهد الزيانيين،ولان جوهر الإشكالية يعنى بتطور الأسرة في المغرب الأوسط في الفترة المذكورة آنفا.
-عدم وجود دراسات خاصة ومستقلة بالموضوع،فلا نكاد نجد الأسرة،إلا كجزئية من الحياة الاجتماعية للمغرب الأوسط أوالمغرب الإسلامي في الأطروحات الجامعية التي سبق الإطلاع عليها في عملية اختيار موضوع المذكرة.
-الرغبة الذاتية في البحث لمثل هذه المواضيع المتعلقة موضوع التاريخ الاجتماعي للمغرب الأوسط لاسيما وان نفس الموضوع كنت قد كلفت بمعالجته في السنة النظرية.
*المنهج:
انتهجنا المنهج الوصفي التحليلي على مختلف فصول الدراسة،بجمع المادة التاريخية المشتتة عبر حقول معرفية ستى،وما تعلق منها بتاريخ وحضارة المغرب الأوسط من كتب التاريخ العام(الإخبارية) وكتب النوازل والتراجم وغيرها…،كما التدقيق في تحليل النص النوازلي الواحد حتى يسهل توطينه زمنيا ومكانيا ومنه التوظيف المباشر في متن الدراسة،وكونها عصب المصادر المعتمد عليها في المذكرة،قمنا بعرض سائلها أومفتيها إن وجدا ثم التعقيب على نصها بعد تحديد الظاهرة الاجتماعية ومقارنتها بالأمصار الأخرى من العالم الإسلامي.
*نقد المراجع والمصادر:
يتطلب الخوض في هذه الدراسة الاعتماد على جملة من المصادر التي تناولت موضوع الحياة اليومية في المنطقة. والبحث عن هذا الجانب في المصادر التاريخية الاخبارية عملية صعبة جدا بدليل شحها وسكوتها عن العديد من الجوانب التي تعالج القضايا الاجتماعية والاقتصادية والفكرية،مما يفرض العمل العودة إلى نوع من المصادر المحاثية للكتابات التاريخية،كان في وقت مضى غير معمول به،الا وهي بكتب النوازل او(الفتاوى)،التي نعرفها على أساس آراء فقهاء ذلك العصر التي سنعالجها في القضايا المطروحة عليهم من أجل إبداء الحكم الشرعي فيها سواء كانت قضايا اجتماعية.
1- كتب النوازل الفقهية(الفتاوى):
نوازل أوالفتاوى هي تلك المسائل المرفوعة لدى القضاة والمفتين في الحواضر والبوادي التي استجدت بالمجتمعات الوسيطية،إذ أنها تقدم حصيلة تاريخية واجتماعية عميقة من خلال عملية التدقيق في نص النازلة الواحدة، ومحاولة توطينها استنادا على تحديد فترة وقوع النازلة،موازاة مع ترجمة السائل والمفتي،وبالتالي يمكن الانتفاع من الفتوى من خلال تحديد الظاهرة الاجتماعية التي حلت بالوسط وكشف الموقف الفقهي منها،بل مقاربتها بمثيلاتها في أرجاء الغرب الإسلامي نظرا لتشابه الخريطة الديمغرافية والمذهبية في المنطقة،ومن أهم المصادر النوازلية المعتمدة في هذه الدراسة نذكر:
كتاب:”المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء افريقية والأندلس والمغرب” لأحمد بن يحي الونشريسي(ت910هـ/1508م)،تصدر اهم المصادر المعتمد عليها في الدراسة من حيث الأهمية العلمية والمادة التاريخية المتضمنة فيه،حيث تضمن أكثر من (1450) نازلة جامعة لقضايا مجتمع الغرب الإسلامي كافة،استقينا ما أمكننا منها في إسناد جوانب الموضوع،فقد اعتمد المؤلف في كتابة مدونته على فتاوى الفقهاء المتقدمين عنه ومعاصريه،فاعتمد منهج السؤال والجواب الذي تتخلله تعقيباته وإبراز وجهة نظره الفقهية اتجاه المسائل،يوضح ويشرح السلوك اليومي لأفراد العائلة وطبيعة العلاقة فيما بينهم،فاستعرض في الجزء الثالث والرابع نوازل النكاح والطلاق،كما نجد نوازل متفرقة تتعلق بالعائلة في مجتمع المغرب الأوسط في بقية الأجزاء،ويبقى المعيار من أهم الكتب التي تقدم إشارات ومادة متعلقة بموضوع الحالة الديمغرافية للمجتمع من خلال تحليل البنية الاجتماعية بمختلف الأعراف والعادات ومستويات التعليم والمركب الثقافي التربوي لدى الأسر.
كتاب:”الدرر المكنونة في نوازل مازونة” لأبي زكريا يحي بن موسى بن عيسى المغيلي المازوني(883هـ/1478م)،اعتمدنا نسخة محققة لحساني مختار،اشتمل هذا المجموع على نوازل تخص النكاح والطلاق…،استفدنا من تلك النقول التي حويت مجموعة من الفتاوى والمسائل التي خصت بموضوع الأسرة ومظاهر الحياة العامة،استفدنا من الجزء الثاني الذي خصصه صاحبه لنوازل النكاح والطلاق، ومسائل متفرقات في باقي أجزاء الكتاب،تجدر الإشارة إلى عنوان الكتاب الذي ام يشابه مضمونه،فالنوازل التي سجلها المازوني لم تكن مقتصرة على مازونة دون غيرها مناطق المغرب الأوسط،فقد تضمنت مدونته على مسائل اجاب عنها فقهاء فاس وتلمسان وبجاية وافريقية،كما دون المازوني فتاوى أبدى فيها عن رأيه الفقهي بحكم انه تولى القضاء في مازونة وتنس،ولعل المحقق لم ينتبه إلى أخطاء الناسخ ،وبالرغم من الأهمية العلمية التي تكتسي الكتاب،إلا أن الطبعة المعتمدة في الدراسة لم تكن ترقى إلى أهميته بدليل أن المحقق اكتفى بتخريج النص الأصلي ،فلم يرفقه بحواشيه علاوة على تراجم الاعلام والكتب المذكورة في الكتاب،الأمر الذي استدعى اعتماد بعض النسخ المحققة في إطار مذكرات ماجيستير ودكتوراه في تخصصات محاثية للحقل التاريخي.
كتاب:”فتاوى البرزلي جامع مسائل الأحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام” لأبي القاسم بن احمد البلوي التونسي المعروف بالبرزلي(ت841هـ/1438م)،تقديم وتحقيق:محمد الحبيب الهيلة،ويعرف الكتاب بالديوان اوالفتاوى لشهرته بين الفقهاء المالكية المتأخرين في المغرب والأندلس،رتب المؤلف كتابه حسب أبواب الفقه،ترجع أهميته العلمية في اختصار نوازل فقهاء المتقدمين عن البرزلي ومعاصريه واعتماده على أمهات الكتب في الفقه المالكي،ولعل منهجه مشابه لمنهج الونشريسي في “المعيار” في عرضه للمسائل على الفقهاء وإعلان جوابه عن المسائل التي توجهت اليه،كان اعتمادنا بالدرجة الأولى على الجزء الثاني الذي اشتمل على على مسائل الانكحة والطلاق وقضايا الحياة الزوجية عامة.
كتاب:”نوازل ابن رشد الجد” (ت520هـ)وهوالفقيه الوليد محمد بن احمد بن احمد بن رشد القرطبي،تولى قضاء الجماعة بقرطبة. وقع هذا الكتاب في في ثلاث أسفار بتحقيق المختار بن الطاهر التليلي الذي يتضمن قضايا المجتمع،ومايخص من الحياة الأسرية ومظاهر الحياة وعلاقات العمل في منطقة الغرب الإسلامي من مناطق الأندلس وحواضر المغرب الإسلامي،افادنا في بعض النصوص النوازلية التي عالجت قضايا اجتماعية واخلاقية شابهت واقع المغرب الأوسط.
2- كتب التراجم والمناقب:
لم تعد هذه المصادر تقتصر على الأعمال الأدبية والمناقبية للنخب العلمية والصلحاء والزهاد والاولياء،بل أضحت تؤدي وظيفة تاريخية هامة من خلال كشفها عن العديد من الظواهر الاجتماعية والاقتصادية التي أغفلتها المصادر المتداولة،كما تساعد الباحث في توطين مظاهر الحياة العامة وتحديدها زمنيا؛ومن أهمها:
كتاب:”عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية“لأبي العباس احمد الغبريني(ت714هـ)،اعتمدنا على النسخة التي حققها رابح بونار،تكمن أهمية الكتاب في تزويدنا بمعلومات قيمة تخص القرن السادس الهجري حتى بدايات القرن الثامن الهجريين،إشتمل على تراجم العلماء بجاية الذي فاق تعاددهم149ترجمة وبعض الأسماء العلمية في باقي الحواضر المغرب الأوسط وكذا جملة العلماء الأندلسيين الوافدين على المنطقة،افادنا الكتاب في التعريف للاعلام الواردة في متن الدراسة،كما ارفقنا الغبريني بمادة عن صورة مجتمع المغرب الأوسط في القرن السادس والسابع الهجريين والوضع الثقافي والفكري به.
كتاب:”المناقب المرزوقية“لابن مرزوق الخطيب(ت781هـ/1379م)،دراسة وتحقيق سلوى الزاهري،وهومُؤَلَفٌ مهم جدا لاعتبار أن المؤلف عمل على ترجمة عائلته التي تعد من كبريات بيوت العلم بتلمسان بالمغرب الأوسط،استناداعلى ما عايشه من أحداث تاريخية واعتماده على مجموعة من الثقات في تدوينه،افادنا هذا المصدر في رصد لاهم مظاهر الحياة اليومية بالمغرب الأوسط وتقديم نموذج تلمسان في ذلك،كما اعتمدنا على كتاب ثان لذات المؤلف بعنوان “المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن”الذي كانت مناسبة تأليفه التقرب من السلطان أبي الحسن المريني الذي افادنا في تحديد الوقائع والأحداث السياسية التي وقعت بالمغرب الأوسط وحاضرة بني زيان ومستوى الحياة الفكرية والاجتماعية في القرن الثامن الهجري.
كتاب:” أنس الفقير وعز الحقير“لأبي العباس احمد بن الحسن بن علي الخطيب الشهير بان قنفذ القسنطيني (ت810هـ/1407م)،وهوتأليف تضمن ترجمة الشيخ الولي أبي مدين شعيب الأنصاري وذكر مناقبه وكراماته وتلامذته،الذي اعتمد في المؤلف على منهج الكتابة المناقبية،فخص الأعلام بترجمة مختصرة،كما يوضح في كتابه دور السلطة الروحية الصوفية في المجتمع خاصته وعامته،غير أن الكتاب لم يخل من العبارات المبالغة التي ترقى إلى النقول الخرافية المتداولة آنذاك.افادنا الكتاب من خلال سرد ابن قنفذ حقائق تاريخية تعلقت بعائلته من جهة الاب والام وكذا استخلاصنا لمعارف مهمة اُلْحِقَتْ بتراجم جملة من اعلام المغرب الأوسط عكست واقعية الأسرة والمراة في المجنمع كما تطرقت المادة التي اكتنزته الى الحياة الثقافية والفكرية.
كتاب”البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان“لابن مريم المليتي المديوني(توفي مابعد1025هـ/1616م)،اهتم بدراسته وتحقيقه الأستاذ عبدالقادر بوباية في طبعته الأولى(مكتبة الرشاد2011م)،اعتمد في ابن مريم على نقول التمبكتي ويحي ابن خلدون والإمام أبي عبد الله السنوسي،استفدنا من الكتاب في التعريف بعدد من علماء المغرب الأوسط،نذكر منهم:ابن زكري التلمساني،محمد بن العباس،ابوعبد الله الشريف التلمساني،وغيرهم كثير،حيث يرفقنا بأخبار عن طفولتهم وصباهم حتى مراحل زواجهم وتعليمهم ويوحي بعلاقة هؤلاء بالرعية والسلطة،ورغم أن المؤلف متشبع بالفكر الصوفي الذي يسيقه إلى المبالغة فيما يخص الكرامات والمكاشفات للأولياء الذي يظهر انتمائه الصوفي.
كتاب:”الآلي السندسية في الفضائل السنوسية“وهومختصر المواهب القدسية في المناقب السنوسية لابي عبد الله محمد بن عمر بن ابراهيم الملالي التلمساني(ت898هـ/1492م)تلميذ الإمام أبي عبد الله السنوسي،وموضوع الكتاب هوسيرة للإمام السنوسي وذكر مناقبه وكراماته،استفاد الباحث منه في الإيحاء ببعض العادات اليومية للأسرة والتجاء العامة الى المتصوفة في المحن والإشارة الى التعليم وطرق التربية.
3- كتب الحسبة:
تعتبر الحسبة من أهم معالم الحضارة الإسلامية التي نظم شؤون الرعية،يقوم فيها المحتسب بمهام تنظيم الحياة العامة من خلال مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،ترجع أهمية هذا النوع من المصادر إلى خبرة المحتسب وتجوله في الأسواق ومعايشته لأمور الخاصة والعامة عن كثب، تبيح تلك النصوص عن تفشي بعض الظواهر الاجتماعية السلبية أوالمستنكرة وكذا الظواهر الايجابية في المجتمع في مظاهر التكافل والتآزر.وتقترح الحلول الناجعة لكل مسالة ولذا نجد مؤلفات عديدة تكسب المؤرخ والفقيه والمفتي مادة معتبرة؛لعل أن أهمها:
كتاب:”تحفة الناظر وغنية الذاكر في حفظ الشعائر وتغيير المناكر“لأبي عبد الله محمد بن محمد بن قاسم بن سعيد العقباني التلمساني(ت871هـ/1467م)،حققه “علي الشنوفي” وطبع في المعهد الفرنسي الثقافي بدمشق؛يغلب على المؤلف الطابع الفقهي الذي وقع في ثماني أبواب،كما تخللته بعض النوازل حيث جمع العقباني بين الفتاوى والحسبة في تحفته،تعممت منه الاستفادة على فصول الدراسة من خلال عرضه لمسائل ترتبط بالحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية بالمغرب الإسلامي،فذكر بعض العادات والظواهر بالمغرب الأوسط كقضية خروج النساء والإماء إلى التبضع وعادة التويزة كشكل من أشكال التآزر والتكافل الاجتماعي وسائر المظاهر الاحتفالية في الأعياد كما تطرق إلى الحياة الأسرية وطبيعة العلاقة الزوجية.
كتاب:”جامع جوامع الاختصار والتبيان فيما يعرض للمعلمين وآباء الصبيان“لمؤلفه احمد بن أبي جمعة المغراوي (ت920هـ) وهوكتاب مهم اعتمدنا عليه كمصدر أساس في مباحث الفصل الثالث الخاصة بطرق وأساليب تعليم الطفل في الكتاتيب بالمغرب الأوسط،فضلا عن تعرضه لمسالة إجارة المؤدب التربوي وطرق تأديبه للصبيان واستبيان حقوقه وواجباته العملية.
كما عملنا على سبيل الاستدلال العلمي من بعض المصادركرسالة أبي الحسن علي القابسي (ت403هـ) ،الموسومة:”الرسالة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين”،وكتاب: “آداب المعلمين” لأبي عبد الله محمد بن سحنون(ت256هـ).
4- كتب التاريخ العام:
يمكن لنا أن نصنفها إلى مصادر أرخت للعصر الموحدي وأخرى للعصر الزياني كون الدراسة تمتد من القرن السادس حتى التاسع الهجريين بالمغرب الأوسط،من بين الكتب التي عنيت ببداية الموحدين كتاب:”أخبار المهدي بن تومرت“وبداية دولة الموحدين لابي بكر بن علي الصنهاجي المكنى بالبيدق،تكمن القيمة العلمية للكتاب في شخص المؤلف الذي يعتبر احد تلاميذ المهدي بن تومرت المؤسس الروحي للدولة الموحدية ومرافقيه في دعوته،كما لازم عبد المؤمن بن علي الكومي المؤسس الفعلي لدولة الموحدين،استفدنا منه في مراحل الدعوة الموحدية بالمغرب الأوسط وموقف السكان من المهدي الذي عمل على منع ما اعتبره من المنكرات مراحل الصراع العنيف مع المرابطين.
كتاب:”نظم الجمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان“لابن القطان المراكشي(منتص القرن السابع الهجري)،تعود أهمية الكتاب في شخصية مؤلفه الذي يعتبر من اكبر دعاة الدولة الموحدية وابرز رجالاتهم الذي نال من حظوة الخليفة الموحدي يعقوب المنصور الذي حكم مابين(580-595هـ/1198-1214م)وتقربه من خليفته محمد الناصر،ومن يوسف المستنصر حتى سنة620هـ/1223م)،اعتمد ابن القطان على منهج الحوليات في تأليفه فيذكر السنة والإحداث التي تميزها،استفاد الباحث منه في تقييد اهم الاحداث التاريخية والوقائع بالمغرب الأوسط اثناء العهد الموحدي،واستقاء بعض الملومات التي تخص موضوع الزواج والأسرة .
كتاب:”المعجب في تلخيص أخبار المغرب“لعبد الواحد المراكشي(ت647هـ)،تكمن قيمته العلمية والتاريخية من خلال تدوين المؤلف للأحداث التي عايشها في كنف الدولة الموحدية قبل أن يهاجر إلى بلاد المشرق الإسلامي في ظروف غامضة،واعتمـــــدنا كتـاب كتاب ثان لنفس المؤلف عنوانه:” وثائق المرابطين والموحدين“وهوكتاب مهم في كشف مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بالمغرب الإسلامي خلال العهد المرابطي والموحدي.
ومؤلف:”كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر“لعبد الرحمن ابن خــلدون(ت808هـ)، ،اعتمدنا على مقدمة الكتاب والجزء السابع خاصة الذي وقع فيه التاريخ للدولة الزيانية ،والمغرب الأوسط،استفدنا منه في تقييد الأحداث التاريخية طيلة فترة الدراسة،كما ساعد في مدنا بمعارف خاصة بالزيجات السياسية بالمغرب الأوسط.
كتاب:”بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد“ليحي بن خلدون(ت780هـ)،الذي كتبه للسلطان الزياني أبي حموموسى الثاني،يعرَّف ابن خلدون يحي فيه بالأزمات السياسية التي عصفت بعرش بن زيان والصراع القائم مع بني مرين،كما يكشف عم ملامح للحياة الاجتماعية والعلمية من خلال التعرض لترجمة بعض الأعلام وذكر ناثر ملوك قبيل بني عبد الواد،استفدنا منه في ضبط الاحداث التاريخية التي شهدها المغرب الأوسط خلال العصر الزياني مع اضفاء تراجم للأعلام التي جاء ذكرها في متن الدراسة.
5- كتب الجغرافيا:
يعتبـــر هذا النوع من المصادر ذا أهمية علمية بالغة من خلال تنوع مادتها ونقولها الضبطية،وبدورها تتنوع فمنها كتب المسالك والممالك، ومنها كتب الجغرافيــــا العامــــة، بالإضافة إلى القواميس الجغرافية ،التي تساعد الباحث في تدعيم أبحاثه في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
يتصدرها كتاب أبي عبيد البكري (المتوفى سنة 487 ه / 1094 م) والمعنون بــــ: “المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب“وهوجزء من كتابه”المسالك والممالك“، فهويعتبر من أهم الكتب الجغرافية حيث استفدنا منه في التعريف بجغرافية المنطقة ووضعها السياسي والاجتماعي في القرن الخامس الهجري / ق 11 م، حيث اعتمد البكري على وثائقه وما دون سابقوه،كما اعتمد على ثقات العلماء والتجار في تأليفه،من هذا المنطلق كانت الاستفادة من هذا المصدرمن خلال تطرقه إلى جوانب من حياة البربر في منطقة المغرب الإسلامي كموضوع الخيانة الزوجية وتعريفات موجزة لدمن وقرى المغرب الأوسط .
يليه كتاب:” الاستبصار في عجائـب الأمصـار” وهولمؤلـــف مجهـول من أهل القرن السادس الهجري /ق12م،تبرز أهمية الكتاب في التطرق لمضان الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية لسكان المغرب الأوسط من خلال معايشة المؤلف وتجوله في المنطقة ولذا كان مرجع مهما للجغرافيين المتأخرين عنه،في حين أننا نلمح منه كمّا قليلاعن الحياة الثقافية في المغرب الأوسط،لكنه يبقى مؤلفا مهما افادنا في التعريف بجغرافية المغرب الأوسط ومناطقه المذكورة في الدراسة.
وكتاب” الروض المعطار في خبـــر الأقطار ” للحميري (المتوفى سنة 726 هـ / 1326 م) يصنف في خانة القواميس الجغرافية وهومصدر هام بالرغم من نسخه لنقول البكري وكتاب الاستبصار، حيث تتكرر نفس المعلومات وبنفس الصيغة،الا انه افادنا في البحث من خلال التعريف بمدن وحواضر المغرب الأوسط.
أما كتب الرحلـــة فتتمثل قيمـــتها في منهج مؤلفيها التي تتصّف بمعايشة الاحداث وتدوين الملاحظات عن الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المناطق التي وصل لها الرحالة، بالإضافــــة إلى أنها توفر مادة وافرة من التراجم لكثيـر من العلماء الذين غابت في نصوص كتب الطبقات والتراجم ،لعل أن أهمها:
رحلة القلصادي(ت891هـ)،نسبة لابي علي القلصادي وهوعالم رياضي اشتهر في القرن التاسع الهجري غادر غرناطة ومكث تلمسان ثانية سنوات،ادرك فيها كثيرا من العلماء والزهاد واخذ العلم عن كبار علماء المغرب الأوسط،ومن هنا تكمن اهممية الكتاب،الذي افاد البحث في تقديم معلومات مهمة حول الحياة الثقافية بالمغرب الأوسط وواقع التعليم بتلمسان.
كتاب:”وصف إفريقيا” للحسن الوزان الفاسي الملقب بليون الافريقي(ت914هـ ،وهوكتاب مهم لأحد الرحالة المتأخرين يصف فيه صاحبه للحياة الاجتماعية بمناطق المغرب الأوسط في الجزء الثاني من الكتاب،استفاد منه البحث في تحديد المواقع والاماكن الواردة في متن الرسالة بالاضافة الى غناه بمظاهر الحياة العائلية كالاحتفالات مثل الزواج والختان.
بالإضافة إلى مجموعة من المراجع المعتمدة والعديد من الرسائل والأطاريح الأكاديمية المثبتة في بيبليوغرافية الدراسة، في إطار نيل درجة الماجيستير والدكتوراه،من بينها:”جوانب من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفكرية في المغربين الأوسط والأقصى (من القرن 6 إلى 9 ﻫ/ 12– 15م) من خلال كتاب المعيـار“.للأستاذ بلبشير عمر؛المذكورة انفا،ودراسة قامت بها الأستاذة نبيلة حساني عبد الشكور في أصلها مذكرة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي الوسيط الموسومة ب:“اسهام المرأة في حضارة المغرب الإسلامي من النصف الثاني للقرن السادس إلى نهاية القرن التاسع للهجرة/12-15م”؛حيث كانت الاستفادة منها في البحث شاملة منهجيا ومعرفيا.
اشتملت خطة الدراسة على فصل تمهيدي وثلاث فصول،جاء الفصل التمهيدي بعنوان:”الأسرة من خلال نظم المصادر الوسيطية للغرب الإسلامي“،تطرقنا فيه إلى مفهوم الأسرة في الحقبة الوسيطية من خلال حقول معرفية متنوعة على حساب كتب التاريخ والنوازل والحسبة فكتب المناقب والجغرافية والرحلة؛اين اشرنا إلى تنوع بنية الأسرة في البادية وتفاوت تركيبتها بين الأسر النووية (الزواجية أوالضيقة)ونموذج الأسر الواسعة(الممتدة).
أما الفصل الأول فتناول موضوع:”الزواج وتكوين الأسرة“حيث قسمناه إلى ثلاث عناصر،خصصنا العنصر الأول لمفهوم الزواج ودوافعه،أين تطرقنا إلى ضبط تعريف الزواج اللغوي والاصطلاح الفقهي والاجتماعي والتطرق إلى بعض الدوافع والقضايا التي تكون في مسار التقديم لعقد الزيجة،ثم العنصر الثاني الذي عنوناه ب:”الزواج ومراحله“الذي عالجنا فيه الخطبة التي تتسنى في أول لقاء بين العائلتين وإبداء الرغبة والاتفاق بين أولياء العروسين على مضمون الصداق ومقداره والبداية في إعداد الجهاز لإتمام العرس،وكان العنصر الثالث بعنوان:” المظاهر الاحتفالية المتعلقة بالزواج “الذي تطرقنا فيه أهم العادات والتقاليد التي سادت أعراس مختلف مناطق المغرب الأوسط وكذا الموقف الفقهي منها.
أما الفصل الثاني فعنوناه ب:”طبيعة العلاقات الزوجية والأسرية“الذي اشتمل بدوره على ثلاث عناصر،جاء العنصر الأول بعنوان:” طبيعة العلاقة الزوجية “الذي تطرقنا في إلى طبيعة العلاقة الزوجية بين الودية والنزاعية والعوامل المتحكمة في طبيعة العلاقة بين القرينين؛يليه العنصر الثاني الذي جاء عنوانه:” طبيعة العلاقة بين أفراد الأسرة “حيث تضمن العلاقة بين أفراد الأسرة والأقارب والتطرق الى حالات التعاون والتكافل والمنازعات مستعرضين الأسباب والدوافع الاجتماعية والاقتصادية،ودورالنخب العلمية في سترها وحلها،وكان العنصر الثالث بعنوان:” جوانب من التكافل الأسري في المغرب الأوسط “الذي أشتمل على عادات التويزة والوزيعة،ودورالوقف في الرعاية الاجتماعية للأفراد من خلال المعلومات المستفيضة التي قدمتها كتب النوازل الفقهية.
اما الفصل الأخيرمن الدراسة بعنوان:”الطفل بين التربية والرعاية الاسرية” الذي كان بدوره في ثلاث عناصر،فكان العنصر الأول:” استقبال المولود والاحتفالات المرافقة له“مرورا بفترة الحمل والإنجاب والفطام الرضيع إلى الاحتفالات المتعلقة باستقباله،وتعبير الأسرة والزوجين بازدياده يليه العنصر الثاني عن” تربية الطفل أساليبها واتجاهاتها “الذي تضمن أساليب والطرق المنتهجة في تربية الأسرة لأطفالها من خلال التأديب والرعاية الصحية والتربية على الأخلاق والتمرين على المشاق الحياتية ومدى تفوتها في المدينة والريف والعوامل المتحكمة فيها كما تطرقنا إلى فئة الأيتام ونظرة المجتمع لها ودور الفقهاء والعلماء في حمايتها من التلف الاجتماعي.وكان العنصر الاخير بعنوان:” تعليم الطفل ودور المؤدب التربوي “حيث تطرقنا الى طرق ومناهج تدريس الصبيان ودور المؤدب التربوي في تقويم سلوك الطفل؛ناهيك عن صفاته ودراسة طرق اجارته،كما كان لتعليم البنات نصيب في التعليم.بالاضافة الى بعض الجداول لم ارفقناها بالفصول والتي تلخص دورها في استكمال جزئيات الموضوع.
صادفتنا خلال انجاز البحث بعض الصعوبات العلمية والمنهجية التي استعصت علينا في الإلمام ببعض جوانب الموضوع،فنذكر:
– صعوبات منهجية تتعلق باستقراء كتب النوازل،اذ تعترض الباحث مسائل تحيد الزمان والمكان لوقوع النازلة،وأحياناً ما يصعب تحديد هوية السائل أوالمفتي عن النازلة،فضلا عن تعدد الأجوبة للنازلة الواحدة مما يشوش على الباحث تحديد هوية المفتين وحدود مداخلاتهم وتعقيبهم،الأمر الذي يكون مرده في حد علمنا إلى نقل فتاوى فقهاء آخرين وإستشهادات من جهة أخرى وإرفاقها بنص الجواب.
– تقلص المادة المعرفية المتعلقة بالإحصائيات العددية التي تشمل الديمغرافية التاريخية لساكنة المغرب الأوسط،كتحصيل معدلات الإنجاب والوفاة لكل أسرة.
– تشعب جزئيات الموضوع وتداخل عناصره،مما يصعب الفصل فيها والتوفيق بين أحجام المادة بين فصول الدراسة.
إلا أن هذه الصعوبات لم تثن إرادتنا في انجاز الدراسة،محاولين الاجتهاد قدر الإمكان في البحث بتنويع الحقول المعرفية بغية الوصول الى الكم والكيف المناسب لإتمام الدراسة،رغبة في التكوين الذاتي والتحصيل العلمي وخدمة في إثراء التاريخ الوطني في العصر الوسيط،وإفادة لجماعة الطلاب والباحثين.
العنوان : شارع سايغي أحمد، رقم 44 سيدي مبروك، بلدية قسنطينة، ولاية قسنطينة.
الهاتف : 333 733 31 213 +
الفاكس : 794 733 31 213 +
الإيمايل : alphadocumentation@hotmail.com