تعتبر الأسرة الخلية الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية التي نشأ فيها، حيث يعد وجودها امتدادا للحياة البشرية نظرا لتركيبها وبناءها الوظيفي الذي يبنى على أساس صالح ومتماسك، لكن لا تكاد تخلوا أسرة من وجود خلافات أو مشاكل تقع بين الحين والآخر بين أفرادها ما يؤدي إلى ظهور حالات الاضطراب وبروز العديد من العلاقات المضطربة، سواء بين الطرفين الرئيسيين (الزوجين) أو بين الأبناء والأبوين .

وتعد الأسرة الجزائرية من أسر دول العالم التي تعيش هذه المشاكل وتعاني منها منذ فترات زمنية طويلة، حيث برزت هذه المشاكل في أنواع متنوعة كالعنف الأسري العنف ضد الأطفال، كثرة الخلافات بين الزوجين، بروز حالات الطلاق……، وأصبحت هذه المشاكل تتجدد في كل يوم وفي كل ساعة ودقيقة، ما جعل وسائل الإعلام ومن بينها الوسائل السمعية تولي بلا شك اهتماما لطرح أجندة هذه المشاكل وتغطيتها وبثها في برامج إذاعية لمواجهة التحديات التي تهدد المنظومة القيمية للأسرة الجزائرية وبيئتها الثقافية وتركيبتها السوسيولوجية  والأنثربولوجية .

فأمام تحمل الإذاعة المحلية لجزء كبير من هذه المسؤولية المتمثلة في معالجة اهتمامات الجمهور المحلي، اُعتبرت الإذاعة المحلية من بين وسائل الاتصال والإعلام المحلي التي تبحث في المشاركة ضمن عملية التغير الاجتماعي والعمل على معالجة هذه المشاكل.

وبناءا على هذا، وما تضمنته الإذاعات المحلية في الجزائر من أدوار وظيفية تعكس تعاملها مع قضايا المجتمع والأسرة وما يحدث فيها من انفعالات واضطرابات وتوترات، جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء في شقها الميداني على طريقة تعامل إذاعة أم البواقي المحلية مع المشاكل الأسرية بناء على وجهة نظر المستمعين لها، وانطلاقا من خصائصهم الديمغرافية ودوافع تعرضهم للاستماع للمواضيع الأسرية التي تبثها وتفاعلاتهم معها، وكذا اهتماماتهم بمواضيع المشاكل الأسرية التي تبثها الإذاعة وانعكاساتها على عينة المستمعين.

وعليه فقد تضمن فهرس هذا الكتاب مقدمة ومشكلة، وفصلين وسم الفصل الأول بمدخل عام للإذاعة المحلية وتضمن مبحثين، المبحث الأول عنون بالإذاعة رؤية بانورامية وتضمن أثنى عشر عنصر، بينما وسم المبحث الثاني بالخلفية المعرفية للإذاعة المحلية وتضمن أحدا عشر عنصر، وعنون الفصل الثاني بمدخل عام للمشاكل الأسرية تضمن أيضا مبحثين عنون المبحث الأول بالخلفية المعرفية للأسرة موزع على أحد عشر عنصر، وعنون المبحث الثاني بالمشاكل الأسرية والتغير الاجتماعي موزع على تسع عناصر مع تمهيد وخلاصة لكل فصل، ليختم الكتاب بالنتائج المتوصل إليها وكذا التوصيات والمقترحات وخاتمة وقائمة المصادر والمراجع.