تفصيل
- الصفحات : 199 صفحة،
- سنة الطباعة : 2025،
- الغلاف : مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- الأبعاد : 24*17،
إن عملية إشباع الحاجات الإنسانية ليست وليدة آنية بل هي قديمة قدم التاريخ ،بحيث نجد أن الإنسان يسعى جاهدا للتحسين من واقعه نحو الأفضل وذلك بحكم ما فرض عليه من تغيرات إقتصادية وإجتماعية وتكنولوجية وسياسية مختلفة ،وكذا بحكم التطورات السريعة لمختلف العلوم اليوم ،والتى نجد أن التسويق من بينها ،كونه يعد من العلوم الرائدة ،فنجد أنه يتمحور على قاعدة أساسية ألا وهي :” أن الناس لا يشترون المنتج وإنما يشترون الفائدة التي تعود عليهم من هذا المنتج”.
فبعدما ساد إعتقاده لوقت طويل ان التسويق يتعلق بالنشاطات التجارية الربحية فقط،جاءت مفاهيم بعد الحرب العالمية الثانية توسع هذا الاعتقاد ليراد منه تحقيق النفع لصالح الأفراد والمجتمعات ،وهذا ما نلمسه جليا عند تسويق الأفكار الذي يمكن تصنيفه ضمن الخدمات ،وفي السياق نفسه يظهر لنا مصطلح التسويق السياسي.
التسويق السياسي ،مصطلح حديث النشوء لدى أدبيات علم السياسية ،يزداد إستخدامه في النظم السياسية الديمقراطية التي يكون فيها لدعم الجماهير غاية في الأهمية لتعزيز السلطة ،يمارس عمله ضمن سوق سياسي يعج بالمنظمات السياسية التى تسعى إلى تسويق برامجها وأفكارها وسياساتها السياسية ضمن قالب تسويقي في إطار تنافسي،هدفه الأساسي تسليط الضوء على المستهلكين السياسيين وتلبية إحتياجاتهم ورغباتهم ،باعتبارهم مستهلكون يستهلكون المنتجات السياسية خاصة في فترات الحملات الإنتخابية ،لذى وجب التركيز خاصة على الناخب الذى هو ذو سلوك سياسي يعتبر من أصعب العناصر التي تدخـل في العملية التسويقية السياسية حيث أن سلـوكه ونمطه متغير بتغير العوامل الداخلية و الخارجية المؤثرة عليه.
ويتمحور موضوع الكتاب حول التسويق السياسي وسلوك الناخب ،باعتباره نهجًا أساسيًا في إستراتيجيات المنظمات السياسية اليوم ،خاصة تلك التي تسعى إلى تحقيق التميّز من خلال إمتلاكها لمصادر القوة المتمثلة في الأفكار والبرامج الانتخابية ذات المصلحة المجتمعية الواسعة.
هذا وقد تبرز أهمية التسويق السياسي في منظمات السياسة ( أحزاب سياسية،مترشحين أحرار…) التي أصبحت في حاجة ملحة اليوم إلى إستعمال جميع الوسائل الضرورية والتقنيات الممكنة للوصول إلى الأهداف السياسية المحددة مسبقا والتى تستهدف تعظيم وتنظيم عدد المؤيدين لمرشح سياسي أو لحزب معين ،أو برنامج أو فكرة معينة بما ،وذلك بالإرتباط مع تطلعات الرأي العام والناخبين الحقيقيين باستخدام كافة وسائل الإتصال الجماهيري أو أي وسائل أخرى ضرورية.
أولا: الإشكالية الرئيسية
وفقا لما سبق نطرح الإشكالية الرئيسية كالآتي:
ما مدى مساهمة التسويق السياسي في التأثير على سلوك الناخب؟
ثانيا: الأسئلة الفرعية
من الإشكالية الرئيسية يمكننا طرح مجموعة من الأسئلة الجزئية التالية:
ما المقصود بالتسويق السياسي؟.
فيما يتجلى سلوك الناخب ؟،و ما هي مختلف العوامل المؤثرة عليه؟.
ثالثا: فرضيات البحث
بغرض الإجابة على هذه الأسئلة يمكننا تحديد الفرضيات التالية كمنطلق للبحث:
يمثل التسويق السياسي العملية الاتصالية للتبادل السياسي في ضوء دراسات إتجاهات الرأي العام.
يتجلى سلوك الناخب في التصرف الذي يبرزه الناخب في البحث عن استخدام الأفكار و الخبرات التي يتوقع انها ستشبع رغباته و حاجاته ،مؤثرة عليها مجموعة من العوامل .
رابعا: دوافع البحث
دوافع موضوعية:
إبراز أهمية التسويق السياسي في المنظمات السياسية كنشاط مهم للتأثير على سلوكات الناخبين وجلبهم لتقديم أصواتهم.
فك اللبس وتوضيح الرؤيا الحقيقية عن دور التسويق السياسي،والوقوف على الأساليب التي يتضمنها والاستراتيجيات التى يعتمدها والمتعلقة بالتعامل مع المستهلكين السياسيين وفهم أبرز العوامل المؤثرة على قرارهم الانتخابي.
دوافع ذاتية:
الميل الشخصي لموضوع التسويق السياسي.
مجال التخصص “التسويق” ،ورغبتنا في دراسة التسويق من مدخل اخر ،وكذا توسيع معارفنا.
تزايد الاهتمام بالناخب باعتباره مستهلك سياسي.
نقص للدراسات التي تناولت موضوع التسويق السياسي في مجال تخصصنا (التسويق)
خامسا: أهمية البحث
تتمثل أهمية البحث في:
تقديم دراسة جديدة عن التسويق السياسي ،والتدقيق في مختلف جزئياته وتفاصيله.
توسيع المعارف العلمية لدى الباحثين حول الموضوع.
سادسا : هيكل البحث
و لمعالجة هذا الموضوع قمنا بتقسيم الكتاب إلى فصلين ،و كل فصل يتناول ما يلي:
الفصل الأول : مدخل للتسويق السياسي :تطرقنا من خلاله إلى عرض ماهية عامة حول التسويق السياسي والتطرق إلى ركائز التسويق السياسي بالإضافة إلى سرد أهم الأساسيات المتعلقة بالحملات الانتخابية.
الفصل الثاني : دراسة حول سلوك الناخب :والذي تضمن أولا عرضا للمفاهيم الاساسية حول الرأي العام ،لنخصص اكثر ونعرض ماهية سلوك الناخب ومنه نحدد العوامل المؤثرة على سلوك الناخب وقرار انتخابه.
سابعا : الدراسات السابقة
من خلال بحثنا في بعض المكتبات وجدنا انه في حدود ما اطلعنا عليه لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع باستثناء مذكرة الماستر للطالب مصطفى المريط ، تحت عنوان “التواصل السياسي والتسويق الانتخابي من تجليات الواقع إلى رهانات التنمية – الانتخابات الجماعية لـ 12 يونيو 2009 نموذجا -” (جامعة محمد الأول وجدة/ المملكة المغربية)،ومذكرة الماجستير للطالبة بن ثامر كلثوم، تحت عنوان ،”إستراتيجية الاتصال الترويجي لمنظمات الأشخاص” (جامعة محمد بوضياف ،المسيلة/ الجزائر) ،أما على صفحات الويب وجدنا أنه لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع بصفة علمية متكاملة بل شمل تعريفات وعموميات بسيطة لا غير.