تفصيل
- الصفحات : 306 صفحة،
- سنة الطباعة : 2021،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-030-5.
1- دواعي انجاز هذا الكتاب:
تزايد الاهتمام في الآونة الأخيرة بمفهوم التنمية المستدامة، وذالك لما لها من أهمية سواء للفرد أو للمجتمع، فقد ظلت التنمية المستدامة تشغل اهتمام المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء وذالك في ظل التحولات الاقتصادية السريعة والمتزايدة، وتجدر الإشارة إلى أن مفهوم التنمية المستدامة لم يظهر فجأة بل كان نتاج لتطور تاريخي لمفهوم التنمية الاقتصادية ثم التنمية البشرية.
فقد شهد موضوع التنمية المستدامة تطوراً كبيراً على الصعيد العالمي خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة، إذ انعقدت العديد من القمم والمؤتمرات العالمية التي عالجت قضايا البيئة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولعل البداية كانت من قمة الأرض التي عقدت في البرازيل سنة 1992ونتج عنها جدول أعمال القرن الحادي والعشرين الخاص بالتنمية المستدامة، ثم جاء انعقاد المؤتمر العالمي للتنمية المستدامة ” قمة جوهانسبورغ “ سنة 2002 بجنوب إفريقيا والذي أكد على أهمية تطوير مؤشرات التنمية المستدامة بهدف مساعدة صانعي القرار في تبني سياسات تضمن تحقيق التنمية المستدامة، وقد ارتبطت هذه السياسات بانتهاج الدول لإدارة حكم جيدة من خلال إشراك الفاعلين في التنمية من مجتمع مدني ومنظمات غير حكومية،وتمكين الأفراد الذين يعانون من الفقر ومنظماتهم من المشاركة في اتخاذ القرار وتحديد أولوياتهم، وتعزيز المساواة ومحاربة كل أشكال التمييز، وإرساء الشفافية والمساءلة في برامج التنمية المنتهجة.
وعليه التحدي الجديد المطروح أمام المنظمات المتمثل في التسويق المستدام، أصبحت المنظمة تواجه مواقف صعبة تتطلب مراجعة شاملة لإستراتيجيتها التسويقية، مما أدى بها إلى إعداد استراتيجية تسويقية واضحة المعالم تتضمن المسؤولية الاجتماعية والبيئية بغية توفير المقومات اللازمة للتعامل مع الأوضاع المستجدة في نظام العمال العالمي الجديد، وبالتالي فغن قيام المؤسسة بتحديد أهدافها وإجراءها للتحليل البيئي لاختيار المجال أو الميدان الذي تنشط فيه وتتنافس عليه بمثابة مرشد ودليل لاختيار وإقرار لمبادئ التسويق المستدام.
ومنه تبني المنظمة إستراتيجية التسويق المستدام من شأنها أن يضمن بقاءها واستمراريتها، ومنحها فرصة للدخول في الأسواق العالمية واحتلال مراكز قوية مقارنة بمنافسيها وذلك لملائمة ومواكبة المستلزمات الجديدة للتنافسية التي تغيرات مؤشراتها لتصبح مطابقة لمقاربة التنمية المستدامة أي ذات دلالة واضحة للمجتمع والبيئة مما يزيد في تكريس واقع تحسين أداءها من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
2-الهدف من انجاز الكتاب:
يهدف هذا الكتاب إلى إبراز ماهية ومفهوم وأهداف التسويق المستدام وأبعاده وآلياته والمزيج التسويقي المستدام وخصوصيته.
ودور التسويق المستدام في تحقيق أبعاد التنمية المستدامة (البيئي، الاقتصادي، والاجتماعي) من حلال تبني مفاهيمه التي تمثل المسؤولية الاجتماعية.
إذ يساهم التسويق المستدام في الاهتمام بالاعتبارات البيئية من خلال تبني مبادئ التسويق الأخضر والأنظف بيئياً بتوفيره للمنتوج الأخضر وتوجيه الأفراد والمنظمات إلى وجوب تغيير النظرة نحو الاستهلاك المسؤول والاهتمام بالتكاليف الاجتماعية.كما يساهم في البعد الاقتصادي بصورة فعالة من خلال التسويق المسؤول الذي يتلخص دوره في التعامل مع جميع الأطراف والمجتمع الذي يعمل في وسطه والبيئة بشكل مسؤول مبني على أسس أخلاقية ومبادئ وشفافية. بينما يتضح دوره في البعد الاجتماعي للتنمية المستدامة بتطبيق مبادئ التسويق الاجتماعي التي تتعدى المساهمة في الأعمال الخيرية لتشمل توفير آليات فاعلة للتصدي للتحديات الاجتماعية القائمة ومحاولة إيجاد الحلول لديها، بالإضافة إلى توفير الدعم والمساندة من قبل إدارة المنظمة.
ودور التسويق المستدام كوسيلة لتنمية الثقافة البيئية، وأهمية الإعلام البيئي ودوره في توعية المواطنين في القضايا البيئية وإبراز وبيان آلية تسويق المنتجات الأكثر استدامة .
كما يهدف هذا الكتاب بين أيدينا إلقاء الضوء على مفهوم الابتكار الأخضر ودوافعه والأداء (البيئي والتسويقي) ومبرراته، وذكاء الأعمال البيئي وتحدياته.
كما يستعرض مفهوم وأسس وقواعد وشهادة الختم الأخضر والدليل وأصول الشراء من الناحية البيئية وأنظمة المصادقة العلمية .
3-نطاق الدراسة وتقسيماتها:
سيتم تقسيم الكتاب إلى تسعة فصول كما هو مبين في المحتويات الكتاب
ويُعد مؤَّلف التسويق المستدام من المؤَّلفات النادرة والمفيدة لكل العاملين في نطاق الإدارة والتسويق والباحثين والدارسين والطلبة في نطاق العلوم الإدارية والتسويقية المستدامة .
وكلي أمل أن يساهم هذا الإعداد في وضع لبنة في بناء علم التسويق المستدام واللهَ أسأل أن يوفقنا جميعاً, إلى ما فيه خير الأمة.
وأخيراً أستشهد بحديث رسول اللّه محمد صلى اللّه عليه وسلم: “عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية اللّه وعين باتت تحرس في سبيل اللّه”.
والله وراء القصد
د. مصطفى يوسف كافي