تقــــــديــــــــــــــــــــــم:

يتفق أغلب الدّارسين أن وضعية المرأة اليوم في العالم العربي لم تبق كوضعيتها في الأمس، فقد بدأت تأخذ مكانتها في الساحة الثقافية كون أن خطاباتها أصبحت تعكس وعيا إبداعيا سواء في الجانب الشكلي أو الموضوعاتي، وقد ارتقى هذا الوعي ونمى مع تزايد عدد الوافدات إلى عالم الكتابة الأدبية، فأصبحت كتاباتهن شلالا دافقا من الطاقات التعبيرية التي تعكس حذاقة فنية عالية في هندسة البناء، وتكثيف الدلالة، واللعب باللغة الانزياحية  ومختلف الظواهر الأسلوبية  الأخرى في سبيل طرق مواضيع حساسة ذات صلة حميمية بعالم الأنثى وما يدور حولها، إلى درجة أصبح فيها الكتابة النسائية تمارس إغراءها على المتلقي قارئا كان أم ناقدا وتستفزه على النبش في هذه الخطابات الناعمة وسبر أغوارها.

تعتبر هذه الخطابات الناعمة وعلى رغم كثرة الدراسات التي تهتم بها حقلا بكرا يستوعب دراسات أخرى  كثيرا يمكن من خلالها استجلاء كوامن هذا اللون الإبداعي، ومن هنا جاءت فكرة هذا الكتاب الذي هو في الأصل حوارات مع نقاد لهم وزنهم في عالم النقد الأدبي( بوشوشة بن جمعة، محمد معتصم، زهور كرام، الكبير الداديسي، سمية قندوزي، عبد الغفار العطوي، صالح مفقودة) حيث تعكس هذه الحوارات مادة معرفية ثرية من شأنها إضاءة جوانب عدة في عالم الإبداع النسائي ونقده، والحوارات متنوعة معرفيا وقطريا فمن العراق إلى الجزائر مرورا بتونس ووصولا إلى المغرب الأقصى.

حاولنا في هذه الحوارات النقدية قدر الإمكان أن نضع أيدينا على النقاط الحساسة حول الكتابة النسائية، والنقد النسوي على حد سواء، وذلك من خلال طرح العديد من الأسئلة التي نراها من المواضيع الشائكة والتي يكتنفها الكثير من الغموض واللبس والضبابية  في الساحة النقدية نظرا لعدة اعتبارات لاسيما الاجتماعية والثقافية منها.