تفصيل
- الصفحات : 239 صفحة،
- سنة الطباعة : 2023،
- الغلاف : غلاف مقوى ،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-511-9.
يعد الترويح في وقتنا الحاضر مظهرا من مظاهر النشاط الإنساني الذي يمارس في وقت الفراغ، وهو من الموضوعات الهامة التي نالت إهتماما كبيرا من طرف السياسيين وعلماء الاجتماع والنفس والدين، وحتى المنظمات التابعة لحقوق الإنسان، فمؤسساته أنشئت خصيصا لرعاية الشباب كهدف أسمى من أجل توفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم من خلال ممارستهم للأنشطة الترفيهية المختلفة في فضاء يتماشى وأهداف المواطنة الصالحة لإعداد الشباب إعدادا خلقيا وبدنيا وعقليا وروحيا واجتماعيا وذو شخصية متكاملة ومتوازنة، خاصة إذا أدركنا حقيقة المؤسسات التي تمارس فيها الأنشطة الترفيهية، وما تصبوا إليها من أهداف نبيلة، تجعل الشاب عنصرا فعالا في المجتمع متزودا ببعض المهارات التي تساعده في حياته اليومية.
والأنشطة السياحة من بين أكبر إهتمامات الشباب التي تعمل على إشباع حاجياته، وتزرع فيه حب الغير والاندماج في المجتمع. وعلى هذا الأساس فمؤسسات الشباب تعتبر الرائدة في مجال السياحة الترفيهية الموجهة للشباب، لما تتمتع بإمكانيات مادية وبشرية تأهلها لقيادة أمثل لمثل هذه الأنشطة، مستعملة في ذلك برامج تربوية وأخرى ترفيهية تسعى من خلالها إلى جعل الشاب الجزائري نموذجا يقتد به، وعنصرا هاما في بناء وطنه ومتشبعا بروح المواطنة، وجعله أيضا يساهم في التنمية الحضرية التي هي بدورها تخدم مصالحه النفسية والاجتماعية والبيئية.
وتعد السياحة الترفيهية الموجهة للشباب أحد أهم المواضيع المؤثرة في التنمية الاجتماعية لأي مجتمع، وأما الأهمية الحضارية والثقافية لها فتتمثل في إنتشار ثقافات الشعوب والحضارات والأمم بين أقاليم العالم المختلفة، كذلك تعمل على زيادة معرفة شباب الأرض ببعضهم البعض، وتوطيد العلاقات وتقريب المسافات الثقافية بينهم، ويساهم هذا النوع من السياحة مساهمة فعالة في تحقيق مستويات أعلى من الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والفكرية والصحية والثقافية والبدنية للشباب، سواء على مستوى الفرد أو على مستوى المجتمع ككل، ومن هنا تكمن أهمية السياحة في تحقيق استغلال أمثل لأوقات الفراغ والاستثمار الايجابي في توطيد هذه العلاقات بين الشباب الجزائري.
من أجل ذلك تتضمنت دراستنا شقين أساسيين الأول خاص بالتأسيس النظري للموضوع ويحمل ثلاثة فصول، والشق الثاني خاص بالتأسيس المنهجي للدراسة والجانب الميداني وخصص له فصلين كاملين وهما الرابع والخامس.
ففي الفصل الأول فكان معنون بالترويح ومؤسسات الشباب، وتم التطرق فيه إلى مفهوم الترويح النظريات المتعلقة به، ثم تناولنا رؤية تاريخية له وأوقات الفراغ وخصائصه المميزة للترويح، ووظائفه والعوامل المؤثرة في الاهتمام به في العصر الحديث وحقوق الأفراد في ممارسة الترويح، وبعدها تطرقنا إلى جملة من المفاهيم المرتبطة بأوقات الفراغ، وأسس التخطيط للخدمات الترويحية، ومبادئ التخطيط للترويح، والوظائف الايجابية للترويح، ومشكلات الترويح لدى الشباب، وأهمية الترويح وحجم وقت الفراغ، أما في الجزء الثاني من الفصل الأول تطرقنا إلى مؤسسات الشباب، فتم تحديد مفهوم مؤسسة الشباب، وإلى الأنماط الأساسية من هذه المؤسسات المعمول بها في الجزائر، كديوان مؤسسات الشباب للولاية وملحقاته، ومراكز العطل والترفيه ودورها وأهدافها نتيجة لارتباطها بالسياحة الموجهة للشباب في أوقات العطل وما تقدمه كخدمات، وقدمنا جملة من الأهداف المتعلقة بمرافق الترويح للشباب، وإستراتيجياتها، وكمرافق لرعاية الشباب، وأهمية مربي الشباب بهذه المؤسسات، وكيفية تنظيم وتسيير مؤسسات الشباب والأسس التربوية للمرافق الترويحية، وكيف يمكن لهذه المؤسسات أن ترتبط بالقيادة في بناء شخصية الشباب، وكيفية تنظيم الأنشطة الموجهة للشباب بمؤسسات الشباب، وفي آخر الفصل قدمنا خطة مقترحة للنشاطات الترويحية لارتباطها بالفئة الشبانية والأهداف المرجوة من أجل تحقيق الأهداف السامية للترويح بالمؤسسات الموجهة للشباب.
وفي الفصل الثاني فجاء بعنوان الشباب بين الخصائص وحاجيات، حيث تم التطرق إلى أهم المفاهيم المتعلقة بهذه الفئة والتي عرفت جملة من التعريفات ذات الأبعاد الفيزيولوجية والنفسية والاجتماعية، ومجموعة من النظريات لدراسة الشباب، كما تم تحديد أهمية الشباب في بناء المجتمع، حيث تناولنا أيضا أهم العناصر المتعلقة بمشاكل الشباب، وتحديد حاجياتهم من كل الجوانب، بعدها تطرقنا إلى مكانة الشباب في المجتمع المعاصر والعناصر التي تدمج الشباب في المجتمع.
أما الفصل الثالث فكان بعنوان “أنواع السياحة ومكوناتها”، وأتى بمفاهيم متعددة ومتنوعة حسب أراء ووجهات النظر من زوايا مختلفة، كما تطرقنا إلى أهمية السياحة، وأهدافها، ومرافق وخدمات الإيواء والضيافة، وإلى تاريخ السياحة عبر العصور، وبعدها إلى أهم أنواع السياحة والتي شملت مجموعة من الأنماط المتداخلة والمختلفة، وقد خصصنا أيضا مجموعة من المواضيع كمتطلبات السياحة، التنمية السياحية المستدامة وأهداف التخطيط السياحي، والبنية التحتية والفوقية للسياحة، ومكونات السياحة، والعوامل الثقافية للجذب السياحي،و برامج الثقافة السياحية، والتطرق الى أهم السلوكيات التي تأثرعلى السياحة من جراء أفعال الأفراد، ونقوم بسياسة التوعية الاجتماعية السياحية، وأهداف والعوامل المساعدة في تنمية الثقافة السياحية، ثم تطرقنا إلى سياحة الشباب عالميا، والعوامل الثقافية للجذب السياحي، والرحلات السياحية بين الأهداف والأنواع، وفي اختمنا هذا الفصل بأهم معوقات تنمية الثقافة السياحية.
وفي الفصل الرابع تم التطرق إلى دراسة ميدانية حول دور مؤسسات الشباب في تنمية الثقافة السياحية لدى الشباب فتم تحديد من خلالها أبعاد مشكلة الدراسة ثم طرح الفرضيات، مع توضيح أهميتها وأسباب إختيار الموضوع، وتحديد أهداف الدراسة، فالمنهج المستخدم، وأعتمدنا في دراستنا على منهج الوصفي، وخصصنا فيه آداتي الملاحظة والاستبيان، فالأولى إعتمدنا عليها لمشاهدة السلوكات السلبية التي تصدر من شباب مدينة قسنطينة وبالضبط في مركز وسط المدينة وحواشيها، أما الثاني فتم تطبيقه على عينة من الإطارات التابعة لديوان مؤسسات الشباب ثم تحكيمه مع مجموعة من طرف خمسة أساتذة جامعيين ذوي الاختصاص، واعتمدنا أيضا على البريد الإلكتروني كهمزة وصل بيننا وبين العينة والمختصين من أجل التواصل الجيد، أما مجالات الدراسة فشملت المجالات الثلاثة المعروفة ذات البعد البشري والجغرافي والزمني، فعينة البحث كانت قصدية شاملة.
وفي هذا الفصل أيضا قمنا بتحليل البيانات التي أخذناها من الميدان، وهذا بعد فرزها والاعتماد على الاستبيانات التي تتوفر فيها الشروط الكاملة التي تتماشى والمنهجية المعروفة في الدراسات والبحوث العلمية، آخذين شرط ربطها بالمنظور النظري، وبعد الانتهاء من التحليل قمنا بعرض نتائج البيانات العامة للدراسة من خلال نتائج الدراسة في ضوء الطرح النظري ونتائج الدراسة في ضوء نتائج الدراسات السابقة وأخيرا نتائج الدراسة في ضوء الإجابة عن الفرضيات، وبعد العرض تم تقديم بعض المقترحات العملية التي يمكن تحقيق الأهداف التي رسمناها في بداية الرسالة، فمن خلال ذلك قمنا بدورات تدريبية حول واقع مشاركة الشباب في مؤسسات الشباب ومواضيع أخرى تنصب كلها في جوهر دراستنا، وقد أشرفنا عليها بأنفسنا لفائدة إطارات الشباب والحركة الجمعية بمختلف ولايات الجمهورية، وهذا لتجسيد مفهوم المشاركة محاولة منا تفعيل الثقافة السياحية من خلال التدريبات على تقنيات حديثة تجعل هؤلاء متمكنين من التواصل مع الشباب بيسر، وبعدها اقترحنا حلول حول مشاركة الشباب في مؤسسات الشباب، بتخصيص نتائج مرجوة والنشاطات المقترحة على ضوء النتائج، وأنهينا دراستنا بخاتمة والتي طرحت موضوعا مقترحا للدراسة مع تدعيمه بمقترحين فالأول بوضع نموذج لأرضية مشروع تربوي بمؤسسات الشباب، والثاني أرضية مشروع لمخطط تنظيم وتسيير برنامج مهرجان وفي الأخير طرحنا جملة من الاقتراحات العامة.