تفصيل
- الصفحات : 491 صفحة،
- سنة الطباعة : 2022،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-311-5.
خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم عليه السلام من تراب من حمإ مسنون، ثم تكاثر بنوه فجعل سبحانه مبدأهم نطفة، ونهايتهم جثة. وهم بين هذا وذاك يمشون بقذارة لا كاشف لها سوى تقوى الله، ولعّل السرّ في ذلك كله تذكير الإنسان بحقارة ما خلق منه، فكيف له أن يتكبر على عبادة خالقه وأن يتعالى في الأرض التي منها منشأه وإليها مآله؟
وجعل سبحانه من الخلق التقيّ والشقيّ، الكافر والعابد، المستقيم والمعوجّ. وأرسل في كلّ أمة من ينذر ويرشد ويدلّ على السراط السويّ؛ أولئك هم الأنبياء والرسل. اصطفاهم الله تعالى ليحملوا رسالاته ويبلغوها عباده، فامتازوا بالصدق والأمانة وحسن الخلق، وكانوا نعم المربّين والناصحين والمبلّغين.
ثم انتهت الرسالات السماوية والنبوءات بخاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لكن كان لزاما وجود مُذكّرين، فالإنسان مجبول على النسيان محمول على الخطإ وخير الخطّائين التّوابون، لذلك سخّر الله تعالى بعض البشر من عباده وأوليائه المخلصين ليجددوا للأمة دينها وعلى رأسهم صحابة رسول الله وآل بيته صلى الله عليه وسلم. روى أبو داوود (حديث 4291) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كلّ مائة سنة من يجدد لها دينها” (صححه السخاوي في المقاصد الحسنة (149) والألباني في السلسلة الصحيحة (599).فكانوا رجالا صالحين ومن علامات صلاحهم تلك الكرامات التي لا ترقى إلى المعجزات وليست في مستوى العادة والمألوف، متّعهم الله تعالى بها فزادتهم إيمانا وورعا وزادت الناس تعلقا بهم واتّباعا لهم تجاوز المعقول في كثير من الأحيان. ويأتي هذا الكتاب الجماعي الموسوم:بـ: ” الكرامة بين العناية الإلهية والتطبيقات البشرية –جدلية العطاء الإلهي والتوظيف الولائي-” ليوضح العلاقة القائمة بين الكرامة والمعجزة، وليسلط الضوء على الانحراف الفكري والعقائدي الذي نجم عن المبالغة والمغالاة في تقديس الولي الصالح من قبل مريديه وصل في أحايين كثيرة حدّ التأليه.
-د.فصيلة مسعودي
المركز الجامعي مغنية، تلمسان، الجزائر