لعلّ من أبرز الغايات التي ينشدها عرض المشروع في اللسانيات التواصلية الإعلامية هي غاية تكوين إطارات قادرة على اكتساب مهارات وكفاءات في مجال اللسانيات ونظرياتها وتطبيقاتها بصفة عامة واللسانيات التواصلية الإعلامية بصفة خاصة، وعليه فإن الأهداف المسطرة تتحدّد على النحو الآتي: تعزيز معارف الباحثين بكفاءات نظرية في مجال اللسانيات. تدعيم المنحى التطبيقي لدى الباحث والمختص في مجال التحليل البلاغي الحجاجي واللساني التداولي للنصوص الإعلامية. ترسيخ الوعي الفلسفي لدى الباحثين في تمثّل المقولات التواصلية بما يمكّنهم من ربط بحوثهم بإحدى النظريات المعرفية. تعزيز روح الاجتهاد والنقد البناء لدى الباحثين قصد حملهم على مواكبة مطلب التجديد والعصرنة.

وبما أن النظريات اللسانية المعاصرة، ولاسيما بعد تداوليات أوستين، ومفاهيم النص والخطاب التي ابتدعها كل من رولان بارث وجوليا كريستيفا، زيادة على أهمية نظرية التلقي الألمانية على أيدي جماعة كونستانس الألمانية، وجدت لها تطبيقات خارج الفضاء الأكاديمي اللصيق بالتحليل اللساني اللغوي المحض، وخارج تفكيك شفرات النص الأدبي، فقد مست مجال التواصل الإنساني في بعده الاجتماعي والثقافي والحراك السياسي والتجاذب الديني وتشكيل المفاهيم وصورة الأنا والآخر من خلال مرآة الإعلام؛ في ضوء هذه المعطيات يطرح هذا الكتاب الإشكالية الآتية:

• إلى أي مدى توثقت الصلة بين البحث اللساني وتحليل الخطاب الإعلامي؟
• وبالتالي كيفية تشكيل المعنى في الرسالة الإعلامية وفق منظور التحليل اللساني؟
• وبما أن وسيلة الإعلام المكتوب هي الجريدة (النص)، والإعلام المسموع وسيلته (السماع) والمرئي (الصورة)؛ فكيف تتشكل شفرة النص الإعلامي (المكتوب/المسموع) وبأية أداة تفكك الرسالة البصرية؟
• وما هي آليات البعد التواصلي في البلاغة الإعلامية ضمن التقاطعات المعرفية بين علوم اللسان وعلوم الاتصال الحديثة؟

المحاور المقترحة للبحث:

• اللسانيات التواصلية الإعلامية.
• اللسانيات الحاسوبية والتحليل الكمي في المجال الإعلامي:
• اللسانيات الاجتماعية ووظيفتها التواصلية في تفسير الخطاب الإعلامي.
• اللسانيات النفسية ووظيفتها التفسيرية للخطاب الإعلامي.
• القيمة التواصلية للجماليات السيميائية الإعلامي.
• التداولية: الاقتضاء التداولي في تحديد مقاصد الخطاب الإعلامي.
• بلاغة الخطاب الإعلامي: التدرج البلاغي في الرسالة الإعلامية، درجة الصفر البلاغي.
• الحجاج والرسالة الإعلامية، الماهية والوظيفة.
• الوظيفة التأويلية في الخطاب الإعلامي: جدلية اللفظ والمعنى في تفسير الرسالة الإعلامية
• التورية ووظيفتها في تشكيل الأنواع التواصلية وعلاقتها بالتضليل البلاغي.
• الممارسة التواصلية بين منظوري التكامل والتجاوز(جدلية اللسانيات والخطاب الإعلامي).
• الأخلاق والمجتمع والإعلام: فاعلية الخطاب الإعلامي في المنظومة الأخلاقية مقاربة سوسيو-إعلامية.

الدكتور جعفر يايوش

جامعة عبد الحميد بن باديس، مستغانم، الجزائر.