تفصيل
- الصفحات : 198 صفحة،
- سنة الطباعة : 2023،
- الغلاف : غلاف مقوى ،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-514-0.
تعد اللغة من أهم مقومات المجتمعات، والدالة على هويتها، في ظل زخم التنوع الثقافي العالمي، ولم تعد اللغة حقلا علميا فحسب، بل علم من العلوم، لها مناهجها العلمية الخاصة بها، وعلماؤها المهتمون بها، ويجدر منا أن نذكر أن أهميتها القصوى تجلت من خلال زوايا الإهتمام المتعددة صفحةوبها؛ من دراسات اجتماعية وفلسفية وأنثروبولوجية وغيرها؛ كمدخل من مداخل فهم السلوك الإنساني والتفاعل الإجتماعي للأفراد والجماعات.
ولقد جاء في مأثورات الحضارة الإسلامية أن سيدنا آدم أدرك لغة التواصل بينه وبين خالقه، وبقية المخلوقات، ليتعلم الأسماء كلها؛ ومذ نزوله إلى الأرض بدأت تتشكل الأعراق والأجناس ويتشكل معها أنماط الإتصال الحسي والمعنوي، ليتطور بمرور الزمن إلى بناء سوسيوثقافي، وإرث لا مادي شفهي يميز مجتمعا عن مجتمع.
إن الأنثروبولوجيين والنفسيين يحاولون فهم الدلالات التي تؤديها الحروف في الكلمات المتعددة من معنى، في تلك الحركة الداخلية انطلاقا من التصورات وما يترتب عنها من تعبيرات لسانية وسلوكات فممارسات؛ تدرج في آخر المطاف ضمن زاوية إثنية ثقافية معينة، وبالرغم من أن الباحث الأنثروبولوجي والإجتماعي والنفسي يستعين بالعلوم الطبية والبيولوجية ليصل إلى تفسير معين لدلالات اللغة كما لمح إلى ذلك الباحث الأمريكي”جون سيرل” في كتابه الموسوم بـ”العقل واللغة والمجتمع –الفلسفة في العالم الواقعي- إلا أن هذا لا يخرجه عن نطاق التخصص القائم بذاته من خلال مناهجهه وأدوات بحثه، وبالتالي فالأنثروبولوجيا تحاول البحث في العلاقة الوطيدة والحتمية بين اللغة كنظام ونسق هام في المجتمع، ودورها في تشكيل الثقافة وتحديد الهوية، وقد اعتبرها مالك ابن نبي من أهم أساسات وركائز المجتمع بل أكد على ضرورة الإعتناء بها كإرث شفهي يميز المجتمعات عن بعضها، وقد شدد على أنه لم يحدث أن تطورت أمة معينة وحضارة ما بلغة غيرها، وأن تعطيل اللغة يندرج ضمن تعطيل الأفكار والذي يشبه تعطيل الغرائز بالنسبة للكائنات الحيوانية، ما يؤدي بها إلى الإنقراض، وبالتالي فإن وجود اللغة في المجتمعات المختلفة، وفي منظوماتها الثقافية كائن منذ وجود الإنسان، ما يجعل الأنثروبولوجيين يهتمون بها كأرضية خصبة لمواضيعهم الأنثرولغوية.
إن اللغة العربية كما يعلم الجميع؛ تتكون من أكثر من إثنى عشرة مليون كلمة، محتلة الرتبة الأولى من بين اللغات، ثم إن مدى انتشارها مرهون بكثافة استخدامها في التواصل الواقعي والمواقعي، (كتابة وصوتا وصورة)؛ ويجب القول بأن البحث الأنثروبولوجي في هذا النسق المتمثل في اللغة العربية، يدعونا لمزيد من الحكمة والتبصر إمبريقيا إثنوغرافيا ونظريا؛ فاللغة ليست سبيل للتواصل فحسب، بل هي التي تميز الأنا عن الآخر المختلف، وهي جانب الهوية المحلية؛ من خلال اللسان الذي توارثه الأجيال عن بعضهم البعض.
محاور الإستكتاب:
-المحور الأول: اللغة العربية المعنى والمدلول (الأدب العربي، الأنثروبولوجيا، الفلسفة، الدين..).
-المحور الثاني: اللغة العربية والهوية الجزائرية بين الماضي والحاضر.
-المحور الثالث: التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه اللغة العربية.
-المحور الرابع: سبل الرقي باللغة العربية إلى مصاف اللغات العالمية الحية.