تفصيل
- سنة الطباعة : 2017،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الاولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-484-58-5.
تحاول هذه الدراسة رصد أهم الجهود المبذولة من طرف العرب المحدثين في مجال صناعة المعاجم المتخصصة في علوم اللغة العربية وآدابها؛ وذلك من خلال التعريف بمجمل بالإنجازات المعجمية في أربعة حقول هي: النحو، والأدب، والسرديات، والمسرح، مع بيان أهدافها المعرفية، وتحديد وظائفها التعليمية؛ بغية مساعدة الدارسين على الاستفادة من هذه المصنّفات على مستوى التنظير والتطبيق، والارتقاء بعلوم لغة الضاد وفنونها، لتكون في مصاف اللغات العالمية.
جاءت مادة الكتاب موزّعة على أربعة مباحث، سعى المبحث الأول منها إلى رصد جهود العرب المحدثين في مجال صناعة المعاجم المتخصّصة؛ وذلك بالتركيز على حقل النحو العربي، انطلاقا من تعريف المعاجم النحوية، وبيان أصولها التراثية، واستعراض أهم أنواعها، تبعاً لثلاثة معايير هي: الفئة المستهدَفة، والمجال المعرفي، وعدد اللغات، بالإضافة إلى توضيح الأهداف التي تسعى هذه المصنّفات لتحقيقها؛ سواء أكانت تعليمية، أم لغوية، أم ثقافية، بالإضافة إلى إبراز مكانة المعاجم المتخصّصة في تبسيط قواعد النحو العربي، وتيسير تعلّم مباحثه لدى المتعلّمين في مختلف الأطوار التعليمية؛ وذلك من خلال توضيح مختلف ملامح التيسير، وكشف كافة أساليب التبسيط التي ينتهجها المعجميون العرب في سبيل تقديم هذا العلم إلى القارئ- مبتدئاً كان أم متخصّصاً- في أحسن صورة، وأكمل نهج؛ حتّى نحافظ على هويتنا اللغوية، التي يشكّل النحو ركنها الركين، وأساسها المتين هذا من جهة، وبغية رصد أشكال استثمار التقنيات المعجمية لدى واضعي هذه المصنّفات في هذا الحقل المعرفي من جهة أخرى.
وسلط المبحث الثاني الضوء على جهود العرب المحدثين في مجال وضع المصطلحات الأدبية، وبيّن إسهاماتهم القيّمة في سبيل بناء معاجمها المتخصّصة؛ لاسيما أنّ الدارس لحركية الأدب العربي في العصر الحديث– بشقيه الشعري والنثري- يلمس ظهور مذاهب نقدية واتجاهات فكرية، أفرزتها عوامل داخلية، وأخرى خارجية، وكان من نتائجها رواج مصطلحات أدبية ونقدية كثيرة بين أهل الاختصاص، ولهذا السبب انبرى عدد لا بأس به من المعجميين العرب إلى جمع هذه المصطلحات من مصادرها الأساسية في معاجم متخصّصة، وتعريفها في سياقاتها المعرفية التي أنشأتها أول مرة؛ حتى يتضح مدلولها لدى القارئ العربي، ومن ثَم يسهل توظيفها في الممارسة النقدية.
واهتم المبحث الثالث بكشف جهود العرب المحدثين في مجال وضع المعاجم النقدية الحديثة، ولاسيما حقل السرديات؛ هذا المجال المعرفي الجديد الذي حقّق استقلاليته عن باقي العلوم، بسبب تطور مفاهيمه، مما أدى إلى اتساع منظومته المصطلحية في الكتابات النقدية العربية، ولهذا تم وضع عدة معاجم سردية متخصّصة، من شأنها مساعدة القارئ العربي على الإلمام بالمصطلحات السردية، وضبط مفاهيمها في سياقاتها المعرفية؛ من أجل ضمان مسايرة المناهج النقدية الحديثة، وتوفير وسائل فعّالة تتيح للباحثين العرب تحليل النصوص السردية في ضوء مستجدات هذا العلم.
أما المبحث الرابع فحاول تتبّع إسهامات العرب المحدثين في معاجم المصطلحات المسرحية؛ ذلك لأنّ هذا النوع من المعاجم يتضمن أكبر رصيد من المصطلحات المسرحية المرتَّبة ترتيباً معيّناً، والمصحوبة بالتعريفات الدقيقة الموجزة، والتي من شأنها مساعدة الدارسين على إدراك المفهوم الدقيق للمصطلح في هذا الفن، وذلك لأنّ اكتساب العلوم وتلقين المعارف يرتبط ارتباطا وثيقا بمقدار تحصيل أسسه النظرية وإجراءاته التطبيقية.
ولعلي بجهدي المتواضع في هذا الكتاب أكون قد ساهمت بتقديم دراسة وصفية تحليلية لمعاجم علوم اللغة العربية وآدابها، والتي ستكون لبنة للدراسات المتخصّصة.