مقدمة الكتاب

لقد ترددت كثيرا قبل أن أنفذ فكرة كتاب حول النرجسية، لكن كثرة النرجسيين والنرجسيات حاليا،دفعني لأن أكتب عن هذا الموضوع الشائك المتوغل في مجتمعاتنا حتى النخاع.

لعل هذا الكتاب يعرّف الكثيرين والكثيرات الذين يجهلون حقائق هذه الشخصية المريضة السايكوباتية، ولعله ينفعهم في كيفية التعامل معها إن هو مفروض عليهم في العائلة مثلا، أو العمل أو غيرها من العلاقات المجتمعية.

في ديننا الحنيف، المعاملة السوية المتوازنة هي الأصل والقدوة، هي المعاملة التي تحفظ كرامات وحقوق جميع الأطراف، لكن وللأسف هذه الشخصية تخِلّ بأصول التعامل وبالواجبات المعمول بها، وتجعل من نفسها المسيطرة، الرابحة والآخرين ضحايا مستغلين، غير متوازنين، يشعرون بكل أنواع الآلام النفسية، الاجتماعية وحتى الجسمانية لأن كثيرا من الأمراض العضوية هي في الأصل أمراض نفسية.

نتطرق في هذا الكتاب إلى شخصية النرجسي، السّمات الغالبة، الإضطرابات النفسية، ونمو الشخصية النرجسية من الطفولة إلى المراهقة، الشباب والكهولة ثم الشيخوخة.

الأمر الذي يُجْمَع عليه العلماء أن النرجسي لا يتغير مع تقدمه في العمر، بل يصبح أكثر خطراً وعدوانية واستغلالا.

يعرض الكتاب المحاور التالية: الطفل النرجسي، آراء المفكرين وعلماء الاجتماع حول النرجسية، أعراض الشخصية النرجسية، أعراض الشخصية النرجسية، علامات لكشف النرجسيين، العلاقات مع النرجسيين، و غيرها.