تفصيل
- الصفحات : 234 صفحة،
- سنة الطباعة : 2023،
- الغلاف : غلاف مقوى ،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-466-2.
عالم الطفولة هذا العالم الجميل الذي يحملنا إليه لنرسم أحلامنا، ويتردد عبره صدى آمالنا،يحملنا برقة وهدهدة خفيفة لا تقاوم في عذوبتها وحنوها إلى رحابة الحياة وعنفوانها، هو عالم لطالما كان ساحرا في صوره وجنوح أخيلتنا في تنوع عوالمه التي تخترق الحجب، وتسمو على الواقع لنعيش فيه أحلى لحظاتنا حتى لكأننا نتمنى أن يكون العمر كله طفولة، بل وكثيرا ما تدعونا قسوة الحياة إلى العودة بذاكرتنا إلى الصفاء والنقاء الذي تشكله الطفولة في كل أبعادها، وما أصدق المتنبي حين قال ياعيشنا المفقود خذ من عمرنا عاما ورد من الصبا أعواما، بعيدا عن عوالم الطفولة الحالمة ونحن نستحضر هذا الواقع الجديد الذي تهيمن عليه الرقمنة، والتكنولوجيا الرهيبة في سرعة تطورها، تلك التكنولوجيا التي سحبت من الإنسان حياته، نستحضر معه واقع الطفل الذي بات رهين نمط حياة مختلف قد يغتال طفولته، فأكثر من أي وقت مضى أضحى الاهتمام بهذه المرحلة متزايدا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم التغاضي عن التغيرات الحاصلة؛ذلك أن الطفولة كانت ولا تزال مرحلة لايمكن أن نقفز على الاهتمام بها،ولا نزداد إلا حرصا على ضبط ما يؤطرها لأنها تبني ببساطة آفاق شخصية الطفل وتحدد معالمها،.. وتصنع منه رجل /امرأة الغد، لذلك حظيت باهتمام بالغ،وكتبت أبحاث كثيرة في هذا السياق، لاسيما ما تعلق منها بأساليب التربية والتنشئة الصحيحة أو بالأحرى المثلى التي تكفل للأسرة بناء أفراد أسوياء، فاختلفت سبل التربية وتنوعت الدراسات التي تبحث في الطرائق التي تجعل الطفل يعيش طفولته دون أن تنتزع منه _بناء على مراحل الطفولة المختلفة _ وتبني شخصيته بطريقة جيدة دون غلو، أو مزايدة،وإن كان التحدي الذي يواجهنا الآن هو أن تعصف التكنولوجيا بالطفولة وتجعلها في مهب ريح العالم الافتراضي، لكن فنون الحياة كثيرة ومن شأنها التصدي لها… من المؤكد أن المسرح هو فن الحياة بامتياز، لأنه حي ويقوم على المشاركة والتفاعل، وهو أحد أهم مقومات لاسيما في المسرح الموجه للأطفال؛ حيث أثبت هذا الصنف نجاعته بوصفه أهم السبل التي تُعتمد في نقل الخبرات وتعليم الأطفال وتربيتهم، وتسليتهم، …، فاختلفت أنواعه بحسب أهدافه وأدواره التي يلعبها بين مسرح مدرسي، وآخر تعليمي، ومسرح للطفل ….وأنواع أخرى كثيرة، ومن هذا المنطلق كان النص المسرحي هو النواة الأولى التي ينطلق منها العمل، بناء على اختيار نوع المسرح والفئة العمرية التي يوجه إليها والأهداف المرجوة منه، ويأتي هذا الكتاب للباحثة زبيدة بوغواص لتسليط الضوء على مسرح الطفل في الجزائر وعلى النصوص التي كتبها الأديب عز الدين جلاوجي تحديداً لتكشف عن جماليات الكتابة لديه، وطبيعة المسرح الذي يكتبه للطفل والقيم التي يحملها الإنسانية منها، والأخلاقية،والاجتماعية،انطلاقا من معالجة متأنية لطبيعة هذه النصوص من حيث مضامينها من جهة، وبناؤها على مستوى التشكيل الفني من جهة ثانية، دون أن تغفل المهاد النظري وتحديد بعض المصطلحات الهامة ذات الصلة الوطيدة بموضوع البحث،ستزدان المكتبة الفنية بهذا البحث الذي سيثري حتما مجال الدراسات التي تهتم بالمسرح الجزائري، كما يجعل منه مرجعا هاما للباحثين في مجال مسرح الطفل أفاءت بفصوله باحثة متميزة،نحيي فيها الروح العلمية والجدة والرصانة،في انتظار أبحاثها المستقبلية.