تفصيل
- الصفحات : 232 صفحة،
- سنة الطباعة : 2023،
- الغلاف : غلاف مقوى ،
- الطباعة : الأولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-08-732-8.
إنّ البحث في حقول النقد الأدبي العربي القديم محفوف بالمخاطر، لا يسلم من الزلل والهفوات، لما يمكن أن يعرض الدارس فيه إلى خوض نوع من المغامرة، لأنه قد يطبق نظريات حديثة على قضايا نقدية قديمة، فقد تتواءم معها وقد تختلف اختلافا منمازا، وهنا ينبغي على الدارس توخي الحيطة والحذر.
و بعدُ:
فهذا بحث موسوم بـ”النقد الأدبي العربي القديم:مفاهيم أوّلية وقضايا تنظيرية“و هو (الجزء الأوّل)،لأنّ هناك جزئينِ تليا هذا الجزءَ،و قد وسمتُ الجزءَ الثاني:(النقد الأدبي العربي القديم: المنجز النّقدي بين ابن وهب الكاتب وابن سنان الخفّاجي)،أما الجزء الثالث من الدراسة فموسومٌ:( النقد الأدبي العربي القديم التأثيرات التنظيرية والمنجز النقدي بين ابن سِنان الخفاجي وابن وهب الكاتب).وكُلُّ جُزءٍ يأتي مطبوعاً على حِدَةٍ.
يدرسالجزءُ الأولُ،قضايا نقدية عالجها أعلام النقد في حقبة زمنية تعتبر من أخصب فترات البحث في شتى المناحي النقدية والبلاغية والإعجازية وما إلى هنالك من حقول المعرفة التي كانت تَمُور بها البلاد العربية والإسلامية مَوْرًا.
و قد قسمت البحث إلى مدخلٍ وثلاثة فصول فخاتمة:
أما المدخل فقد وسمته: الذوق في النقد الأدبي العربي القديم، ووظيفته في معالجة النص،فبالذوق ندرك الإبداع الفائق والأسلوب الشائق في العمل الأدبي،و أقصد-طبعاً- الذوق الواعي المركوز على أسس وحجج مقنعة،و ليس ذلك الذوق الانطباعي غير المعلَّل.
الفصل الأول: النقد الأدبي عند العرب حتى نهاية القرن الخامس الهجري.فلتاريخ النقد عند العرب، جذور بدءاً من الجاهليين ومرًوراً بمرحلة النبوة-على صاحبها الصلاة والسلام-و عهد الخلفاء الراشدين،و تعريجاً على العهد الأموي فالعبّاسي،الذي استوى النقد الأدبي على سُوقِه وآتى أُكُلَهُ غضّا طريّاً.
الفصل الثاني: تأثير الفلسفة اليونانية في مباحث البلاغة والنقد الأدبي عند العرب.و في هذا الفصل ذكرتُ مدى تأثُّرِ النقاد العرب والبلاغيين بالفلسفة الإغريقية،خاصة بعد مرحلة الترجمة وظهور نَقَلَة كِبار ترجموا الجم الغفير من كتب أفلاطون وأرسطو طاليس…
الفصل الثالث:جهود المعتزلة وأثرها في النقد الأدبي.و غير خافٍ عن متتبع الحركة النقدية لدى العرب،من أنّ للمعتزلة دوراً خطيراً بالغ الأهمية،في دفع حركية النقد خطوات كُبرى جليلة إلى النضج والبلورة،خصوصاً تلك النقاشات الطافحة بالأدلة وأساليب الحِجاج والتداولية،للذبّ عن مذهبهم والسعي الحثيث لإقناع الخصم،بَلْهَ جذبه إلى حاضرة المذهب الاعتزالي،المركوز على المنطق الأرسطي والعقل الدامغ.
وأخيرا تم تسجيل النتائج التي توصل إليها البحث في الخاتمة.
وبذلك أخذ البحث شكله النهائي .وقد توكّأتُ على المنهج التكاملي في بحثي هذا، لأنني كنت أرصد الظاهرة الأدبية والنقدية،فأحيانا أقارن،و أحيانا،أؤرّخ للعملية النقدية،و هَلمّ جَرَّا…
ثم إنني أشكر الله تعالى الّذي وفّقني وهداني لما كنت أصبو إليه، كما أشكر الأستاذ الدكتور: الشيخ بوقربة، الذي وجّهني بنصائحه السديدة منذ أن كان هذا البحث فكرة فصار مكتملا،كما أُسدي شكري إلى الأستاذ الدكتور: عبد الرحيم بودلال، من جامعة محمد الأول بمدينة وجدة، بالمغرب الشقيق، الذي فتح لي قلبه ويسّر لي سبل الاطّلاع على الكتب والأطاريح الموجودة بمكتبة الجامعة.
و لا أنسى كلّ من قدّم لي يد المساعدة من الأساتذة والزملاء،بالأردن الشقيق فلهم مني تحية خاصّة.و لا أنسى المرحوم الأستاذ الكُبّار،الدكتور” عبد الله الشنّاق ” من جامعة اليرموك،محافظة إِرْبدبالأردن الذي فتح لي بابه واستضافني وعرّفني على كثير من معالم الحضارة والآثار القديمة بمدينة ديكابوليس وجدارا وأم قيس،فله مني أخلص الدعوات بالرحمة والمغفرة.
كما أوجّه شكري إلى الأساتذة والزملاء بجامعتَيْ وهران ومعسكر بدون استثناء.
و شعاري دوماً،ما قاله أبو علي الحريري في”مُلْحَةِ الإعرابِ”:
وإِن تَجِدْ عَيْباً فَسُدّ الخَلَلَا فَجَلَّ مَنْ لَا فِيهِ عَيْبٌ و عَلَا
واللهَ نسأل أن يوفقنا لما فيه خيرُ أُمَّتنا وتُراثِنا الخالدِ المجيدِ إنه” سميع مجيب”
“وَ مَا تَوْفِيقِيَ إِلَّا بِاللهِ عَلَيهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ”
أ.د. مختار بن قويدر
جامعة مصطفى اسطنبولي معسكر – الجزائر
في 23 رجب الفرد 1444ه
14 فبراير 2023م
البريد الإلكتروني:
benkouider.mokhtar@univ-mascara.dz