مقدمة

كلمة في الجزء الثالث من موضوع: النقد الأدبي العربي القديم:التأثيرات التقعيدية والمنجز النقدي بين ابن سِنان الخفّاجي وابن وهب الكاتب

حاولتُ في هذا الجزء-الجزء الثالث من مجموعة النقد الأدبي العربي القديم- التركيز على التأثيرات التقعيدية التنظيرية التي تركها الناقدان ابن سنان الخفاجي وابن وهب الكاتب، من خلال مدونتَيهما،على التوالي:سر الفصاحة والبرهان في وجوه البيان. وكيف أنّ النقاد التالين لهما قد قبسوا الكثير من الآراء النقدية منهما،كما عرّجت على المنجز النقدي للناقدَينِ المذكورَينِ من خلال التطبيق على دواوين شعرية كثيرة،و مدوّنات غفيرة.

ففي الفصل الأول والموسوم:نقد المفاضلة بين الشعر والنثر،فلقد عرّف فيه ابن سنان فنَّي الشعر والنثر، و ذكر حد كل منهما.

أما الفصل الثاني، فقد وسمتُه:القِدم والحداثة،إذ يدعو فيه ابن سنان إلى الموضوعية في النقد إزاء قضية القِدم والحداثة، و فيه أنّ الرواة وأهل اللغة، يفضّلون أشعار العرب المتقدمين على شعر كافة المحدثين.

و في الفصل الثالث الموسوم:”براعة الاستهلال وحسن التخلص”التأكيد من طرف الناقدين على براعة الاستهلال ووجوب مراعاة الغرض المطروق وتخير فواتح ومطالع القصائد.

أمّا الفصل الرابع الموسوم”عمود الشعر: منشؤه وتطوره” فلقد تطرقتُ فيه إلى النظرة الثاقبة للناقدَينِ: ابن وهب وابن سنان،و مدى تعريجهما عن جل العناصر التي تكوّن عمود الشعر حسب ما رآه النقاد المنظّرون لهذه القضية، وإن لم يسميا عمود الشعر صراحة، وذلك  من خلال التطرق إلى جزالة اللفظ، وعنصر المقاربة أو الإصابة في التشبيه، أو حسن الاستعارة.

و في الفصل الخامس،الموسوم”شعرية الانزياح والدرجة القصوى للأسلوب: الخصائص الأسلوبية للموضوعات الشعرية “فإنه بعد تعريف الانزياح، شرعتُ في تعداد أساليب الانزياح،و خرق أفق الانتظار، و الانحراف،و جمالية ذلك كله وأثره في العمل الإبداعي.

و في الفصول السادس، و السابع، و الثامن، :الانزياح التركيبي: التقديم والتأخير/الإيجاز والإطناب/الالتفات وانتهاك نسق الكلام،،تطرقتُ إلى الخصائص الانزياحية من اِلتِفات وعدول، و شجاعة العربية كما يطلق عليها ابن جنّي في خصائصه، إذ الخروج عن المألوف وخرف أفق الانتظار من عناصر الإبداع في عالم الأدب والفن.

أما الفصل التاسع والأخير،فقد عرّجتُ على مدى تأثير النَّاقِدَيْنِ ابن وهب الكاتب وابن سنان الخفاجي في المتأخِّرِينَ من النُّقاد والبلاغيين،أمثال: جمال الدين الوطواط في غرر الخصائص الواضحة وعرر النقائض الفاضحة،و في: نضرة الإغريض في نصرة القريض للمظفر العلوي. وفي المثل السائر لابن الأثير.كما أنّ تأثير الناقدَينِ جليٌّ في بغية الإيضاح للخطيب القزويني، وفي: صُبح الأعشى في صناعة الإنشا  للقَلقَشَنْدِي.

ثمّ ختمتُ البحث بنتائج توصّلت إليها،جرّاء مُقاربة التطبيقات النقدية من طرف الناقدَيْنِ،ابن سنان في مدونته الموسومة:سر الفصاحة،و ابن وهب الكاتب في مُصَنَّفِه:البُرهان في وجوه البيان.

أرجو الله تعالى أنّني قد أصبتُ فيما كنت أصبو إليه،فإن كانتِ الأخرى،فحسبي المحاولة

وشِعاري دوماً، ما قاله محمد بن إدريس الشافعي(الوافِر):

وما خلّده أبو القاسم الشابِّي(المتقارِب):

واللهَ نسأل أن يوفقنا لما فيه خيرُ أُمَّتنا وتُراثِنا الخالدِ المجيدِ إنه” سميع مجيب”

“وَ مَا تَوْفِيقِيَ إِلَّا بِاللهِ عَلَيهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ”

أ.د. مختار بن قويدر

جامعة مصطفى اسطنبولي معسكر – الجزائر

في 23 رجب الفرد 1444هـ

14 فبراير 2023م

البريد الإلكتروني:

abourachedmokhtar@yahoo.fr

benkouider.mokhtar@univ-mascara.dz