لأن الأمن الصحي يعد تعبيرا خلافيا غامضا، لأنه يمثل تهديد بلا مهددين. الأمر الذي جعلنا نستدرك مقولة عالم الرياضيات (جون ناش) الذي قال علينا إن نتسلق جبل أخر من تلك القمة البعيدة لنسلط الضوء الكاشف على القمة الأولى، في إشارة واضحة ان حل المشاكل الأمنية لايتم إلا بعمل جماعي دولي.

وهنا من المفيد الإشارة الى التداخل بين الأمن والصحة وذلك من خلال مادعت اليه (دانمارك) الى ضرورة (أمننة الصحة) وما سبق دعوتها الاجتماع الذي عدى له مجلس الأمن الدولي عام 2000 والذي شكل علامة فارقة في كيفية التعاطي مع الامراض وجرى الحديث عن ان التهديدات الصحية جراء الأمراض هي من بين ابرز اهتمامات الأمن الدولي والعالمي والقومي والإنساني، لان الأمراض المعدية تشكل نوعا جديدا من المهددات الأمنية كونها ذات طابع غير وطني عابر للقارات، وعليه يمكن القول أن الأمن الصحي يعد احد مرتكزات الامن العالمي منذ ان بدأ. العلماء بالتركيز على دراسة متغيرات غير عسكرية، غير عنيفة مثل الفقر والمرض والوباء والجريمة المنظمة والإرهاب…الخ واثارها على الدولة والفرد والمجتمع والعالم اجمع. ومادامت الصحة عموما وبالنسبة للجميع هي مسألة (بقاء) وعليه باتت قضية ضرورية للسلم والأمن الدوليين .

وهنا قدم صندوق (سكول) للتهديدات العالمية بتقديم ورقة عمل حول آلية مواجهة التهديدات العالمية لحماية المستقبل وطرح خمسة تهديدات هي الأسلحه النوويه، الصراع في الشرق الأوسط، تغير المناخ، شحة المياه، تفشي الاوبئة.

هنا دخل الأمن الصحي كجزء لايتجزء من السلم والامن الدوليين. وكذلك اجرى مركز (راند) للمخاطر والأمن العالمي دراسة شملت طيفا يتراوح من الإستراتيجية الى الرعاية الصحية يشمل كل مناطق العالم ووضعت أربعة عناصر (تكتلات) من المقاربات لحل وتجاوز هشاشة الأمن الصحي عالميا وهي: الانترنت، منصات صنع القرار، ائتلاف المتطوعين، المفاوضات.

وهنا تم اعتبار التهديدات الأمنية عبارة عن تصور حركي بعضه داخلي يرتبط باحتمالية فشل الدولة التنموي واخر عابر للقارات والحدود مثل الجريمة المنظمة، التهريب، الإرهاب، والذي يشمل الإرهاب البيولوجي مثلا. هذا الامر يفضي الى جعل التهديدات اللاتماثلية ان تكون المصدر الأول للقلق الأمني الدولي، وهنا يعد الأمن الصحي أحد العناصر اللاتماثلية المهددة للسلم والأمن الدوليين.

ولقد أبرزت جائحة كورونا كوفيد 19 الاهتمام العالمي بالأمن الصحي واعتبرته مرتكزا للأمن القومي والعالمي، ذلك لان هذه الجائحة تذكرنا بالفتره التي انهار بها الاتحاد السوفياتي وتغيرت معالم النظام العالمي من حيث زوال نظام القطبيه الثنائيه وبروز نظام القطب الواحد. وهنا وفي ظل هذه الجائحة سنشهد تغييرات تتجسد بما يمكن إن نطلق عليه (دبلوماسية الكمامات) وقد تشن حروب اقتصادية كبيرة على وسائل الوقايه الصحية، إضافة إلى انخفاض مستويات التجارة العالمية وشيوع ظاهرة البطالة والفقر، وانخفاض الطلب على الطاقة ودخول الاقتصاد الدولي مرحلة الانكماش وقد يحصل فك ارتباط مابين الصين والولايات المتحدة الأمريكية .

من خلال ما تم تقديمه  يمكن تحديد اشكالية الدراسة هذه بالاتي : يشكل الأمن الصحي نوع جديد من المهددات الأمنية ذات الطابع غير الوطني العابر للقارات وذلك من خلال التداخل الواضح بين الأمن والصحة التي باتت من ابرز اهتمامات صناع القرار في العالم والعلماء والأطباء والمتخصصين في الشؤون الأمنية العالمية سيما بعد بروز جائحة كوفيد 19 فايروس كورونا على مستوى العالم اجمع وإصابته لملايين من البشر على مستوى المعمورة .

الى أي مدى شكلت جائحة كورونا تهديدا للأمن اصحي لدول الساحل والمغرب العربي ؟

وتوصلت الدراسة إلى فرضية مفادها :

• إن جائحة كورونا شكلت تهديدا حقيقا للأمن الصحي لدول الساحل والمغرب العربي .
• إن الأمن الصحي لدول الساحل والمغرب العربي يتميز بالهشاشة أصلا حتى قبل ظهور فيروس كورونا .

أسباب اختيار الموضوع :

بسبب الحدث المعاصر الذي يشهده العالم  بسبب الجائحة وكما أن حجم التأثير م يكن في الحسبان بسبب إهمال الأمن الصحي رغم انه يعتر من أساسيات الأمن القوم كما ان الأمن الإنساني والأمن الصحي هما وجهان لعملة واحدة علي رغم من أن كل دول ثأترة  ثأتيرا كبيرا إلا أن لقارة إفريقيا نصيب من الأسوء الظروف ونتائج .

أهمية الدراسة :

بسبب نقص المراجع وكما ان الجائحة حديث الواقع ولا توجد تنبؤات مستقبلية الي حد الساعة عن مستقبل الذي سيتركه هدا فيروس من تغيرات في الأوضاع الاجتماعية واقتصادية ولا يزال فيروس كائن غير مرحب به يعيش علي سطح هدا الكوكب .

 المنهج المستخدم :

أما المناهج المتبعة في هذا المذكرة فهي: المنهج الوصفي التحليلي، والمنهج النظمي ومنهج مقارنة .

حدود الدراسة :

شملت هده الدراسة من أول يوم  انطلاقة للجائحة الي كل فترة 2020 في دول المغرب العربي :جزائر وتونس ومغرب ولبيبا وكدا دول الساحل الخمس خلال نفس الفترة مع إحصائيات متفاوتة .

هيكل الدراسة :

قسمنا الدراسة إلي فصلين الفصل الأول فصل نظري لمختلف المفاهيم : كورونا والأمن العالمي والأمن الصحي والتهديدات العابرة للقارات والمبحث الثاني يتضمن دول الساحل  واتار المحققة ومراحل الانتشار وحصيلتها لمختلف دول الساحل  والإجراءات الحكومية والمبحث الثالث يتضمن دول الجوار والايطار الزمني ومراحل الانتشار والحصائل والآثار الاقتصادية والاجتماعية والإجراءات الحكومية متبعة .

و فصل النظري دراسة مقارنة لمدى نجاعة النظام الصحي بين دول الساحل ودول المغرب العربي واي  منهما كانت الأقل تأثيرا والأكتر استحواذا علي وضع.

الدراسة السابقة :

ان هدا موضوع  وبسسب حداثتة كان هنالك نقص في المراجع  بخصوص موضوع كورونا وتأتيره واستخلصنا مجمل معلومات من خلال تصريحات ومقالات العلمية وتقارير منظمة الصحة العالمية كما إن جائحة لا تزال حديث الساعة.

الأمن الصحي كأحد مهددات الأمن القومي والمجتمعي العالمي – مجمىعت مؤلفيه – رقم تسجيل الكتاب : 6435B-3383.VR الطبعة  الأولى.

تأثري الأوبئة على الأمن الإنساني في دول المغرب العربي -فيروس كورونا المستجد نموذجا- المجلد 06 العدد 01 ص ص 1268 -1286.