تفصيل
- الصفحات : 213 صفحة،
- سنة الطباعة : 2018،
- الغلاف : غلاف مقوى،
- الطباعة : الاولى،
- لون الطباعة :أسود،
- ردمك : 978-9931-484-78-3.
إن موضوع وسائل الاتصال له أهميته العلمية العامة والأكاديمية الخاصة، وذلك لما له من أبعاد اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية هامة استعملت وتستعمل في التدافع الحضاري بين الأمم و الشعوب منذ آلاف السنين.
فلتاريخ وسائل الاتصال معنى اجتماعي وسياسي. وهو عبارة عن عملية تراكمية طويلة النفس تخللتها محطات تطورية كبرى وحاسمة حولت هذه الوسائل إلى عامل مهيمن في توجيه الرأي العام المحلي والدولي. إن المعنى الاجتماعي والسياسي لتاريخ وسائل الإعلام والاتصال وخاصة السمعية البصرية منها، يكمن في تحولها إلى مصدر هيمنة بفضل سعة انتشارها وقوة تأثيراتها.
كما أن لتاريخ وسائل الإعلام والاتصال بعدا ثقافيا، لأنه يعكس تحولات عميقة في مجال التعاطي مع العالم الثقافي، حيث انتقلنا من خلال مستجدات القرن الماضي في هذا المجال، أي الانتقال من هيمنة اتصال مكتوب وسمعي فقط، قوامه تفاعل ثقافي بواسطة تفاعل خطي يندرج في إطار نظام لغوي محلي أو جهوي، إلى اتصال سمعي بصري قوامه رموز بصرية أدخلتنا في عالم معلوماتي ورقمي طوى المسافات وقرب الفهوم من خلال أشكال تفاعلية تفترض فيها الشمولية والنمطية الثقافية لصالح من بيده مداخل ومخارج هذه الثقافة المعولمة والتي لا يراد لها أن تكون عالمية، لأن الخصوصيات الثقافية لا تخدم مسارها الأحادي ولا مصالح من يحاول التحكم في لوحة مفاتيحها.
وأخيرا فإن لتاريخ وسائل الاتصال بعدا تكنولوجيا لا يمكن إغفاله تمفصل حول النسخ اليدوي والكتابة الآلية والتسجيل والنشر والتوزيع والتفاعل السمعي البصري الفوري ليساهم في رسم وحفظ أهم ملامح الحضارة الإنسانية بمختلف مشاربها، ولكن بقوة وتركيز متفاوتين تحكمهما ظروف الساعة بعواملها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية.